Google
 

أسفل

جــــديدنا
ما يجب أن تعرفه عن اسهالات الأطفال .....     فضل الحضارة العربية الإسلامية على الحضارة الكونية الحديثة .....     لقاحات الكورونا المستجد .....     المقالات المنشورة على موقع طبيب الوب عن الكورونا – وباء الكوفيد 19 .....     التصرف السليم مع مرض الكورونا في الحالات خفيفة الشدة حصراً المقالة رقم 38 .....     أسباب وفيات الأطفال المراجعين للعيادات في مدينة اللاذقية .....     علاج الكورونا بالكلوروكين hydroxychloroquine .....     الأعراض الشعاعية لمرض الكوفيد 19 – وباء الكورونا .....     كيف يتكارثر فيروس الكورونا .....     الخصائص التي امتاز بها المرضى الذين ماتوا بفيروس وباء الكوفيد 19 - كورونا في ايطاليا .....     وباء الكوفيد 19، الكورونا. احصائيات اوربية و عالمية covid 19 / Corona virus .....     تشخيص الشقيقة والوقاية منها .....     فوائد رعاية الأطفال الخدج وناقصي وزن الولادة بوضعية الكنغ .....     الامراض المعدية .....     في عيون القراء .....     لعبة الغولف Golf تطيل الحياة .....     صمامة الرئة و الحمل .....     سرطان المبيض .....     توطئة في علم السموم .....     Lithopédion من عجائب الطب .....     طرق و اساليب منع الحمل .....     وباء الكريب grippe A(H1N1)2009 المسمى سابقا انفلونزا الخنازير .....     مقدمة إلى المشاكل الجنسية عند المرآة .....     الالتهابات التناسلية ـ الإصابة الخمجية للجهاز التناسلي بالكائنات الدقيقة .....     دراسة انتشار الطفيليات المعوية عند الأطفال .....     هل يمكن للولادة بالمجيء المقعدي أن تتم عن الطريق الطبيعي؟ .....     هل يفيد العلاج الجراحي لدوالي الحبل المنوي؟ .....     العذرية و غشاء البكارة .....     نصائح للأطباء حول تدبير حالات عسرة انتصاب القضيب .....     وباء الايدز، حقيقة الامر بالبلدان العربية، خصائص المرض، طرق العدوى، وسائل الوقاية .....     القذف المبكر، المتعة السريعة .....     مواضيع تهم الأطباء و طلاب الطب .....     صفحة خاصة تهتم بمشاكل الحمل و الولادة و تطور الجنين .....     العقبولة التناسلية Herpes .....     الطبيعي بالجنسانية الإنسانية .....     تعرفوا على أنفسكم. معلومات عامة طبية عن جسم الأنسان .....     اللقاح ضد سرطان عنق الرحم.. .....     سرطان عنق الرحم و فيروس البابيلوما الأنسانية HPV .....     الموسوعة المصغّرة للثقافة الجنسية و علم الجنس الطبي sexologie .....        
 
 

 

المقدمة

 

الحمل و مشاكل الولادة

 

الثقافة الجنسية

 

ألية الوظيفة الجنسية و تطورها

 

من الأخطاء الشائعة

 

مشاكل العادة السرية ـ استمناء

 

مشاكل جنسية ـ رجال

 

مواضيع للأطباء و طلاب الطب

 

مشاكل نفسية جنسية

 

أسئلة القراء عن المشاكل الجنسية

 

ضحايا ما يشاع حول الاستمناء

 
 
 

من أجل حلول لمشاكلك الجنسية، اسأل متخصص.

 
 
 

دليل لمواقع تهمك على الشبكة.

 
 
 

 

 

 
 

مخطط الموقع

باب مشاكل العادة السرية ـ استمناء - الصفحة (1) - ثقافة جنسية - ثقافة جنسية

 
 

 
 

1ـ لنتكلم عن الجنس، البروفسور كنسي Kinsey / المقدمة

 

دكتور لؤي خدام

 

ضمن سلسلة من المواضيع عن الثقافة الجنسية، نعرض لكم ههنا مقدمة عن البروفسور "كنسي"، والذي يعتبر المؤسس الحقيقي لعلم الجنس الحديث. لا بد أن نعرف من هو كنسي وكيف رسم الصورة الحقيقية للتصرف الجنسي عند البشر. لا بد من قراءة هذا المقال قبل أن نفهم حقيقة مختلف الممارسات الجنسية بدءاً من العادة السرية أو الأستمناء.

