المقدمة
أراء طبية حرة
شعر
قصة قصيرة، حكايات طبية
أقلام حرة
أسئلة متنوعة و متكررة
في رثاء الراحلين
حقوق الانسان بالاسلام
فن و موسيقا
منوعات
روائع نزار قباني
رياضة الغولف Golf
من التراث العربي
قصص من تراث اللاذقية
مخطط الموقع
باب أراء طبية حرة - الصفحة (8) - كل ما لا علاقة له بالطب - منوعات
شفاؤك في حسن اختيارك لطبيبك
د عمر فوزي نجاري
شفاؤك في حسن اختيارك لطبيبك أدعياء الطب كأدعياء الشعر، يعتمدون الكلام المشوش والمبهم والمصطلحات التي لا أساس لها لغوياً أو طبياً، هم كمن حضر الطاحون بغير قمح، وماذا يملك أمثال هؤلاء الأدعياء غير الأحلام الواسعة والأجنحة الخفاقة، وعْدَهم أضاليل، ومُناهم أباطيل، ليسوا من الطب، وليس الطب منهم. في زمن العولمة وسيطرة الإعلام وخلط القيم والأنساب، كثر في الآونة الأخيرة أدعياء الطب الشعبي وطب الأعشاب، حيث تعدى على هذه المهنة مشعوذون ودجالون لا علاقة لهم من قريب ولا من بعيد بمهنة الطب، سواء منها الطب الحديث أو الطب البديل، أو طب الأعشاب أو الطب النبوي (وهو مجموع المأثورات الطبية المأخوذة عنه ﷺ ). ولولا أنّ أمثال هؤلاء الأدعياء والدجالين يجدون من البشر تجاوباً معهم وإيماناً بهم وبطبهم لما كانوا قادرين على الاستمرار والمتابعة، وكما قال الجاحظ: (بعض النظر يعمي، والصوت الشديد يصم، والرائحة النتنة تبطل الشم)، وهذا حال أدعياء الطب اليوم يصيبون مرضاهم بالعمى والصمم وانعدام حاسة الشم فيتبعونهم على ضلالتهم. وإذا ما أردنا الغوص في أعماق الموضوع لوجدنا أنّ هؤلاء الدجالين قد سلكوا مسارات متعرجة أبعدتهم عن الهدف الأسمى ألا وهو صحة المريض، فقد ثبت أنّهم على استعداد تام لأن يلقوا به وبغيره عند أول منعطف حيث يكون قد فقد كل شيء، أمواله وصحته، وفقد اعتباره أمام الناس، إنهّا الحقيقة المرة، مثل النحلة في جوفها العسل وفي ذنبها أبرة!. وللوقوف في وجه هذه الظاهرة، لا بد من معالجة الأمر بحكمة، وهذا يتطلب منا رحابة صدر وإدراك فكري واسع، ومعرفة صحيحة وسليمة لمعنى طب الأعشاب أو الطب البديل أو الطب النبوي على حد سواء، ذلك أن اقتصار أي من أدعياء أي فرع من فروع الطب السابقة، على نيل قسط من العلوم المتعلقة بها لا يكفى لوحده لأن يكون طبيباً مؤهلاً ليؤتمن على صحة وأرواح بني البشر، بل يتطلب الأمر اتساعاً في العلوم وإلماماً بقواعد التشخيص والعلاج. إذ لا بد أولاً من الوصول إلى التشخيص الدقيق للمرض وفي الدرجة الثانية يأتي اختيار العلاج الأنسب والذي قد لا يكون دوائياً، بل جراحياً!، وهذا يتطلب الاتساع في المعرفة الطبية التشخيصية والعلاجية وأن يلم إلماماً جيداً بمبادئ الطب الحديثة التي تساعده في الوصول إلى التشخيص الدقيق للأمراض وتحديد مسبباتها، فالعلم هو مفتاح الوصول إلى التشخيص الدقيق والعلاج الأمثل، وما عداه باطل الأباطيل وقبض الريح . ولما كان أدعياء الطب قد ركبوا لغاياتهم أيسر المراكب فكفوا أنفسهم مئونة البحث والاستقصاء وابتعدوا عن مبادئ الطب الحديثة التي تساعدهم على الوصول إلى تشخيص المرض ومسبباته، فإن ابتعادهم هذا جعل من جهودهم المتعلقة بعلم الأعشاب والطب البديل تذهب هباء، وقد توضع في غير مكانها المناسب، بل بات بعضهم يتخبط في علاجاته ولا يدري لنفسه شاطئاً يرسو عليه، بل عجبي لا ينتهي ممن يدعي القدرة على العلاج الشافي والشفاء من كل داء، وهو ذاته لا يتوانى عن مراجعة الأطباء حين يتعرض لأزمة صحية قد تشكل خطراً على حياته، فيا ليته وأمثاله كانوا كابن اللبون لا ظهراً يُركب ولا لبناً يُحلب!. ولما كانت الطب مهنة لا يستحق أن يتسنم منبرها إلاّ من اينعت ثمرته وصلبت قناته، كان لزاماً على كل من لديه إلمام جيد بفوائد الأعشاب الطبية واستخداماتها وبالطب البديل والطب النبوي الشريف، من التعاون مع الأطباء المرخصين أو مع المراكز الطبية القادرة على الوصول إلى التشخيص الدقيق للمرض، وبعده يتم اتخاذ قرار تطبيق العلاج الأنسب للمريض حرصاً على صحة المريض وسلامته . إنّ استمرار الغفلة والتعلق بالأماني جريمة لا تغتفر، ومن هنا كان لا بد من أن يتسلح المواطن بقدر كاف من الوعي والفهم في عصر كثر فيه المشعوذون والدجالون من أدعياء الطب الشعبي والطب النبوي والطب البديل، إذ لا ينفع الندم بعد زلة القدم!. وإذا كان بعض المواطنين لا يغضي عن عيب اكتشفه، ومن الصعب أن يُخدع لنباهته، فإن أكثرهم – عند الحاجة- يغرق في بحر لجيّ من ظلمات المعرفة ليقع فريسة سهلة لأمثال هؤلاء الدجالين، فاحذروا أن تكونوا منهم، ومن لم يتعظ بغيره، وعظ الله به غيره. وإني لأرجو أن أكون قد وفقت في تجسيد هذه القضية ومعالجتها في هذه العجالة، داعياً الله أن يحفظنا بحفظه ويكلأنا برعايته. _________________________ فهرس مواضيع الدكتور عمر فوزي نجاري
26/11/2020
الحقوق محفوظة طبيب الوب 2014 ©
http://tabib-web.eu - http://www.tabib-web.eu