سنركز الشرح هنا عن التنظيم العصبي للوظيفة الجنسية
الجهاز العصبي الشهواني:
الطرق الصاعدة:
و هي الطرق التي تسلكها المعلومات و الإشارات الحسية الصادرة عن المراكز الشهوانية الأولية و الثانوية. هذه الطرق عديدة:
منها الطرق التي ترسل الإشارات الواعية و الغير واعية: consciente et inconscientes. و منها ما يرسل الاشارات النباتية: ودية و نظيرة ودية.
++++ الطرق الدماغية الشوكية Voie cérébro spinale
ذكرنا أن حشفة القضيب و البظر غنية بالجسيمات الحسية الشهوانية، و بالمقابل، تعتبر حساسية رأس القضيب "الحشفة" قليلة نسبيا للأحاسيس المؤلمة.
تسلك الإشارات العصبية الصادرة من هذه الجسيمات عبر العصب الظهري للقضيب، أو العصب الظهري للبظر. وهي أعصاب حسية بحتة، و ترفد فيما بعد العصب الخجول الداخلي Nerf honteux interne و هذا الأخير هو عصب مختلط، ينقل إشارات حسية وأوامر حركة و إشارات نباتية.
ثم يرفد العصب الخجول بدوره الجذور الفقرية S2 S3 S4
++++ الطرق الودية، الجهاز العصبي النباتي neuro- végétatives
تصل الإشارات الخارجة من المناطق الحسية الشهوانية إلى الضفيرة Hypogastrique ثم العقد الودية للسلسلة الحوضية، و هذه الأخيرة تمتاز بأنا تملك تفرعات متشابكة فيما بينها و مع النخاع الشوكي.
هذا التشابك بين مختلف الطرق الصاعدة يجمع الإشارات الشهوانية التي تتطلقها مختلف المناطق الشهوانية الأولية و الثانوية لكي تنصب بمجملها بمنطقة السرير: Thalamus
كما يوجد طرق عديدة غير نوعية تنظيمها شديد التعقيد
المناطق الحسية الدماغية المستقبلة:
من الواضح أن الدماغ هو العضو الأساسي للوظيفة الجنسية، و هو المركز الذي ينظم مختلف الآليات الفيزيولوجية التي تحصل أثناء العملية الجنسية.
عندما شرحنا آلية الانتصاب >> الأنتصاب عند الرجل
ذكرنا أنه منعكس يحصل كجواب على النبضات العصبية التحت قشرية.
يوجد روابط أساسية بين المحرضات الخارجية الحسية: مثل النظرة و اللمس، و الرائحة و الصوت ... من جهة، مع الممتلكات الفكرية الجنسية التي تقبع بالجهاز اللمباوي مثل:
الرغبة
الذكريات الجنسية السابقة
الأستيهام "فانتازم"
كما ترتبط أيضا مع الأفكار الطفيلية الأخرى الضد شهوانية.
تصب مجمل الإشارات الصاعدة بالطرق المذكورة أعلاه، و الكثيرة التشابه فيما بينها، تصب بمناطق دماغية خاصة. تتوضع بمستوى Noyaux intra – laminaire du thalamus
تمر هذا الإشارات بطريقها عبر مناطق تصفية filtre تسيطر عليها. تتوضع هذه المصافي بالبصلة الشوكية، و تلعب دورا حارسا، مما يفسر كيف أن النشاط الفكري المضاد للشهوة، و هذا ما يحصل بحالة الشدة Stresse له تأثير سلبي على الوظيفة الجنسية. حيث يقطع هذا النشاط ـ ذو الاثر السلبي على الشهوة ـ الإشارات الشهوانية و يمنعها من الوصول إلى المناطق الدماغية المسئولة عن المتعة الجنسية.
يشكل السرير Thalamus نقطة التقاء و تحويل مختلف الإشارات الشهوانية و يلعب دوره كصفيحة دوارة Plaque tournante توزع و تنظم الإشارات العصبية المسئولة عن الرعشة.
تأتي هذه الإشارات بطرق نوعية من النويات البطنية للسرير Noyaux ventraux du thalamus و تنعكس بالأشكال التالية:
ـ بشكل مباشر على القشرة الدماغية الأولية
ـ بشكل غير مباشر على القشرة الدماغية المشاركة الأدراكية Cortex associatif cognitif
كما تأتي بطرق غير نوعية من النويات Noyaux intra laminaire لكي تنعكس بشكل منتشر على القشرة الدماغية الغير أولية.
تشبه المنطقة تحت السرير، hypothalamus برئيس الاوركسترا الذي يمشّي الوظيفة الجنسية.
و منطقة تحت السرير هي ما يربط النشاط الفطري، بالعواطف و ينظم الجواب عن طريق الجهاز النباتي.
بما معناه: تدفع الغريزة الفطرية الشخص إلى البحث عن الجنس الثاني، و عندما يرتبط مع شريك بروابط عاطفية، يقوم تحت السرير بالربط بينها، أي يربط العاطفة بالغريزة. فتنطبع الإجابة عن طريق الجهاز النباتي: انتصاب و ترطيب المهبل.
بشكل مختصر يقسم تحت السرير إلى جزئين:
= الجزء الامامي: حيث يكمن الجهاز نظير الودي. و هو المسئول عن العناية بالجسم و عن وقايته. و يوفر له الطاقة و الحيوية
= الجزء الخلفي: و هو ما يجيب على الحالة الاسعافية: يجب على متطلبات الجسم الطارئة، و هو مركز الجوع و البرد و العواطف. و هو المركز الذي يفرز النورادرينالين.
