المقدمة
أراء طبية حرة
شعر
قصة قصيرة، حكايات طبية
أقلام حرة
أسئلة متنوعة و متكررة
في رثاء الراحلين
حقوق الانسان بالاسلام
فن و موسيقا
منوعات
روائع نزار قباني
رياضة الغولف Golf
من التراث العربي
قصص من تراث اللاذقية
مخطط الموقع
باب أراء طبية حرة - الصفحة (8) - كل ما لا علاقة له بالطب - منوعات
القادرون على الوقوف
د. عمر فوزي نجاري
القادرون على الوقوف مع بداية الألفية الجديدة من عمر الإنسانية، لا يزال المناخ السائد في سائر أصقاع الأمة قاتل لأي إبداع، إذ لا زلنا مستهلكين للفكر الذي ينتجه الآخرون، ولا زال مستوى التعليم في انحدار مستمر على الرغم من التطور الكمي الملحوظ والذي لم يرافقه تطور كيفي هو الأهم لإرساء أسس النهضة المأمولة، فمراحل التعليم على اختلاف مستوياتها لا تزال تعاني من حالة ركود وتدهور غير خافية على أحد، ولا أدل على ذلك من ازدياد أعداد الأمية الحقيقية في صفوف الناشئة والأمية الثقافية في صفوف الصفوة من خريجي المعاهد والجامعات، وقد عز فيهم الإبداع و الابتكار، فجل أعمالهم وأطروحاتهم نسخ مكررة لأفكار قتلت بحثاً وتمحيصاً وما عادت بقادرة على إغناء الفكر البشري بأي جديد قد ينتفع به. إنّ تطور المجتمع وانتقاله من حالة السكون والجمود إلى حالة الرقي والتمدن، لا بد وأن يعتمد بشكل أو بآخر على العقل، والعقل المنفتح خاصة، وهذا العقل لا يكون قادراً على العطاء إلاً في جو مشبع بحرية التفكير وحرية النقد، وعندها فقط يصبح العقل عقلانياً وقادراً على العطاء، وماعداه سلب للوعي وتغييب للعقل. وللجامعات والهيئات العلمية العليا في بلدان العالم كافة دور ريادي في تطوير المجتمع من خلال معايشة مجتمعاتها والاختلاط بها – كما يقضي بذلك المنهج العلمي – وانصراف أي جامعة عن المجتمع المحيط بها يعني بكل بساطة عزلتها وتقوقعها وابتعادها عن مشاكل مجتمعها فتفقد بذلك دورها الذي وجدت من أجله، وتصبح الدراسات الصادرة عنها بعيدة عن واقع مجتمعها فينظر إليها كمعلومات زائفة وحقائق مقلوبة، فتفقد مصداقيتها على مستوى مجتمعها أولاً ثم على بقية الأصعدة الأخرى.. حيث تزداد الهوة عمقاً بين باحثيها الأكاديميين من جهة وبين الهيئات التنفيذية وأصحاب القرار من جهة أخرى. وللخروج من حالة التراجع الثقافي الذي تعاني منه الأمة، لا بد من تغيير المناخ العام السائد كي يصبح أكثر قدرة على إبراز المواهب وبلورة حالات الإبداع والابتكار وتبنيها ورفدها بكل ما يمكن أن يساعد على صقلها وإخراجها بالشكل الذي يمكن للأمة والبشرية جمعاء الاستفادة منه. نحن بأمس الحاجة إلى نشر ثقافة العقلانية والدعوة إلى إمعان العقل والنظر والفكر، إلى إقصاء ثقافة التبرير والانتقال نحو ثقافة التغيير والانطلاق نحو المستقبل المأمول، إلى استبدال ثقافة الاستهلاك المدمرة لاقتصاد الأمة إلى ثقافة الإنتاج التي تبنى بها الأمم وتنهض. نحن بأمس الحاجة إلى ثورة معرفية جسورة قادرة على اختراق أسوار الاستبداد المعرفي كي لا نبقى أسرى للفكر الغربي والثقافة الغربية . هل من أحد يدري إلى أي مدى يمكننا اللحاق بركب الحضارة الحديثة ؟!. حضارة يسير إليها الآخرون بسرعة تنضغط فيها السنوات إلى شهور وأيام ؟. رغم التحديات الهائلة التي تواجه أمتنا، يحدونا الأمل إزاء المستقبل، فنحن أمة لم تعرف اليأس قط، أمة متجذرة في أغوار التاريخ. يقول الزعيم الجنوب أفريقي نلسون مانديلا: ( إنّ أعظم ما في الحياة، ليس في عدم السقوط بتاتاً، بل بالوقوف بعد كل سقوط ). الدكتور عمر فوزي نجاري _________________________ فهرس مواضيع الدكتور عمر فوزي نجاري
الحقوق محفوظة طبيب الوب 2014 ©
http://tabib-web.eu - http://www.tabib-web.eu