لا يمكن التطرق إلى مختلف المشاكل الجنسية عند البشر دون التطرق لأعمال كنسي. إذ شكلت دراسته للتصرف الجنسي عند البشر نقطة تحول تستحق أن نفرد لها هذه الأسطر. ويدين عام 1937 إلى كنسي بكونه العام الذي بدأت البشرية تنظر فيه إلى المشاكل الجنسية من وجهة نظر علمية. ويمكن بكل تجرد أن نقول بأن علم الجنس الحديث مبني على أسس وضعها كنسي.



ما قبل كنسي:

لم يهمل المهتمون بأمور الطب المشاكل الجنسية، ولمعت في نهايات القرن التاسع عشر وبداية القرن المنصرم العديد من الأسماء التي تركت آثارها على الأبحاث المنشورة بعلم الجنس، وعلى القوانين المدنية والأحكام القضائية التي كانت تطلق لمحاكمة بعض التصرفات الجنسية.

من هذه الأسماء
Kraft – Ebing
Freud
Van de Velde
وغيرهم ممن درسوا التصرف الجنسي عند البشر من وجهة نظر شخصية فردية بعيدة عن كل الطرق العلمية.

في المجالات الأخرى، لمعت في ذلك العصر وما قبله أسماء براقة مثل غاليليه وكوبرنيك ونيوتون وأينشتاين وغيرهم من العلماء الذي دفعوا باكتشافاتهم البشرية إلى الأمام بفضل اعتمادهم على الأسس الإحصائية وعلم الرياضيات وطبقوها على مختلف النظريات في مجالات علمية عديدة.

وبفضل أبحاث كنسي في علم الجنس، أصبح هذا العلم مثله مثل باقي العلوم، مبنياً على أسس علمية تعتمد على تقييم كل سلوك جنسي بعينات مختلفة من المجتمع. هذه الطريقة سمحت له بتصحيح العديد من الأفكار الخاطئة.

على سبيل المثال، قبل كنسي كان كرافت أيبنغ يعتقد بأن الممارسة الجنسية الذاتية، الاستمناء أو ما يعرف بـ"العادة السرية" يقود إلى الجنون، لمجرد أنه لاحظ أن المرضى الذين درس حالتهم يمارسون الاستمناء. ولكنه لم يراع الحقيقة الإحصائية التي أثبتها كنسي والتي تفيد أيضاً بأن الأشخاص الطبيعيين أيضا يمارسون الاستمناء، وبمقدار يعادل إن لم يكن أكثر من المصابين بالجنون. مما يدل على عدم وجود أي رابط بين الجنون والاستمناء.

الأخطاء القديمة لم تقتصر على كرافت وأمثاله ممن ساعدوا على نشر الأفكار الجنونية في علم الجنس. حتى
فرويد Freud مثلاً، رغم أن العديد من نظرياته ما تزال مقبولة في عصرنا، إلا أنه وقع في العديد من الأخطاء. كقوله بأن استعمال الواقي الذكري يخلف وراءه حالة من العُصاب النفسي والقلق دون أن يكون وراءه أي خلفية إحصائية تبين حالة غير المصابين بالعُصاب والذين يستعملون الواقي الذكري.

بالتأكيد فإن اللجوء إلى علم الإحصاء وتطبيق الرياضيات على الأمور الطبية والإنسانية قد يوقع في الخطأ. عندما بدأ كنسي دراسته للجنس استطاع الحصول على العديد من الدراسات التي كانت تستجوب البشر عن عاداتهم الجنسية. ولكنه أظهر الأخطاء العديدة التي وقعت بها هذه الدراسات نتيجة سوء اختيار العينات التي اقتصرت على فئات معينة من المجتمع، أو طرح الأسئلة بشكل لا يمكن معه الحصول على إجابة حقيقية نتيجة الخجل أو الخوف من التعبير بصراحة سواء من قبل السائل أو المجيب. ولضيق الوقت الذي لا يسمح للصراحة أن تستقر بين السائل والمجيب الذي سيتردد كثيراً قبل أن يجيب بصدق خوفا من أن يصبح عرضةً للسخرية.


