لمواجهة هذا المشكلة المؤلمة، لا بد من طرح الحلول.
و مع مرور الزمن طرحت العديد من الحلول. سنستعرضها بالأسطر القادمة، و لكن ومن البداية، ننوه أن ذكر العديد من هذه الطرق، لا يعني حكما بأننا ننصح بها، و لا يعني أننا نؤكد فعاليتها.
طرق الحل البدائية،
يبتكرها العديد من الرجال لمواجهة المشكلة لوحدهم.
Les tentatives de se débrouiller par soi-même
رأينا على مر العصور أن الرجال قد تبنوا العديد من الطرق الشخصية لحل المشكلة. يسمع المعالج بهذه الطرق من الرجال الذين يأتون للاستشارة بعد أن فشلت كل الجهود الشخصية. و لم تؤدي هذه الطرق سوى للوم و للدموع. تباعدت العلاقات الزوجية بسببها و غالبا ما ينتهي الأمر بالانفصال.
الطرق التي يقترحها الرجال Chez l'homme
يبذل العديد من الرجال المستحيل من أجل مواجهة هذه المشكلة. يحاولون تماسك أنفسهم و تأخير القذف بالعديد من الطرق البدائية:
ـ ممارسة الاستمناء قبل الجماع
ـ التفكير بأمور أخرى غير جنسية أثناء الجماع.
ـ التظاهر بالوصول إلى النشوة بعد حصوله بدقائق ليوهم الشريكة أنه استغرق وقتاَ أكبر.
ـ إنقاص فترة المقدمات و المداعبات قبل الجماع Préliminaires بقصد التخفيف من حدة التهييج الجنسي، و لهذه الغاية غالبا ما يلجئون لطرق بدائية أخرى مثل:
ـ تجنب مداعبة الأعضاء التناسلية قبل الإيلاج. و على العكس، يحاول البعض الأخر الإطالة من مدة المقدمات بقصد إيصال الشريكة إلى النشوة قبل الإيلاج مما يساعدهم بهذه الحالة على إخفاء سرعتهم.
Chez la femme الطرق التي تقترحها النساء
كمحبة بالشريك، تساعد بعض النساء الشريك للإطالة فترة الجماع بطرق مختلفة:
ـ تخفي مظاهر اللذة للتقليل من إثارة الشريك.
ـ تمنع نفسها من ممارسة المداعبات.
و للإسراع من نشاط تعتبره نوع من السخرة أو العمل المرهق قد تتصرف المرآة بأساليب مختلفة، قد تدعي المرآة و تتظاهر بالوصول إلى الرعشة لإرضاء عنفوان الشريك و رغبته بإظهار مقدرته.
المشكلة ستأتي باليوم الذي سترفض به المرآة المتابعة بهذه اللعبة.
ـ و يمكن لبعض النساء أن تصل لدرجة رفض الحصول على المتعة الشخصية أو تخفي هذه الرغبة لكي لا تثير شريكها بشكل زائد.
وصف Tordjman (1977) خمسة أطوار تمر بها شريكة من يعتبر نفسه قاذف باكر:
الطور الاول: Phase d'auto-accusation:
طور الاتهام الذاتي:
و هذا ما يحصل عادة مع النساء قليلات الخبرة إذ يعتقدن بأنهن السبب بالقذف الباكر
الطور الثاني Phase d'agressivité:
الطور العدواني
بعد أن تتفهم الوضع، و بعد أن يتكرر الفشل و خيبة الأمل. تفقد الشريكة صبرها و تتجلى عندها، شيءَ فشيء عدوانية تحاول إظهارها بأشكال مختلفة.
الطور الثالث: Phase de résignation
طور الاستسلام :
بعد أن يخيب ظنها مرات متكررة، تتخلى الشريكة عن رغبتها بمقاومة المشكلة و تستسلم لأمرها الواقع. موقفها تجاه زوجها يختلط بين الرقة و الحنان من طرف مع الازدراء من الطرف المقابل.
