المقدمة
أراء طبية حرة
شعر
قصة قصيرة، حكايات طبية
أقلام حرة
أسئلة متنوعة و متكررة
في رثاء الراحلين
حقوق الانسان بالاسلام
فن و موسيقا
منوعات
روائع نزار قباني
رياضة الغولف Golf
من التراث العربي
قصص من تراث اللاذقية
مخطط الموقع
باب أراء طبية حرة - الصفحة (8) - كل ما لا علاقة له بالطب - منوعات
صوت المعدة
د. عمر فوزي نجاري
صوت المعدة للفقر أنين قلّ من يسمعه, و إن لم يُعدَموا, ذلك أنّ أمتنا أمة سباقة لفعل الخير, وقد وصفها نبينا (محمد) صلى الله عليه وسلم, بقوله: (الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم الدين). وقد جعل الإسلام من مكافحة الفقر هدفاً اساسياً من أهدافه من خلال صرف أموال الزكاة والصدقات في مصارفها المعروفة.. وقد حضّ الإسلام من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفه على التعاطف والتواد والتراحم بين ابنائه... روى الحاكم عنه صلى الله عليه وسلم: ( ما آمن بي من بات شبعان وجاره إلى جنبه جائع و هو يعلم). و قال أيضاً: (حصّنوا أموالكم بالزكاة و داووا مرضاكم بالصدقة واستقبلوا أفواج البلايا بالدعاء). و جاء في الأثر: ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاّ من ثلاث: ولدٌ صالح يدعو له, أو صدقة جارية, أو علمٌ يُنتَفعُ به). الفقير المسّتعف تنصهر حياته بنار الفقر اللاهبة وسعيره المحرق و قد يموت من الجوع والحاجة والمرض و لا يلتفت إليه أحد. لقد كان للرعيل الأول في صدر الإسلام مواقف مشهودة في التكافل والتضامن, ما أحوجنا إليها اليوم, و إذا كانت القلوب قد جُبِلَت على حبّ من أحسن إليها, فإنّ فعل الخير والحض عليه يجعل من المجتمع وحدة متكاملة يساند بعضها بعضاً ليصبح معها المجتمع كله كتلة متحابة متراصة قادرة على الوقوف في وجه التحديات والمخاطر مهما عظُمت. و في تاريخنا الإسلامي قصص وحكايا و مواقف مشهودة إن عبّرت عن شيء فإنّما تعبر عن اصالة أمتنا وجودة بذور الخير في قلوب ابنائها. ولعّل في مواقف أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه, من الفقر والفقراء خير موجّه و معلم لأبناء أمتنا عامة والأغنياء منهم بخاصة. ومن اشهر تلك المواقف قصته وهو يجوب أحياء المدينة متفقداً أحوالها وباحثاً عن الجائعين والمحتاجين, فيجد عجوزاً تعلل ابناءها الجياع بطبخة من(الحصا) حتى يناموا!.. فيحمل على ظهره كيساً من الطحين ويشعل لها النار و يقوم بإعداد الطعام للجياع وهو يبكي و يؤنب نفسه.. و كان سيدنا الإمام علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه وكرّم وجهه, قد حضّ الفقراء على المطالبة بحقهم في أموال الأغنياء عندما قال: ( عجبت لمن يبيت جائعاً كيف لا يخرج إلى الناس شاهراً سيفه). إنّ الدموع التي تُذرَفُ على الفقراء, والكلمات التي تدبج بحقهم لا تغني و لاتسمن من جوع, إذ لا بد لكل من أكرمه الله و رزقه و أغناه من أن يجود بماله على إخوة له في الإنسانية شاءت الأقدار أن يكونوا بحاجة له و لأمثاله, فليتق الله بهم ولتكن فرصته التي منحها الله له ليعبّر بها عن شكره لله الذي رزقه, و عن أهليته للتصرف بما أودعه الله أمانة بين يديه. _________________________ فهرس مواضيع الدكتور عمر فوزي نجاري
الحقوق محفوظة طبيب الوب 2014 ©
http://tabib-web.eu - http://www.tabib-web.eu