من هو كنسي





الشاهد الأصدق الذي يروي لنا قصته هو الفيلم السينمائي الذي صور حياته.




ولد ألفرد كنسي في عام 1894 في نيوجيرسي. وعانى في طفولته من داء الروماتزم مما عزله عن العديد من النشاطات التي كان أمثاله يمارسوها. هذا الفراغ دفعه إلى التوجه للطبيعة ونشاطات الهواء الطلق. انضم إلى فرقة الكشافة، وكانت أولى كتاباته موجهة من خلال نشاطاته الكشفية إلى ملاحظاته للطبيعة والحيوانات والمطر.
خلال شبابه لم يبدِ اهتماماً بالأمور الجنسية، فلقد كان شاباً خجولاً، يعزف الموسيقى بينما يرقص رفاقه. ولقد روى حادثة أربكته عندما أتاه أحد الزملاء في فترة المراهقة يستشيره بمشكلة جنسية ألا وهي الاستمناء "العادة السرية". صدمه السؤال، ولم يجد جواباً سوى ما أملته عليه تربيته فركع مع زميله يصليان للحصول على القوة الكافية لإيقاف هذه "الممارسة المذنبة" بحسب اعتقادهم آنذاك.

تخصص كنسي بعلم الحشرات في جامعة هارفارد في عام 1920 وعين أستاذاً لعلم الأحياء الدقيقة في جامعة إنديانا. وهكذا قضى الفترة الأولى من حياته الجامعية ـ لغاية عام 1937 ـ في دراسة الحشرات العفصية Cynips



ما زلنا بعيدين عن علم الجنس. فهذه الحشرات >>>> تتكاثر بشكل عذري، أي أنها لا تتمتع بأي نشاط جنسي. ولكونها تعيش على أشجار السنديان. ولكي يجمع أكبر عدد من العينات من هذه الحشرات كان كنسي يرحل من مقاطعة لأخرى وحقيبته على ظهره. ولمعرفة أماكن وجود هذه الأشجار، كان ملزماً بالاحتكاك بسكان هذه المقاطعات البسطاء، فنمت عنده المقدرة على الحوار مع كافة طبقات المجتمع واكتساب ثقتهم كي يخبروه بصدق عن أماكن تواجد الأشجار.



خلال عشرين عاما من البحث والدراسة استطاع كنسي أن يجمع ما يقرب من أربعة ملايين حشرة، صنفها بـ 150000 صنف. وكان يقضي باقي وقته في حديقته.

تزوج كنسي من طالبة جامعية كانت تدرس الكيمياء ورزقا بأربعة أولاد. وبقي معها إلى أن توفي في العام 1956.

لو لم تدخل الصدفة حياة كنسي لعاش ومات كأستاذ لعلم الحشرات. ولكن الصدفة شاءت أن تعطي لحياته مجرى آخر.

في عام 1937 أظهر أساتذة الجامعة اهتماما خاصا بالتربية الجنسية وبحثوا عن أستاذ يمكنه القيام بهذه المهمة. اهتدوا إلى كنسي عالم الأحياء الدقيقة المعروف برصانته وسيرته المحافظة. وفوقها كانت زوجته مثالاً للاحترام المهني. والعائلة كانت مثالا يحتذى به. وبذلك فقد انتظروا من كنسي تعليماً محافظاً على الأسس الأسرية.



معرفة كنسي بالحشرات كانت هائلة، لكن معرفته بالسلوك الجنسي عند الإنسان كانت ضئيلة. وفور توليه لمهنته الجديدة، انصرف إلى المكتبة بحثا عن المعرفة بهذا المجال الجديد عليه.