الطور الرابع.Phase d'adultère
طور الخيانة الزوجية
عندما تسوء الحالة بشكل كبير، قد تندفع الشريكة إلى ذراعي عشيق لتجد بينهما ما لم تجده بين ذراعي زوجها. وتستخدم هذه الخيانة لتقيس مقدرة زوجها على إيصالها للرعشة. الوصول لهذه المرحلة لا يترك للعلاج سوى الإنذار السيئ.
الطور الخامس: .Phase de rupture
طور الانفصال
تصل الحالة بين الزوجين إلى نقطة اللاعودة.
و تنفر المرآة مشمئزة من أية محاولة تقارب جنسي يقوم بها الرجل.
بين الزوجين: Au sein du couple
قد نتساءل أي من الزوجين سيأخذ المبادرة لطلب المساعدة الخارجية. و إلى من سيلجأ.
نلاحظ مع الأيام، أن الرجال الذين يباشرون بطلب العون برغبة خاصة منهم هم بتزايد. وأحيانا بشكل مخالف لرغبة الشريكة.
بالعديد من الحالات يخبر الرجل شريكته بما هو مقبل عليه و ردها بهذه الحالة متنوع:
ـ قد تكون حذرة من أخصائي الجنس، و تظهر له تحفظها من سرد قصتها الشخصية.
ـ قد تبقى تأمل أن المشكلة ستنحل لوحدها دون مساعة شخص ثالث.
ـ قد تبدي رغبتها بترك شريكها.
ـ قد تستسلم لواقع أمرها و تقتنع بعدم إمكانية حل المشكلة.
و بالمقابل، قد تكون المرآة هي المحرك الذي يدفع شريكها للاستشارة و طلب العون. و تحض شريكها على تولي أمره و حل مشكلته. و بحين قد يصبر بعض النساء، نرى أن البعض الآخر يهدد بمباعدة العلاقات الجنسية كلما طالت إمكانية إيجاد الحل.
و قد يصل الأمر إلى أن تطلب الشريكة الانفصال إن تباطأ الشريك بطلب العون الخارجي و المباشرة بإيجاد حل للمشكلة.
موقف الرجل تجاه هذا التهديد غالبا ما يكون سلبيا. فيتضايق و يتملكه الخوف و الشك بإمكانية إيجاد حل للمشكلة. يتردد لفترة، و لكنه يسارع لمباشرة العلاج.
توافق غالبية النساء على مباشرة العلاج مع شريكها كزوجين، و لكن قد نعثر أيضا على رجال أو على نساء يستشرون لوحدهم عندما يهمون ببدأ علاقة جديدة مع شريك أو شريكة جديدة. و يظهرون بهذه الحالة رغبتهم بتجنب الوقوع من جديد بفخ المشكلة نفسها.
جميع الاحتمالات ممكنة، حتى أننا قد نرى سيدة تستشير معتقدة أنها هي المشكلة نظرا لعدم تمكنها من الوصول إلى الرعشة. و لدى التحري عن المشكلة نكتشف أنها تعود للقذف الباكر عند الشريك. و بهذا الحالة كان الشريك قد أقنعها أنها هي السبب لكي يخفي مشكلته الشخصية.
من يمكن استشارته للبحث عن عون خارجي؟
قد يتساءل العديد من المرضى: من يمكن استشارته لحل مشكلة القذف السريع؟
أن عثرنا على شخص سبق له و استشار عدة أخصائيين دون فائدة، فان هذا يخفي حذرا من أي خطوات مقبلة. و إن حصل بالإضافة لهذا الفشل أن هذا الشخص قد بزل مجهودا كبيرا لإقناع شريكته بالاستشارة بناء على طلب المعالج، يكمن أن نتأكد بأن هذا الشخص قد قرر لا يذهب برجله لأي معالج آخر.
و إن كان الشخص قد استشار و قرأ دون فائدة، كل ما خطر له من كتب و مجلات تعالج هذا لأمر. سنكتشف من استجواب هذا الشخص أن هذه الكتب و المجلات تبقى تعالج المشكلة بشكل عام. و لا يلبث لمن يحاول أن يطبق مختلف التقنيات التي تصفها هذه المؤلفات أن يمل و يتخلى عن ذلك بعد فقدان الأمل بإمكانية التحسن.
