انتقالها إلى الوليد يحصل أثناء الولادة. و يقدر بأن 45 إلى 66 % من الأطفال يحملون هذه المكونات بشكل متعايش فور الولادة. ثم تختفي بالأشهر التالية ليعود و يظهر بعد البلوغ.
التواجد بالمهبل و بعنق الرحم:
تشير الدراسات إلى أن 40 ـ 80 % من النساء الشابات تحملن الـ U. urealyticum دون اظهار أي اعراض.
يقدر هذا الرقم بـ 20% بما يخص الـ M. hominis.
استعمار المهبل من قبل هذه المكونات يعتمد على عدة شروط
= العمر
=المستوى الاجتماعي و الاقتصادي
= العرق
= النشاط الجنسي
= استعمال موانع الحمل الهرمونية.
= الحالة الهرمونية للسيدة: يبدوا أن هذه المكونات تكثر خلال النصف الثاني من الدورة الطمثية و كذلك خلال الحمل، بحين أنها تندر بعد سن اليأس "سن الضهي"
Pathogénie المقدرة الامراضية
يحيط بهذه المقدرة الكثير من المتناقضات، أهما انتشارها الواسع و مشاركتها بمجموعة المكونات الاخرى التي تشكل الوسط الحيوي المتعايش بالمهبل. و لكنها تتحول و تصبح ممرضة بعد قليل من الحالات.
و من بين العناصر المهمة المسئولة عن إمراضيتها هي مقدرتها على الالتصاق على جدار خلايا البشرات المبطنة و على النطاف.
هذا الالتصاق يتم بواسطة مركب كيميائي عضوي خاص يسمى Adhésines و هو مركب نوعي للميكوبلاسم.
كما أن الـ Ureaplasma بالتصاقه على جدار خلايا البشرات يسبب إطلاق الـ Cytokines و هذا الأخير مسئول عن الأضرار التي تلحق بالأنسجة و التي تسهل بدورها الآثار الضارة للمكونات العضوية الأخرى.
كما يبدو ان بعض اصناف الـميكوبلاسم قادرة على الدخول إلى الخلايا و أذيتها ببعض الانزيمات مثل:
uréase,
IgA protéase
Phospholipase
هذه الانزيمات تقوم بتفاعلات عضوية ضمن الخلية مما يسبب إلى إفراز فضلات مؤذية métabolites ناتجة عن هذه التفاعلات.
و أظهرت التجارب ان الهرمونات يمكنها أن تؤهب و تساعد على الاستعمار الممرض للميكوبلاسم. كما يلعب ضعف المناعة دورا لا ينكر.
اصابة الجهاز التناسلي بالمكوبلاسم:
يتعرض الجهاز التناسلي للإصابة بعدة أنواع من الميكوبلاسم، الاثنان الأكثر انتشارا هم
Ureaplasma urealyticum UU
Mycoplasma hominis MH
النوع الثالث انتشاره اقل بسبب صعوبة عزله بالمختبر Mycoplasma genitalium MG .
كما وصفت أنواع أخرى مثل
Mycoplasma fermentans
Mycoplasma penetrans
أظهرت الدراسات أن هذه الأنواع لها مقدرة أمراضية خاصة. بما يخص اول نوعين، لا تتظاهر هذه المقدرة ألا عندما تناهز كمية هذه المكونات العضوية المجهرية مقدار معين، كأن يزيد عن 10p4 ucc / ml بالمفرزات المهبلية أو بالبول
الاصابة بالـ Mycoplasma hominis MH
و هي الإصابة الكثر شيوعا.
يمكن العثور على هذه المكونات ضمن الوسط الحيوي المتعايش بالمهبل عند نساء بكامل الصحة، بما يتراوح بين 13 الى 22% من الحالات ـ حسب مختلف الدراسات.
أمراضيتها عند الرجال غير معروفة جيدا. يمكن العثور على بعض حالات التهاب الأحليل و لكن عند عدد قليل من الرجال.
بحين ان اكتشاف التهاب تناسلي عند المرآة بالميكوبلاسم هومينيس يستوجب البحث عن هذه المكونات عند الشريك الجنسي المذكر.
أعراض الإصابة بالميكوبلاسم هومينيس عند النساء
غالبا ما تكون هذه الأعراض طفيفة:
= ضائعات مهبلية غير نوعية ولا تأخذ أي صفة خاصة
= ببعض الحالات قد تظهر التهابات مهبلية و فرجية.