تبحر في كتابات من سبقه في علم الجنس، و لكن أمله خاب بعد أن أكتشف بُعدهم عن الطريقة العلمية الصحيحة وإهمالهم للطرق الإحصائية التي كان يطبقها على دراسة الحشرات.

ولكي يتفهم السلوك الجنسي عند الإنسان، قرر كنسي أن يجمع الحقائق عن هذه المهمة التي كلف بها، تماماً كما فعل مع الحشرات العفصية.

وهكذا قرر أن يسأل الناس مستفتياً عن عاداتهم وسلوكهم الجنسي. وضع بالبداية لائحة من الأسئلة تلقى عليها الإجابة في عام 1938. كان أغلب من سُئلوا ينتمون إلى الأوساط الجامعية.

كانت أولى الحقائق التي توصل إليها أن السلوك الجنسي للبشر يعتمد على المستوى العلمي والاجتماعي. نبهه لهذه الحقيقة أحد حراس الحرم الجامعي الذي لاحظ أن الشبان من طلاب الجامعة يقضون فترة طويلة في الحديقة يتبادلون اللمسات والقبل. هذه الحقيقة جلت لكنسي عندما استجوب 17 ألف شخص فتبين له أن المغازلة هي أمر يقوم به بشكل خاص الرجال من المجتمعات المتوسطة والعليا وممن حصلوا على دراسات جامعية. وتبين له أن الرجال من الطبقات الأخرى والذين اقتصروا على التعليم الابتدائي، إن حصل ومارسوا الغزل، فإنه يكون سريعاً ويقتصر على عدة قبلات تسبق الجماع الحقيقي، هذا السلوك يختلف عن سلوك الطلاب وفئات المجتمع العليا الذين يمارسون الإثارة الجنسية لفترات طويلة وحتى دون أن يتلوها الجماع.

يذكرنا كنسي بنتائج تثبت ذلك ويقول لنا أن الوصول إلى قمة المتعة أي النشوة "أورغازم" بفضل اللمس والتقبيل ممكنة عند:
ـ 16 % من الرجال ذوي التعليم الابتدائي
ـ 32 % من الرجال ذوي التعليم الثانوي
ـ 61 % من الرجال ذوي التعليم العالي. والذين قد يتأخر زواجهم كثيرا إلى ما بعد سن الثلاثين.

في العام 1939 وصل عدد الأشخاص الذين استجوبهم كنسي حول سلوكهم الجنسي إلى 733 شخصاً وبدأ يكتسب خبرة كبيرة واكتشف أموراً عديدة حول السلوك الجنسي للبشر مما سمح له بوضع طريقة علمية للاستجواب تضم 300 إلى 500 سؤال، وتوصل إلى أفضل الوسائل التي مكنته من الحصول على الأجوبة الصريحة والمعبرة.



استجوب كنسي الأشخاص من رجال ونساء حول الطرق الستة التي تسمح للوصول إلى الرعشة "أورغازم" بين أفراد المجتمع الأمريكي.
ـ الاحتلام الليلي
ـ الاستمناء
ـ المغازلة بين جنسين مختلفين
ـ الجماع بين جنسين مختلفين
ـ العلاقة المثلية "ممارسة جنسية بين فردين من نفس الجنس"
ـ ممارسة الجنس مع الحيوانات.

طريقة طرحه للأسئلة كانت غير مباشرة. وإنما من خلال مواضيع مختلفة كان يتطرق إليها:

ـ المعطيات الاقتصادية والاجتماعية للفرد.
ـ تاريخ الحياة الزوجية. لكل زواج على حدة إن كان الفرد قد تزوج عدة مرات.
ـ التربية الجنسية.
ـ المعطيات الفيزيائية والفيزيولوجية.
ـ الأحلام الجنسية.
ـ الاستمناء.
ـ تاريخ الممارسة الجنسية بين جنسين مختلفين.
ـ تاريخ الممارسة الجنسية بين شخصين من نفس الجنس.
ـ الملامسة مع الحيوانات.