غالبا ما يلجا المريض لاستشارة طبيبه العام، أو بعض الأطباء الاختصاصين من أطباء نساء أو أطباء جراحة بولية.
و لكن قد نتساءل، هل يقدر هؤلاء الأطباء الإجابة بشكل مناسب على طلب كهذا؟ يقرّ أغلب الأطباء عن فقر إمكانياتهم العلمية و التقنية بهذا المجال، و يقر عدد كبير منهم بعدم مقدرته على وصف العلاج المناسب. و هذا أمر لا يدعو للتعجب، عندما ندرك النقص الذي تعاني منه كليات الطب بتدريس المشاكل الجنسية.
و قد كان أول من نوه لهذه المشكلة . Les sexologues américains Masters et Johnson (1970) إذ أكدوا بعد دراسة الأمر بان الغالبية العظمى من النصائح الطبية التي قدمت بهذا المجال قد أساءت للمشكلة بدل من أن تحسنها. و لكن، و بعد انتشار تدريس علم الجنس بكليات الطب، أصبح العديد من الأطباء يعي نقص مقدرته على العناية بمشاكل الجنس و منهم من يخبر مريضه بهذا الأمر طالبا مساعدة الأخصائي، احتراما للقواعد العلمية و الأخلاقية.
يبقى تعليم مادة علم الجنس بالعديد من كليات الطب مقتصرا على الدراسات الاختصاصية.
أما المجالات المهنية الأخرى ـ مثل الممرضين، المعالجين النفسانيين، المرشد الاجتماعي و المرشد القضائي، و المربي الاختصاصي. و غيرهم. فنادرا ما نرى إهتمامهم بمجال الجنس. لذا من النادر أن يلجأ المريض لهم.
غالبا ما يهرب القاذف الباكر من الطبيب النفساني. و الخوف من مواجهة أخصائي الجنس بدأ يتلاشى مع الوقت.
هذا يعيدنا للسؤال الذي يريد أن يبحث عن اصل القذف الباكر، هل هو مشكلة نفسانية أم أنه مشكلة طبية، أم أنه مشكلة جنسية بحتة؟.
كما قد نتساءل عن كيفية اكتساب بعض الاختصاصين لهذا الاختصاص. و لا ننسى أن هناك من يصنف نفسه كأخصائي جنسي قد اكتفى بدورة تدريبية لعدة أيام أو عدة أسابيع. و البعض الأخر تلقى هذا الاختصاص بعد دراسة جامعية لعدة سنوات. و لا يخلو الأمر، حتى بالبلاد المتحضرة من المشعوذين الذي انتحلوا صفة المعالج الجنسي دون دراسة.
.
الطرق البدائية المتوارثة Les méthodes de grand-mère
نرى العديد من الطرق التي ابتكرت من اجل محاربة القذف الباكر:
ــ الواقي الذكري préservatifs
ــ المراهم المخدرة. pommades anesthésiantes و التي تهدف إلى إنقاص حساسية القضيب الموضعية
ــ العمليات الجراحية التي تهدف إلى إنقاص حجم المساحة الحساسة.
ــ مقاومة الأفكار المثيرة و محاولة الابتعاد عنها. و منهم من يلجأ إلى قرص الجلد أو ضرب نفسه لهذه الغاية و لكي يحول الألم من انتباهه إلى الإثارة الجنسية.
ــ و لم يملّ العديد من الرجال من البحث عن الحبوب السحرية التي يمكنها أن تعالج القذف الباكر.
.
غالبا ما تؤدي هذه الطرق البدائية إلى ضياع الانتصاب.
و هكذا، و على مر السنين، نرى من آن لأخر، طرق جديدة لا تلبث أن تثبت فشلها بانتظار العام التالي لكي يحمل معه طرق أخرى جديدة.