ترافق الإصابة بهذه المكونات مع جراثيم لا هوائية Anaérobies تغير من المظهر السريري.
لا تتواجد إثباتات كافية لكي تشير إلى مشاركة هذه المكونات بالالتهابات الحوضية. و بالتهابات الجهاز العلوي فيما عدا الحمل. اذ أن المكوبلاسم هـ اتهم بأنه قد يسبب
=الولادة الباكرة
= نقص تطور الجنين و ضعف وزن الوليد
= تجرثم دم الوليد
= التهاب المشيمة و الأغشية الكوريونية.
لم يتم الأتفاق على الشروط التي تستوجب وضع المريضة تحث على العلاج، أن اضطر الأمر، فينصح ببدء العلاج مع الاقتراب من نهاية الحمل.
الإصابة بـ Ureaplasma urealyticum UU
تشير الدراسات إلى ارقام متباينة، و تتراوح إمكانية تواجد هذه المكونات دون ان تعطي أي اعراض عند 0 إلى 80% من الحالات.
كما اقترحت عدة نظريات لوصف العناصر المؤهبة لتكاثر هذه المكونات و بالتالي امراضيتها.
أهم هذه العناصر
= هرمون الأستروجين
= الحمل
= التشارك مع أمراض أخرى معدية عن طريق الجنس.
ظهور أعراض الإصابة بالـ Ureaplasma يتطلب أن تفوق كميتها الـ ضمن المفرزات المهبلية الـ 10p4 ucc / ml .
هذه الأعراض هي:
= ضائعات مهبلية غير متميزة
= التهاب فرج و مهبل غير نوعي
= التهاب إحليل.
و غالبا ما تترافق هذه الإصابة مع مكونات عضوية أخرى معروفة بتسبيبها لالتهابات المهبل و منها anaérobies, الجراثيم اللاهوائية و الـ Gardnerella vaginalis
إصابة الجهاز التناسلي العلوي بالميكوبلاسم:
هذه الإمكانية هي قيد جدل و يحيط بها العديد من التناقضات. و ضمن إمكانيات المعرفة العلمية، يبدوا أن هذه المكونات العضوية لا تلعب دورا مهما بالالتهابات التناسلية العليا، فيما عدا النساء الحوامل.
خلافا لما ذكر أعلاه بما يخص تتواجد الميكوبلاسم بالمهبل، تشير الدراسات إلى ان الميكوبلاسم يتواجد فقط بـ 3% من عينات عنق الرحم.
و تشير دراسات أخرى انه تم عزل الميكوبلاسم هومينيس ضمن بطانة الرحم عند 10% من النساء المصابات بالتهاب الملحقات. و لكن لم يمكن التأكد من دور هذه المكونات كعنصر مسبب اولي لهذا الالتهاب أم أنها تطورت بشكل ثانوي بعد أن بدأ الالتهاب مع مسبب آخر.
و الدراسات الاخرى التي عزلته بالبوق بحالة التهاب الملحقات، كان واحدا من مجموعة من الجراثيم المسببة.
و هكذا، منذ أكثر من عشرين سنة، تشير أصابع الاتهام إلى الميكوبلاسم كسبب بالتهاب الملحقات دون أن يتم التأكد من هذا.
يمكن إذا ان نطمئن النساء الحاملات لهذه المكونات، و على الأخص بحالة نكس الإصابة بها، نطمئنهم أن الإصابة نادرا جدا ما تعرضهم للمخاطر الكبرى و المهمة.
دور الميكوبلاسم بالخصوبة.
الدور الذي قد تلعبه الـميكوبلاسم بالخصوبة هو موضوع جدل بين مختلف الدراسات العلمية. حالات العقم الناتجة عن التهاب الملحقات بالميكوبلاسم هو امر موضوع جدل كما ذكر أعلاه.
البعض يقول أن تواجد الميكوبلاسم بالسائل المنوي يضعف من حركة النطاف، مما ينقض من مقدرتها على اختراق جدار البويضة و تضعف بالتالي خصوبة السائل المنوي.
عند المرأة، أتهم الميكوبلاسم أيضا بأنه قد يسبب:
أضطرابات ببطانه الرحم، anomalies de l’endomètre
التيحرض على إنتاج الأجسام المضادة للنطاف. anticorps anti-spermatozoïdes
لسوء الحظ، لا تسمح لنا الدراسات المتضاربة بهذه الآراء أن نرسم خطة واضحة لتدبير المشكلة.