وكان يتطرّق لكل موضوع من مواضيع مختلفة، فمثلاً، فيما يخص الاستمناء، كان يطرح الأسئلة حول الأمور التالية:

1ـ العمر الذي بدأت به الممارسة: قبل المراهقة أم بعدها؟

2ـ مصادر المعرفة:
ـ محادثة وقراءة
ـ مراقبة
ـ مشاركة مع أفراد من نفس الجنس أو مع أفراد من الجنس المخالف
ـ استكشاف شخصي

3 ـ عدد المرات:
ـ أكثر عدد بالأسبوع
ـ العدد المتوسط بكل عمر

4 ـ طرق الممارسة:
ـ بما يخص الذكور
. الممارسة اليدوية
. عن طريق الفرك و الدعك
. عن طريق الفم
. بطرق خاصة
. بإدخال أشياء ضمن الإحليل

ـ بما يخص الإناث
. بمداعبة الثديين
. بمداعبة البظر
. بإدخال أشياء ضمن المهبل
. بالفرك و الدعك
. بالضغط على الفخذين
. بإدخال أشياء ضمن الإحليل
. بطرق مختلفة وخاصة

5 ـ الزمن اللازم للوصول إلى الرعشة

6 ـ الخيال المرافق للاستمناء:
. خيال شخصي ذاتي
. خيال مع جنس مماثل
. خيال مع جنس مختلف
. إثارة حيوانية
. أفكار سادية ومازوشية

7 ـ تقييم الشخص لهذه الممارسة:
. فترات المقاومة والخوف من هذه الممارسة
. العوامل التي ارتكز إليها لمقاومة الرغبة بالاستمناء
. التخلي عن الاستمناء: مدته ودوافعه
. التقييم الشخصي لنتائج هذه الممارسة على المستوى الأخلاقي، والنفساني، والفيزيائي


ولم يترك كنسي أي تفاصيل، مثلاً: ففيما يخص الممارسة الجنسية المثلية "مع أشخاص من نفس الجنس"، فلقد تحرى عن:
ـ التجارب الشخصية أثناء الطفولة والمراهقة
ـ الرد النفساني
ـ منشأ الاتصال الجنسي المثلي
ـ النزاع الاجتماعي
ـ الدعارة المثلية
ـ رأي الشخص حول ممارسته الجنسية


حول التجارب الجنسية بعد سن المراهقة، تطرق كنسي إلى تفاصيل مختلفة:
ـ العمر الذي بدأت به مختلف الممارسات الجنسية ومختلف فتراتها
ـ الشركاء الجنسيين
ـ العمر المفضل للشريك الجنسي
ـ الوضع الاجتماعي المفضل للشريك الجنسي: طالب بالصفوف الدنيا، طالب بالصفوف العليا، طالب جامعي، رجل دين، أستاذ، فنان، معرفة مهنية، عسكري، عامل، موظف... الخ.


رغم كل هذا التفصيل الدقيق، ولدى نشر نتائج أبحاثه، تعرض كنسي للنقد من فقدان دراسته لعنصر أساسي ألا وهو المشاعر والحب والأسباب النفسانية الداعية لكل سلوك جنسي.


استمرت دراسة كنسي سنوات عديدة، حتى مماته. ولم يتوقف عنها حتى بعد نشره كتابيه المشهورين:
ـ السلوك الجنسي عند الرجال، 1948
ـ السلوك الجنسي عند النساء، 1953
ونشرت النتائج الإضافية في كتبه التي نشرت بعد وفاته عن:
ـ الحمل، الولادة والإجهاض، 1958
ـ وكتابه عن الإجرام الجنسي 1965.


قد يخيل لنا للوهلة الأولى، أن هذا العدد الهائل من الأشخاص الذين تم استجوابهم حول سلوكهم الجنسي يتطلب عدداً هائلاً من العاملين على إجراء هذه المقابلات. ولكن كنسي كان يصرف طاقة هائلة من أجل إنجاز دراسته إذ كان يعمل 12 إلى 14 ساعة في اليوم واستمر على هذا المنوال حتى مماته دون أن يأخذ أي أجازة. عندما وصل عدد الأشخاص الذين تم استجوابهم إلى 12000 شخص، كان كنسي شخصيا قد استجوب 7000 شخص. وذلك بمعدل مقابلتين في اليوم و 14 في الأسبوع.
انضم إليه معاونون آخرون هم:
Pomeroy, Gebhard, Martin.