الطرق العلاجية Les méthodes thérapeutiques
و نذكر منها:
ـ عدة طرق لتعليم الزوجين معا أو بشكل انفرادي للسيطرة على القذف
les thérapies d'apprentissage individuelle ou de couple
ـ طرق المقاربة الجسدية l'approche corporelleـ
ـ الطرق الموسيقيةmusicaleـ أٌقترح (Grafeille, 1986) العلاج الموسيقي لتدبير حالات القذف الباكر
ـ التكيّف conditionnementـ
ـ الارتخاءrelaxation ـ
ـ التنويم المغناطيسي hypnose ـ
ـ الطرق التحليلية l'approche analytique
ـ العلاجات الدوائية thérapies chimiques.
تهدف طرق التعليم و المقاربة الجسدية l'approche corporelle إلى التعويض عن نقص عدوانية المريض و ذلك بتحرير الطاقة المخزونة بهدف السيطرة على الخوف من الحركات الهجومية أو من الخجل.
هذا مثلا الأمر الذي اقترحه ديجاردان منذ عام 1976 عندما طور مبدأ المقاربة الجنسية الجسمية. L'approche sexo-corporelle (Crépault, Desjardins, 1976) .
يطلب بهذه الحالة من القاذف الباكر أن يتعلم أن يحرر طاقته. و بهذا الطريقة يتعلم الرجل على السيطرة على شريكته بدل من أن يتعلم على حبس منعكس القذف. يتم هذا الأمر بتمارين تساعده على التعبير عن رجولته. و تقوم هذه الطريقة العلاجية بتعليمه على الاستيهام و تخيل الجماع بفضل حركات حوض تأخذ منحى عدواني، ثم يطبق هذه التمارين مع شريكته.
التكيّف conditionnement:
تبغي هذه المقاربة تكييف الرجل من خلال تقنيات عديدة، أشهرها هي تعليم الرجل السيطرة على منعكس القذف. من هذه الطرق:
ـ إيقاف التحريض الجنسي ثم بإعادته بشكل تدريجي. أول من اقترح هذا الامر هو (Semans, 1956)
ـ الضغط اليدوي الذي تقوم به الشريكة على القضيب بين فترتي المداعبات بالبداية و من ثم الإيلاج.
الارتخاءrelaxation
تترافق هذه الطرق مع فترة امتناع جنسي. و تهدف إلى تعليم الرجل السيطرة على منعكساته
التنويم المغناطيسي يدور بنفس مجال طرق الارتخاء.
L'hypnose se situe dans la même optique que la relaxation.
تعتبر هذه الطرق أن السرعة هي إحدى مظاهر القلق و الاضطراب état anxieux. و بالتالي فهي تهدف إلى مواجهة القلق بوضعية هادئة و صاحية calme éveillé هذه التقنيات و مبدأها التثبيط المتبادل تعتمد على المقاربات العلاجية التي اقترحها Wolpe (1975) فهو يقول أن القلق يسبب ارتكاس مسيطر على الجهاز العصبي الودي . système nerveux sympathique المسئول عن منعكس القذف.
و بالتالي فأن الارتخاء عندما يثبط القلق يتمكن بدوره من السيطرة على الجهاز العصبي الودي.
بفضل حالة الارتخاء، يتعلم الشخص السيطرة على قلقه. و يرافق المعالج مريضه بهذه الطرق لكي يسيطر تدريجيا على حالات القلق بمستوياته المختلفة.
الإيلاج عند القاذف الباكر، يعتبر بالمستوى الأصعب. و يتعلم المريض السيطرة عليه بآخر مرحلة.
طرق التحليل النفساني La psychanalyse
تعتبر القذف الباكر كعرض أو كعلامة لشيء أعمق. و بالتالي فهي لا تقترح العلاج من أجل الشفاء من القذف الباكر بحد ذاته. و لكنها تفترض أنه سيختفي لوحده بعد يعي الشخص و يحس بذاته La prise de conscience de fixation à un stade de développement dans l'enfance على شيء يثبته باحدى مراحل التطور أثناء الطفولة.