الميكوبلاسم و الحمل
أثناء الحمل، المشكلة أكثر وضوحاَ.
يمكن للميكوبلاسم أن يصل إلى كيس الحمل أما عندما يستعمر بطانة الرحم، أو قد يحصل هذا الانتقال بالطريق الصاعد من المهبل، كما قد يكون انتشار عن الطريق الدموي. و قد تم عزل هذه المكونات لدى الزرع الجرثومي للمشيمة أو للسائل الأمينوسي و ذلك بعينات لم تمر عن طريق المهبل و لم تتلوث بمفرزاته. "تم اخذ العينة أثناء العملية القيصرية أو ببزل السائل الامينوسي ".
تبدو مسؤولية الـ Ureaplasma urealyticum UU واضحة بالعديد من الأمراض عند الأم و الجنين. كما وصف كمسبب لبعض حالات الاجهاض.
التهاب المشيمة و الأغشية الكوريونية بهذه المكونات تتشارك مع معدل مرتفع للولادة الباكرة. و كذلك بضعف وزن الوليد.
الخطر قد يصل لدرجة وفاة الوليد.
تشير الدراسات إلى أن احتمال حصول الولادة الباكرة يتضاعف 14 مرة بحال تواجد الميكوبلاسم UU بالمشيمة. كما قد تترافق هذه الحالة مع ارتفاع حرارة الأم قبل و بعد الولادة بسبب حصول التهاب بطانة الرحم بالميكوبلاسم.
يقبى هنالك سؤال يصعب الاجابة عليه لدى عزل الميكوبلاسم: هل كان هو السبب الأولي للمشكلة، أم ان البادئ كان جرثومة أخرى و استغل الميكوبلاسم الفرصة لكي يظهر أعراضه؟؟؟
الأصابة بالميكوبلاسم عند الوليد:
قد يمر تواجد الميكوبلاسم UU دون إعطاء أي أعراض، و قد يتظاهر بالتهاب رئوي حاد أو التهابات مزمنة بالجهاز التنفسي.
و عزل الميكوبلاسم عند بعض الأطفال الذين عانوا من مشاكل تنفسية بعد الولادة.
كما يعتقد بأن كلا نوعي الميكوبلاسم الأكثر انتشارا قد تسبب التهاب السحايا و استسقاء الرأس بشكل خاص عند الأطفال الخدج المصابين بالتهاب تنفسي على الميكوبلاسم.
معدل حدوث هذه الإصابات يختلف حسب الدراسات. البعض يعتبره مرتفعا بحين يعتبره البعض الأخر نادر.
نذكّر بأن ما قيل أعلاه من أختلاطات قد تكون خطيرة، تترافق مع تواجد الميكوبلاسم بالمشيمة.
بالمقابل، فأن كشف هذه المكونات بمهبل المرآة لا يترافق حكما مع الأخطار المذكورة أعلاه من ولادة باكرة و مشاكل التهابية عند الوليد.
قد تتمكن الفحوصات المصلية من التحري عن النساء المعرضات لهذه المخاطر. و لكن هذه الاختبارات لا يمكن تعميمها بشكل روتيني نظرا للمصاعب التقنية و نظر لقلة نوعيتها و حساسيتها.
خطر انتقال الميكوبلاسم عن طريق العلاقة الجنسية:
يمكن للعدوى ان تنتقل للرجل و تسبب عنده التهاب احليل على الميكوبلاسم.
تظهر الدراسات أن 10% من التهابات الأحليل سببها الميكوبلاسم UU .
و قد تمتد الإصابة و تحدث التهاب بروستات.
و لهذا، ينصح عندما تظهر أعراض الإصابة بالميكوبلاسم عند المرآة، أن يتم التحري عن هذه المكونات لدى الشريك الجنسي.
Diagnostic biologique التشخيص المخبري
يمكن عزل هذه المكونات بطريقتين
الطريقة الأكثر انتشاراَ و الوحيدة المقبولة هي عزل الميكوبلاسم بشكل مباشرة بعينة مع زرع بوسط خاص. هذا التحليل سهل و يمكن أن تقوم به أغلبية المختبرات.
يتم التأكد من الميكوبلاسم بواسطة الخواص النوعية الكيميائية و المظهر المعروف لهذه المكونات و لمستعمراتها.