ولكي يستطيع معاملة هذا الكم الهائل من المعلومات أسس المعهد الذي حمل اسمه والذي كان يسمى رسمياً:
Indiana’s Institute for sex research

رابط لموقع معهد كنسي

ولدى وفاته وصل عدد الأشخاص الذين تم استجوابهم إلى 17500 شخص، وسجلت جميع المقابلات من قبل كنسي شخصياً أو من معاونيه الثلاثة. الأشخاص الذين تم استجوابهم هم من الأشخاص التطوعيين المنتشرين بمناطق عديدة من البلاد ومن مختلف طبقات المجتمع حتى تكون العينة معبرة قدر الإمكان عن كامل المجتمع.

كان كنسي يطمح للوصول إلى 100 ألف مقابلة ولكن الموت منعه من ذلك إذ توفي عام 1956 عن عمر ناهز الـ 62 سنة بهجمة قلبية. ويقال أن الإرهاق كان له دور كبير بموته، لدرجة أنه كان يغفو على مقعده أثناء محاضراته. ولم يستمع لنصائح طبيبه بالراحة والإقلال من فترات العمل.

لم يتمكن كنسي من إتمام مشاريعه الأخرى ولم يستطع نشر الكتب التي كان يخطط لها مثل:

العنصر الجنسي في الزواج
التوازن بين الممارسة الجنسية مع جنس مختلف أو ضمن نفس الجنس
الدعارة
التربية الجنسية

قد نتساءل كيف أمكن لكنسي بمساعدة رفاقه الثلاثة أن ينتزع هذا الكم الهائل من المعلومات الشخصية رغم كل المحظورات التي تحيط بالحياة الجنسية، كيف استطاع هذا العدد الهائل من الأشخاص أن يبوحوا له بأدق التفاصيل عن حياتهم الجنسية الشخصية.
في الواقع، وبشهادة كبار الشخصيات العلمية، كان كنسي يتمتع بتقنية فنية عالية في الاستجواب. كان يُشعر الشخص منذ اللحظات الأولى للاستجواب بأنه أمام رجل علم صادق كاتم للسر. لا يدخل رأيه الشخصي ولا يسخر ولا يتعجب ولا ينتقد أي سلوك جنسي مهما بدا شاذاً. كان كنسي وفريقه يدونون الأجوبة بطريقة مشفّرة لا يمكن قراءتها من أحد آخر. وكانت اللقاءات تجرى في مكان مغلق بعيداً عن كل أذن أو عين فضولية وبطابع إنساني صداقي رقيق. كانت الأسئلة تتلاحق بشكل يعطي الأمان وتبدأ بأمور عامة، أما الأسئلة الساخنة فقد كانت تترك للنهاية بعد أن يتأكد المستَجوب من صدق الشخص ومقدرته على تقبل السؤال، مع كل المراعاة لوضعه الاجتماعي والمهني. ومن الأمثلة التي أعطاها كنسي أن العاهرات كن بخيلات بالمعلومات عن التفاصيل الشخصية مع الشريك الجنسي بالمقارنة مع التفاصيل حول العلاقة الجنسية المهنية.



كان كنسي وفريقه يعتبرون أن الشخص قد مارس، على الأقل مرة واحدة بعمره كل النشاطات الجنسية الممكنة، وبالتالي كانوا يطرحون السؤال مباشرة "متى" تاركين له أقل إمكانية ممكنة لنفي هذا السلوك وبطريقة تشعره بأن المستجوب لا يستغرب هذا السلوك ولن ينفر من أي جواب. كانوا يستعملون الكلمات الواضحة والصريحة والتي لا تحمّل الجواب أي صفة مخزية أو ممنوعة أو غير مشرفة. وكانت الكلمات تتأقلم مع مستوى الشخص وطريقته في الكلام ووصف الأمور وكانوا يستعملون نفس كلماته لكي يشعروه بالراحة في الحديث.