العلاجات الدوائية Des traitements médicamenteux
خرجت إلى الصيدليات منذ سنوات عديدة. و يتركز عمل اغلبها على الجهاز العصبي الذاتي le système neveux autonome و بشكل خاص على مراكز السيطرة على منعكس القذف
و من الأمثلة القديمة (Tod, 1986). الذي اقترح الأدوية المهدئة drogues anxiolytiques
النتائج العلاجية
إن أردنا أن نتفحص بشكل مجرد مختلف الحلول المقترحة. يجب أن نصنف طرق تطبيقها و أن نقيس النتائج التي تم الحصول عليها.
لنبدأ بطرق ماستر و جونسن La méthode de Masters et Jonhson (1970):
فقد اقترحا طريقة لمعالجة القذف الباكر و تبدو للوهلة الأولى بأنها طريقة ناجحة و فعالة.
و لكن عندما نعود إلى ارض الواقع، نرى أن أغلب من يحاول تطبيقها يرتطم بالفشل.
خلف ماستر و جونسن عدة أخصائيين بحثوا عن وسائل أخرى للتحسين من فعالية الطرق العلاجية للقذف الباكر.
فمنهم من اقترح الأدوية. و تم تجريب مركبات عديدة. و بعدة فترة من التجارب نرى خلاصة التقارير تقول أن المركب الفولاني الذي تمتعت فعاليته لمعالجة القذف الباكر و خلال فترة بصيت جيد، لم تستطع الدراسات العلمية المقارنة أن تتأكد من هذه الفعالية.
و فوق هذا نكتشف شيء فشيء أن عدد كبيرا من هذه المركبات الدوائية له آثار جانبية لا تشجع على معالجة الحالة.
و يتلاشى الأمل بالقدر الضئيل من الفعالية مع إيقاف العلاج.
في حين أن أدوية أخرى قد يكون لها اثر معاكس. فقد تقود إلى تأخر بالانتصاب، أو إلى انتصاب طويل الأمد مع حالة غياب القذف.
القاذف الباكر هو إنسان قلق. قد نتخيل أن الدواء المهدئ قد يفيده، أن كان اثر هذا الدواء لا يمس التوتر و التهيج الجنسي. و لكن و على ارض الواقع من شبه المستحيل العثور على دواء مهدئ، يخفف من حالة القلق دون أن يخفف من حالة التهيج الجنسي.
و بالنتيجة أما أن يثبط هذا الدواء حالة القلق و بنفس الوقت يثبط التهيج الجنسي و الانتصاب. أو يكون أثره عابر و سريع الزوال.
و لم تتمكن التجارب على الحيوانات و لا العديد من الدراسات العلمية التطبيقية على الإنسان أن تثبت بشكل قاطع نتائج و فعالية هذه الأدوية.
من الحلول الاخرى:
التحليل النفساني psychanalyse
قد يأخذ سنوات عديدة. و لا توجد طريقة علمية تسمح بالتأكد من نتائجه على القذف الباكر
العلاج الجنسي sexothérapie
و قد يستغرق عدة سنوات، على المدى القصير أو المتوسط الأمد. و يصرح أخصائيي الجنس بأنهم يحصلون على معدل عالي من النجاح. و لكن لم يتمكن سوى عدد قليل منهم أن يقدم تقييم واضح لطرقهم العلاجية و لمعدلات نجاحها. الأمر لا يختلف كثيرا عن أي دواء، فالآثار العلاجية قد تكون قصيرة الأمد. و لا نعثر بالأدب الطبي سوى على عدد قليل جدا من الدراسات تمت متابعتها على أمد طويل. و من ناحية أخرى، قد تكون النتائج مغالطة لأنه من المستحيل تطبيق ظروف الاختبار العلمي المقارن. نظرا للتنوع الكبير بالشكوى. هذه الشكوى قد تكون فردية، أو تأتي من زوجين. كما أن طريقة اختيار الأفراد الذين يطبق عليهم البرنامج العلاجي بشكل تجريبي مقارن لا يمكنه أن يلتزم بشروط الانتقاء العفوية التي يشترط بها لتقييم أي برنامج علاجي. فالأشخاص الذين يشكون من هذا الأمر و يصلوا إلى المعالج الجنسي هم الأشخاص الجميلين، الأذكياء و الأغنياء ذوي الصحة الجيدة... و بالتالي هذه العينة لا تمثل عامة الناس.