التحاليل المصلية بعينة دموية لم تزل صعبة و غير نوعية لا يمكن الاعتماد عليها بالممارسة اليومية.
و تبقى المشكلة الكبرى تفسير النتائج.
عندما تعزل من وسط من المفروض أن يكون عقيما : مثل السائل النخاعي الشوكي أو بطانة الرحم أو البوق، أو بزرع الدم، فالتشخيص ليس بمشكلة.
و لكن عزل الميكوبلاسم من الأوساط التي قد يتواجد بها كعنصر متعايش قد يدفع للتساؤل حول دورها الامراضي.
و هنا يجب الاعتماد على كمية الميكوبلاسم بالعينية.
و بالنهاية نؤكد الى أن التحري عن الميكوبلاسم لايصح أن يكون لوحده. يجب أن يرافقه التحري عن باقي المكونات المجهرية.
أما اكتشافها عند سيدة تشكو من أعراض، و بكمية نوعية، فهو يستوجب البحث عنها لدى الشريك الجنسي. و يجرى هذا البحث أما بواسطة عينة من الأحليل أو بتحليل البول "الدفقة الأولى".
اختيار العلاج المناسب يعمد على عدة عناصر
= حساسية الميكوبلاسم على الانتيبوغرام
= توضع الإصابة
= الترافق مع مكونات و جراثيم أخرى.
يمكن للمختبر أن يزرع الميكوبلاسم و يختبر حساسيتها على المضادات الحيوية "أنتي بيوتيك Antibiotique هذا الاختبار قد ضروري بكل الحالات التي يشك بدور هذه المكونات كعامل مسبب.
المركب الذي يأتي بالصف الاول هو السكلين و مشاقاته. و لكن يلاحظ بـ 5% من الحالات ان الميكوبلاسم يعند على هذا العلاج. لذا يفضل، بقدر الإمكان، اختيار الأنتي بيوتك من عائلة الـ Macrolides لكونه أقل ضررا على المكونات الأخرى المتعايشة بالمهبل، و لمدة سبعة أيام.
بحالة النكس، يجب التـأكد من عدم حصول عدوى جديدة من قبل شريك لم يخضع للعلاج. أو لأن السيدة لم تتابع العلاج لمدة كافية و بشكل صحيح.
و بالغالبية العظمى من الحالات، يكون سبب النكس هو اضطراب التعايش الحيوي بالمهبل.
و يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن نمو الجراثيم الغير هوائية بشكل مرافق للميكوبلاسم هو أمر شائع. بهذه الحالات قد لا يكفي المايكروليد كما ذكر أعلاه. و ينصح هنا بإضافة علاج بالميترونيدازول Métronidazole بجرعة 1 غرام يوميا لمدة سبعة ايام لكون هذا الأخير فعّال ضد الجراثيم اللأهوائية.
كما يمكن إشراك مركبات أخرى عن الطريق الموضعي لتسهيل أعادة توازن التعايش الحيوي بالمهبل. على سبيل المثال، يمكن استعمال مركبات حمض اللبن مع الغايكونجين acide lactique et glycogène لمدة سبعة إلى 14 يوم، يتلوه علاج بالاستروجين الموضعي. oestrogénique local لعدة اسابيع.
يمكن أن نطمئن السيدات اللواتي قد يعانين من حالة القلق بسبب تواجد هذه المكونات وعدم اختفائها رغم العديد من العلاجات. و على الأخص، بحالة تواجد هذه المكونات دون ان يترافق الأمر مع اعراض، فان احتمال حصول المضاعفات الخطيرة يبقى ضئيل.
و لهذا لا يوجد مبرر لتكرار تحاليل البحث عن الميكوبلاسم بحالة عدم تواجد اعراض سريرية.
الخلاصة:
تواجد الميكوبلاسم بنوعيه UU و MH بكمية نوعية، قد يكون نتيجة عدوى عن طريق العلاقة الجنسية، و لكنه بالغالبية العظمى من الحالات دليل على اضطراب الوسط الحيوي بالمهبل.
رغم ضرورة التنويه إلى إمكانية العدوى عن الطريق الجنسي، ولكن يجب الحذر من اعتبار هذا المرض بين فئة الأمراض المنتقلة جنسيا.
_________________________ نلفت نظر القارئ الكريم الى أن المعلومات المنشورة بهذا الموقع و بهذا المقال بالذات، هي معلومات عامة ولها هدف تعليمي. و هي لا تغني عن استشارة الطبيب