أين تقع مكانة كنسي بعد انقضاء هذه الفترة الزمنية منذ نشره للكتابين الأساسيين حول السلوك الجنسي للرجال والنساء. وهل يمكن الاعتماد عليهما؟

يقرر المحللون لكل ما نشر بموضوع العلوم الجنسية خلال القرن المنصرم، ورغم الأمور التي أهملها ـ المشاعر والمحبة والعواطف، أن كنسي استطاع رسم صورة واضحة وجلية للسلوك الجنسي عند البشر.

ولم تستطع الدراسات الجادة التي أجريت بعده وفي بلاد عديدة إلا أن تؤكد حقيقة ما سرده وأظهره كنسي.

الأرقام المقارنة تقترب من الحقيقة أكثر من الأرقام المطلقة: مثلاً، يخبرنا كنسي بدراسته وبالعينة التي استجوبها، أن 8% من الرجال و 0.4% من النساء وصلوا على الأقل مرة واحدة إلى الرعشة مع حيوان. قد تختلف هذه الأرقام من عينة لأخرى، ولكن الأمر الثابت أن ممارسة الجنس مع الحيوانات تبقى أكثر شيوعاً بكثير لدىالرجال من النساء.

أما فيما يخص الممارسات الجنسية المحظورة، فإن كانت أرقام كنسي خاطئة، فإنها بالتأكيد أقل من الواقع.

وبالإضافة إلى العدد الهائل من المقابلات التي تشكل الأساس لتقرير كنسي، تضم المكتبة الشهيرة لمعهد كنسي على كمّ كبير من الوثائق حول الوظيفة الجنسية للإنسان وتفاصيل اكتشافات كنسي والتي قورنت بما قيل قبله.

كما قام المعهد بعدد من الدراسات الاختصاصية، مثلاً: أتاح كنسي لعدد من أطباء النسائية الفرصة للتأكد من نقطة خلاف طالما تضاربت الآراء حولها، ومنها درجة حساسية الجهاز التناسلي للمسّ. جمّع كنسي 879 شخص تم اختبارهم لدى لمس 16 نقطة مختلفة على الجهاز التناسلي. ولاحظوا ندرة عدد النساء اللواتي استطعن تحديد مكان على عنق الرحم و جدران المهبل.

كما سجل معهد كنسي العديد من المشاهدات المباشرة لظاهرة الرعشة لدى الاستمناء أو الجماع وهذا ما شكل الأسس التي بنيت عليها دراسات ماستر وجونسون.

كما يحتفظ المعهد بالعديد من الوثائق والقصص والأغراض المتعلقة بالجنس.



سنسرد أهم النتائج التي توصل إليها كنسي عن السلوك الجنسي لدى الإنسان بالمقالات التالية:

ـ البروفسور كنسي Kinsey ونتائجه الإحصائية حول العادة السرية "استمناء"

البروفسور كنسي Kinsey و آراؤه بالعادة السرية

البروفسور كنسي Kinsey وآراؤه حول البرودة الجنسية و علاقتها بالاستمناء


ولمزيد من التفاصيل ننصح بمشاهدة الفيلم الذي يروي حياة كنسي، وسنترك للمشاهد تفاصيل أخرى تجنبنا الحديث عنها بهذا المقال لكي نترك للفيلم السينمائي القدر الممكن من التشويق.


فيلم لنتكلم عن الجنس

لمشاهدة بوستر الفيلم

حيث يمكن رؤية بعض مقاطع من الفيلم.




_________________________
المصادر
1- Sexual Behavior in the Human Male. 1948
2-Sexual Behavior in the Human Female 1953
3-Alfred C. KINSEY, Wardell B. POMEROY, Clyde E. MARTIN, Paul H. GEBHARD
4-THE SEX RESEARCHERS
M. BERCHER

 

 
 
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

   
أعلى
الصفحة الرئيسية - الأرشيف - بحث - اتصل بنا - من نحن - سجل الزوار - الصفحات الأخرى
 

الحقوق محفوظة طبيب الوب 2014 ©

http://tabib-web.eu - http://www.tabib-web.eu