و من الطبيعي أن انتقاء عينة من البشر يثقون بأنفسهم، و لا يشكون من مشاكل أخرى على الصعيد المهني و العائلي، سيعطي نتائج جيدة، و لكن تطبيق هذه الطرق العلاجية على عامة البشر لن يعطي حكما نفس النتائج.
و حاليا، يتفق غالبية أخصائيي الجنس على القول، أنه لا توجد أي طريقة علاجية أثبتت نجاحها بشكل علمي.
كما أن العديد من الأسئلة قد تطرح عندما نحاول أن نقيس فعالية أي علاج:
ـ ما هو الذي نحاول شفائه؟
هل يمكن للأشخاص أن يصبحوا أكثر مقدرةً دون أن نحسن من نوعية العلاقات الجنسية؟
بعد كل هذا الجهد الجهيد للسيطرة على فترة الانتصاب، يفقد العديد من الأزواج الرغبة بالبحث عن شاعرية العلاقة الجنسية. و بالنهاية، رغم تمكنهم من إطالة فترة الانتصاب و الإيلاج فإنهم يفقدون رضائهم من العلاقة الجنسية التي تحولت عن هدفها الشاعري إلى الهدف التقني أي ـ اطالة المدة الزمنية ـ
نعود هنا إلى سؤالنا الأول. و الذي يرتكز على مفهوم جوهر الإنسان و جنسانيته.
من يشفى ماذا؟؟
كل من كتب عن طريقة علاجية يعتبر طريقته أكثر نجاحاَ. و بكثير من الأحيان، يكفي أن يكون استقبال المعالج بحرارة و بتفهم و ترحيب، حتى يلاقي علاجه النجاح بغض النظر عن الطريقة العلاجية التي استعملها و التي قد يبقى دورها ثانوي.
بعض الطرق العلاجية كانت مزدوجة، شاركت القراءة ببعض الكتب مع العلاج النفساني psychothérapie. و كانت النتائج توحي أن المطالعة مع المساعدة المشجعة من قبل المعالج قد تنجح دون ضرورة اللجوء إلى استعمال أي تقنية خاصة. (Zeiss, 1978, Trudel et Proulx, 1987).
و يبدوا من الواضح أن تحفز المريض و رغبته بالشفاء يلعب دورا أساسيا بنجاح العلاج. و مهما كانت الحقيقة العلمية، و كما قلنا أعلاه، يبقى المعالجين معتقدين بنجاح طرقهم. لا ينكرون الحالات التي فشل بها علاجهم، و لكنهم يبقون بدفاعهم عن الطرق التي اقترحوها. يفسرون هذا الفشل بأسباب مختلفة:
ـ الشريك الذي وقف كحاجز تجاه العلاج
ـ عدم التقيد بتعليمات المعالج.
ـ مقاومة المريض لعملية التغيير. .... و غيره.
الأمر لا يختلف عن حالة أي مريض لا يلتزم بالأسلوب العلاجي، فبعض المرضى لا يبذلون جهدا كافيا لتطبيق التمارين المنصوح بها. أو يعترضون كليا عليها. و قد يصلون لدرجة رفض العلاقة الجنسية مع الشريك، ربما لأنهم كانوا يلجؤن إلى القذف المبكر لإخفاء مشكلة أعمق من ذلك. أو لأنهم يشككون بوقوف الشريك بجانبيهم، أو يشككون بالطريقة العلاجية أو حتى بالمعالج نفسه.
