لا يمكن للرجل القيام بعملية الجماع و الإيلاج دون أن ينتصب قضيبه و أن يأخذ هذا الانتصاب صلابة كافية يمكنه معها أن يلج للمهبل و أن يقوم بحركات الذهاب و الإياب.
الرسمة التالي تشرح المكونات الأساسية للجهاز التناسلي المذكر، القضيب هنا هو بحالة ارتخاء
شرحنا بناء القضيب التشريحي بالمقال التالي الجهاز التناسلي عند الذكر
نلخص بهذه الصورة
أهم عناصره
"1 " على الأجسام الناعظة و هي الجسمين الكهفيين بالأعلى، و الجسم الإسفنجي بالأسفل، و هذا الأخير ينتفخ بطرفه الخارجي ليعطي رأس القضيب الهرمي الشكل " 4" . و الذي يغطي النهايات الخارجية للجسمين الكهفيين.
"2" الخصية
"3" كيس الصفن
"5" فتحة الأحليل
يتم الانتصاب بفضل الأجسام الناعظة و التي تتركب من مساحات وعائية متفاغرة مع بعضها. تغذيها شرايين القضيب التي تسير على السطح العلوي للقضيب و الشرايين التي تعبر الأجسام الناعظة طوليّاً.
و يخرج الدم من الأجسام الناعظة بواسطة الوريد الذي يفرغ الجسم الإسفنجي و يسير على السطح العلوي للقضيب، ثم بواسطة وريد عميق يفرغ الأجسام الكهفية.
ترتكز هذه المساحات الوعائية على هيكل ليفي عضلي يشكل نصف مساحة القضيب.
يمتاز السطح الداخلي للمساحات الوعائية بأنه مبطن ببشرة قادرة على إفراز مادة يمكنها أن تنشط تقلص العضلات الملساء غير الإرادية.
رأينا أن القضيب، بالإضافة إلى شبكة الأعصاب التي تنقل الإحساسات الجسمية "ألم، لمس، حرارة" يحوي أيضا على شبكة أعصاب ذاتية ودية، و نظيرة ودّية، تسيطر على التشنج العضلي غير الإرادي للعضلات الملساء.
يؤمن هذه الوظيفة:
أ ـ مجموعة من المواد الكيميائية الوسيطة ذات الأثر العصبي.
الوسائط العصبية للجهاز العصبي الذاتي هي:
ـ النورأدرينالين: و له وظيفة مقلّصة.
ـ الأسيتيل كولين: و له وظيفة مرخية.
ـ المواد الغير أدرينالينية و الغير كولينيرجية: و لهما وظيفة مرخية. و منها وحيد أوكسيد الآزوت، و تحرره النهايات العصبية النظيرية ودية. NO
ب ـ مجموعة مواد قادرة على إحداث التقلص الوعائي.
(المقبضات الوعائية) و تحررها الخلايا البطانية ومنها
ـ وحيد أوكسيد الآزوت
ـ البروستاغلاندين و أهمها PGE1
و هي أيضا تعلب دورا مهما بارتخاء العضلات الملساء.
كيف يحدث الانتصاب
آلية الانتصاب معقدة تتحكم بها عدة أنظمة و على عدة مستويات كما توضح الرسمة التالية
1ـ الدماغ
و له الدور الأساسي بالانتصاب، فهو يفسر التهيجات الجنسية و يسيطر على كل الظواهر النفسانية و العصبية و الهرمونية و الوعائية التي ستحرض الانتصاب.
2ـ شرايين القضيب التي ستملأ الأجسام الكهفية للقضيب بالدم، و الأوردة التي ستفرغها
3ـ النبضات العصبية التي ستنقل رسائل التهيج و التحريض الجنسي من و إلى القضيب، و هي ما سيطلق الانتصاب. انتقالها من الدماغ الى القضيب يتم عن طريق النخاع الشوكي و عن طريق الاعصاب التي تربط القضيب بالدماغ.
