المقدمة
أراء طبية حرة
شعر
قصة قصيرة، حكايات طبية
أقلام حرة
أسئلة متنوعة و متكررة
في رثاء الراحلين
حقوق الانسان بالاسلام
فن و موسيقا
منوعات
روائع نزار قباني
رياضة الغولف Golf
من التراث العربي
قصص من تراث اللاذقية
مخطط الموقع
باب أراء طبية حرة - الصفحة (8) - كل ما لا علاقة له بالطب - منوعات
دور الألعاب في تنمية مدارك الطفل ومعارفه
د عمر فوزي نجاري
دور الألعاب في تنمية مدارك الطفل ومعارفه أطفالنا الذين يملؤون حياتنا بهجة وسروراً بلعبهم وصخبهم، بضحكهم وبكائهم، هم عدة مستقبلنا، هم الينبوع الحي الذي يجدد أمل هذه الأمة، هم مادتها الجديدة وقوتها الدافعة، وبهم تتواصل الأجيال وتتجدد الأمة، فإذا كانت الطفولة طفولة سليمة أنبتت شباباً سليماً، والشباب السليم الناضج الواعي يعني أمة عرفت كيف تشق طريقها وعرفت كيف تجيد الوصول إلى أهدافها. وحتى لا يتخلف الطفل العربي عن ركب الحضارة – وهو عدة المستقبل – وحتى نضمن له مستقبلاً مشرقاً من خلال نظام عالمي لا يرحم المتخلفين ولا المتقاعسين، لا بد من الإعتناء به وتوجيهه الوجهة الصحيحة كي يمنو نمواً سليماً ومعافى صحياً وجسدياً ونفسياً وعقلياً.. والعناية بالطفل تبدأ مع ولادته من قبل أمه أو المشرفين على تربيته والعناية به، ذلك أنّ رعاية الأم لوليدها تترك في وجدانه أثراً عميقاً، ومنها يتشرب الطفل قيمه وعاداته الأولى، وكذا معاييره في الحكم على الأشياء وفي التعامل معها، فقد أثبتت العديد من الدراسات أن الخطوط العميقة في شخصية الطفل تتكون في السنوات السبع الأولى وبالتالي فإنّ البدايات التربوية للأطفال تبدأ في المنزل، وهي بدايات لا بد لها من التعثر مهما كانت، ولولا التعثر ما وقف الطفل على قدميه ولا تعلم السير جيداً. في اليابان، حيث تعمل المرأة في الصناعة وغيرها، فإنها سرعان ما تترك وظيفتها إذا ما تزوجت لتتفرغ لبيتها وزوجها، فهي تعدّ عملها في البيت نوعاً من العبادة، وإذا لم تترك عملها بعد الزواج، فإنها تتركه حتماً مع وصول المولود الأول، ثم تبقى في البيت حتى يكبر الأولاد وقد تعود للعمل ثانية أو قد لاتعود؟!. وكما ينتقل الطفل من مرحلة ( التسنين) إلى مرحلة ( الحبو) ولكل مرحلة ألعابها، فإنّ مرحلة التربية تنتقل من المرحلة المنزلية إلى مرحلة رياض الأطفال، وهذه المرحلة يكمن دورها في مساعدة الطفل على اكتشاف قدراته وتنميتها، ذلك أنّ لرياض الأطفال دور مهم في مساعدة الطفل على فهم نفسه وعلى تطوير علاقاته الاجتماعية مع الأطفال الآخرين وتنمية النشاط الجماعي والقضاء على الأنانية والفردية والسعي لغرس القيم الإيجابية واقتلاع بذور السوء والمفاهيم السلبية من نفوس الأطفال . ولألعاب الأطفال والبرامج المعدة للترفيه عن الأطفال وتسليتهم دور مهم في هذا المجال، فلعب الأطفال وألعابهم تنمي طاقاتهم وتطلق العنان لإبداعاتهم واكتشاف مواهبهم وقدراتهم، ذلك أنّ الألعاب بحد ذاتها لا تحمل قدراً من الخير أو الشر، وإنما يتم نفث الخير أو الشر فيها من خلال الطريقة التي يتم التعامل فيها معها ومن خلال إضفاء الخصائص المعنوية والأخلاقية عليها، فدمى الأطفال على سبيل المثال، والتي بدأ ظهورها منذ مرحلة ماقبل التاريخ ، كان لها في الماضي دلالات روحية وسحرية، وكانت – في اليابان- تحيط بمناطق دفن جثث أبناء الطبقات العليا من المجتمع الياباني، وحديثاً ارتبطت الدمى بثقافات مجتمعات مختلفة فكانت الدمية(باربي) المرتبطة بثقافة الغرب، وكانت الدمية ( فلة) رد فعل عليها لتتوافق مع الثقافة الإسلامية، ومن هنا كانت ضرورة السيطرة على نقل ألعاب ثقافات المجتمعات الأخرى لما قد تحمله في طياتها من ثقافات تتعارض مع ثقافتنا وقيمنا!. ومع التطور الذي شهدته البشرية في عصرنا الراهن ومع انتشار ثقافة التلفاز والشبكة العنكبوتية (وهي ثقافة مجمعة مفرقة) لأنها تجمع الناس حول أفكار معينة ولكنها تفرق عقولهم وأرواحهم من ناحية أخرى، بدأ أطفال المسلمين عامة والمقيمين في الدول الغربية منهم خاصة يعانون من الإنقسام والتشتت بين ثقافة بلدان إقامتهم العلمانية الغربية وثقافة أسرهم الإسلامية الشرقية، ومع انتشار المشاهد الإباحية ومظاهر العنف وإسقاط الصفات الخارقة للطبيعة على شخصيات وهمية وخيالية، بدأ الأطفال يمارسون العنف بأنفسهم عبر حواسيبهم المنزلية الخاصة والأجهزة المتطورة الأخرى المماثلة لها، وما أدى إليه ذلك من نمو النزعات العدوانية عند هؤلاء الأطفال وخاصة في الدول التي سبقتنا في هذا المضمار حيث سمعنا عن حوادث إطلاق نار كان ابطالها أطفال المدارس وضحاياها أطفال المدارس، وقد بدأت تلك النزعات بالتسلل إلى مجتمعاتنا من خلال ازدياد حوادث العنف ومحاولات الانتحار والقيام بأعمالا بطولية وهمية لا اساس لها في الواقع. لقد حققت مبيعات ألعاب الأطفال نجاحاً كبيراً ، وكان لها أعمق الأثر في نفوس الأطفال مثل لعبة الـ ج ت ا (G.T.A ) وأفلام سلاحف النينجا ورحلات النجوم وألعاب البوكيمون و زورو والرجل الوطواط والرجل العنكبوت وغيرها، ومثل هذه الألعاب لا بد لها من تطبيق مبدأ الانتقاء والاصطفاء عليها ومن ثم التطوير وحتى الإبداع وخلق شخصيات وإبداع أفكار تتناسب ومجتمعنا وقيمنا وتتلاءم مع معطيات روح العصر والانفتاح على العالم. إن وسائل الإعلام لا تربي ولكنها تنشر الوعي والتجانس الفكري والذوقي، وليست هذه بالأمور الهينة، ومن هنا يمكن لهذه الألعاب أن تأخذ دورها الحقيقي في تمنية الطفل العربي وفي تطوير مداركه واتساع آفاق معرفته وخبراته.
30/1/2021
الحقوق محفوظة طبيب الوب 2014 ©
http://tabib-web.eu - http://www.tabib-web.eu