يقول ريجان ترامبليه: استنادا إلى كل هذا النقاش حول القذف الباكر بأنه أحس بنوع من الخلل. يقول أنه ما يزال يعتقد بفقدان حلقة مهمة من اجل إكمال التحليل المنطقي لهذه الظاهرة.
بعصرنا هذا، من ناحية تبدوا الجنسانية و كأنها كل شيء. فهي لغة، و تواصل. و من ناحية أخرى لم يعد هذا العصر قادرا على التخلي عن المساواة بين الجنسين بكل ما يخص الجنس.
الأمر المتناقض أن هذه الآراء لا تترجم بأرض الواقع.
عندما يخص الأمر الجنسانية، نرى أن الإنسان يوظف من اجله كل شيء: الفكر، الجسم و القلب. و نرفض بذلك أن نقصر الجنسانية على جزء من البدن كالقضيب أو المهبل.
و لهذا الهدف تمت محاربة العديد من الأساطير و الأوهام ومنها:
ـ طول القضيب كدليل على رضاء المرآة الجنسي
ـ الرعشة المهبلية كأمر أساسي للابتهاج الجنسي عند المرآة.
ـ تفوق الرعشة المهبلية بالمقارنة مع المتعة البظرية.
لقد أصبح من المرفوض بعصرنا أن نرافق الجنسانية مع الأداء و سباق النتائج أو مع التزامن بين قذف الرجل و رعشة المرآة، أو بتفوق الرجل.
الخلاصة:رغم الجهود الكبيرة التي بذلها الرجال و النساء، معا أو كل لطرفه. و رغم تعدد الوسائل التي اقترحها أخصائيي الجنس و الأطباء، لم تثبت أي طريقة علاجية أي نجاحا أو تفوق.
و ما زلنا بانتظار الحصول على الحبة المعجزة التي تؤخر القذف دون ان تؤثر على وظيفة الانتصاب. يبدو ان الانتظار سيكون طويلا.
بالجزء الثالث اسطورة المتعة السريعة
يظهر لنا ريجان ترامبليه كيف ان القذف المبكر ليس اكثر من اسطورة.
هل من حل؟؟؟
يتبع
_________________________ رد إلى الأشخاص الذين خاب ظنهم من قراءة هذه المواضيع الثلاثة حول القذف المبكر
نذكر أن هذه المقالات هي محاولة لنقل فكرة خبير بعلم الجنس إلى القارئ العربي، راقت هذه الترجمة للبعض، ووجدها البعض الأخر فلسفية و مطولة و بها الكثير من اللت و العجق...
و نذكر ايضا أن كاتب هذه الأسطر الأصلي، ليس طبيبا، و إنما دكتور بعلم الاجتماع، و خبير جنسي.
حسب رأي ريجان ترمبليه: القذف المبكر هو خرافة و أسطورة
لا يوجد حل له ، يمكن اختصار هذا الرأي إلى كلمات:
من الأفضل التقبل به، و التعايش معه، و أهم شيء أن لا يحمل الرجل كل الهموم فوق رأسه، و أن لا تلوم الشريكة شريكها عليه، لان اللوم و الشعور بالذنب يفاقم من الحالة و يقلب حياة الزوجين جحيم، بحين أن المشكلة لا تخرج عن كونها سؤ فهم.
ليس من السهل إدخال هذه الفكرة بالذهن، فهي ارث ثقافي تم تناقله على مدى قرون، و لا يمكن أن نقول لشخص يستشيرنا لمشكلة يعاني منها منذ سنوات و تقض مضجعه، لا يمكن أن نقول له بكلميتن، اذهب، مشكلتك خرافة و أسطورة. و لهذا توجّب التفصيل بالأمر ومناقشته من أوجه نفسية مختلفة
التخلص من أسطورة و خرافة تسيطر على التفكير، يحتاج لمشوار طويل، لإصغاء، و لمناقشة و لتفكير.
لا توجد وصفة سحرية للتخلص من المشكلة، و لهذا فأفضل حل أن لا تعتبر مشكلة و أن نتعايش معها بتفهم و بموضوعية
د. لؤي خدام