4ـ الهرمونات:
و هي المواد الكيميائية العضوية التي تنظم مختلف أنظمة الجسم. هرمون التستوسترون يلعب دور أساسي بالنشاط الجنسي عند الرجل.
مراحل التهيج الجنسي التي يمر بها القضيب
المرحلة الأولى: مرحلة الارتخاء.
لا يرسل الدماغ أي إشارة مثيرة، يسيطر على الوضع الجهاز العصبي الودي الذي يثبط الانتصاب.
تتقلص الألياف العضلية الرخوة، ضمن المساحات الوعائية المنتعظة. مما يمنع من إمتلاء الأجسام المنتعظة بالدم.
في حين إن الأوردة تفرغ القضيب من الدم بكل حريّة فيكون بحالة ارتخاء.
الدورة الدموية بالقضيب تكون على حدودها الدنيا.
المرحلة الثانية: الانتصاب.ـ
يرسل الدماغ رسائل مثيرة.
ـ الجهاز الودي يتثبّط.
ـ الجهاز نظير الودي يـنــشّط.
ـ تقوم خلايا البشرة المبطنة للمساحات الوعائية بإفراز المواد التي ثؤثر على الأوعية. NO & PGE1
ـ يتوسع شريان القضيب فتزيد كمية الدم الواردة اليه.
ـ ترتخي الألياف العضلية الملساء داخل المسافات الوريدية، مما يساعد على امتلاء الأجسام المنتعظة بالدم فتضغط على الأوردة التي تنحبس بين الصفاق الذي يغلّف كل من هذه الأجسام على حدة و بين الصفاق الذي يغلفها الثلاثة معا، مما يساعد على إقلال كمية الدم التي تخرج منها.
ـ يزيد معدل الضغط داخل الأجسام الكهفية حتى يقارب معدل التوتر الشرياني و يبدأ القضيب باكتساب قوامه المنتصب.
باختصار:
3 ظواهر أساسية تتمركز حول ارتخاء العضلات الملساء:
... أ ـ اتساع شرايين القضيب مما يسبب زيادة كمية الدم الواردة له.
... ب ـ ارتخاء الألياف العضلية الرخوة مما يحرر المسافات الوعائية التي تتسع و تنتفخ فتسحب الدم الذي يملأ القضيب.
... ج ـ الضعط على الأوردة التي تنحبس بين الصفاقين يحدد من إفراغ القضيب من الدم.
تنتج صلابة الانتصاب عن انتقال الضغط الشرياني للقضيب و عن الضغط الخارجي الذي يؤمنه تقلص العضلات الملساء.
ارتخاء القضيب سببه عودة التوتر العضلي الودّي الذي يسبب بدوره أفراغ المسافات الوعائية و يعود القضيب لحالة الارتخاء.
انتصاب القضيب قد يحدث بحالات أخرى لا علاقة لها بالتهيّج الجنسي.
منها حالات الانتصاب التي يمكن ملاحظها لدى الاستيقاظ من النوم.
و كذلك الانتصاب الجزئي الذي يمكن ملاحظته بالحالات التي تتقلص بها عضلات العجان مثل رفع الأثقال الغير معتاد أو الجلوس المطول.
كما لوحظ بعض حالات الانتصاب الغير إرادي بالحالات المرضية مثل أمراض الحشفة التي تسبب تهّيج برأس القضيب.
من دراسات ماستر و جونسن سجلت إمكانية الانتصاب هذه بجميع الأعمار، من الطفولة و عند الوليد الى الشيخوخة بعمر 90 سنة.
و بالمقابل، قد نلاحظ حالات يصغر بها حجم القضيب كما يحدث لدى التعرض للبرد الشديد، أو التعب أو الجهد العضلي.
كما يلاحظ أيضا صغر حجم القضيب لدى التقدم بالعمر و عند استصال الخصيتين لأسباب مرضية.