Système limbique الجهاز اللمباوي
وهي منطقة من الدماغ تلعب دورا مهما بوظائف الأعضاء و بالتغذية و بالإستقلاب و بالسيطرة على العواطف و الأحاسيس.
و هي أيضا مركز الدفاع و العدوانية.
كما تخزن بها الذاكرة الخاصة بالمعصرات "وظيفة التبول و التبرز" كذلك السلوك الجنسي.
و تسمى أيضا Rhiencephale مسيخ الأنف، نظرا لارتباطها الوثيق بحلقة جهاز الشم.
يشارك هذا الجهاز على إعداد السلوك العاطفي. و نظرا لمقدرته على حفظ الذاكرة، يسهل عملية التهيج الجنسي. و يساعد على التأقلم مع الوضع حسب الشريك و حسب ظروف العملية الجنسية.
يضم هذا الجهاز أيضا المركز المسئول عن الرعشة و القذف. بمستوى Le gyrus cingulaire يتلقى هذا المركز الإشارات العصبية الصادرة من النواة الأمامية للسرير.
يمكن لهذا المركز أن يعمل لوحده و بشكل مستقل عن سيطرة الحلقة الواعية الإدراكية. و التداخل الواسع من خلال هذا الجهاز مع العديد من الوظائف النباتية، و الاحاسيس و السلوك، يفسر غناء الوسط الذي يعيش به السلوك الجنسي، و العلاقة الكبيرة مع الوظائف الاخرى قد تكون ايجابية محرضة للوظيفة الجنسية بقدر ما قد تكون سلبية مثبطة لها..
Système mésoncephalo – limbique الجهاز الدماغي الاوسط و اللمباوي:
رأينا أعلاه كيف أن المنطقة تحت السرير هي المنعطف الذي تصب به الإشارات العصبية الصاعدة و النازلة. و منها المسهلة ومنها المثبطة للوظيفة الجنسية.
و تحت السرير نفسه ينتظم بجزأين مترابطين مع بعضهما.
النتيجة أنه يعطي جواب يدفع لسلوك جسمي و نباتي.
أي أنه يحث جزع الدماغ و النخاع الشوكي على أداء بعض الوظائف، و بالمقابل، ينعكس على الجهاز العلوي بأوامره الإرادية و بأجوبته الهرمونية التي تنظم مستوى السلوك المرغوب.
يقتصر هذا التطور الإرادي الواقع تحت تصرف قشرة الدماغ على الجنس البشري. و هو المسئول عن الوظيفة الشهوانية و عن الشهية الجنسية.
هذا التطور العصبي شديد التعقيد و شديد الترابط. و لهذا فأن الأحاسيس الشهوانية لها أصداء متنوعة جدا و تمتاز أنها شخصية تختلف اختلافا كبيرا من شخص لأخر، و عند نفس الشخص من حالة لأخرى.
المتعة الجنسية الواعية تتفوق على جميع الأحاسيس و المشاعر و تطبعها بطابع مثير. ما عدى الألم الذي لا تتفوق عليه.
الانتشار الواسع للإشارات الشهوانية، بداخل و بين نصفي الدماغ وذلك بفضل العديد من الروابط التي تسهل صعود الإشارات الحسية القادمة من الحوض ومن المنطقة التناسلية، تؤدي الحالة إلى إشعال وميض حسي كامل لا يعكسه و يمنعه سوى الألم.
Véritable fulguration sensitive totale
على الرغم من أن الرعشة أو القذف هو منعكس تتوضع مراكزه بالنخاع الشوكي المسئول عن التقلصات و عن إطلاق المني. و لكن الجهاز اللمباوي يتدخل به بشكل وثيق. و قد أمكن تجريبيا إطلاق حالات من الرعشة لدى تحريض هذه المراكز، و سجل به أيضا لدى تخطيط الدماغ نشاط خاص أثناء الرعشة.
سيطرة الجهاز اللمباوي على وظيفة المعصرات ـ تبول و تبرز ـ تشرح حالات سلس البول عند الخوف أو الضحك أو لدى سماع صوت الماء. كما تتدخل وظيفة المعصرات هذه بالرعشة.
القشرة الدماغية Néo Cortex:
على الرغم من أن الجهاز اللمباوي هو المنطقة الأساسية بالدماغ التي تسيطر على الحياة الجنسية، إلا أن هذا لا يمنع من تدخّل مناطق أخرى، و خاصة القشرة الدماغية حيث يتوضع الوعي.
دور القشرة الدماغية يبدو من خلال سيطرة المرجعية الشخصية و التجارب السابقة لكل إنسان على الوظيفة الجنسية.
و كل مركز دماغي يعمل حسب وظيفته الخاصة:
ـ المراكز المستقبلة تتلقى المعلومات و تصنفها حسب الحاجة
ـ المراكز الحركية تطلق حركات خاصة مرتبطة بالمواقف الجنسية.
كما تضع المراكز الارادية الوظيفة الجنسية بقالبها الاجتماعي و حسب المرجعية العقائدية و الفكرية.
كما تلعب هذه المراكز دورا بالحالات المرضية و تحرك النزوات الجنسية. على سبيل المثال، لوحظ لدى إصابة الوجه الحجاجي للفص الجبهي ذهاب الخجل و الاندفاع الجنسي الاجرامي.
المراكز و الطرق المنفذة لمنعكس الرعشة
الرعشة و القذف هما منعكس معقد و شامل يجمع بالواقع سلسلة من المنعكسات المتدرجة و المتراكمة فوق بعضها.
و لهذا فأن حلقات المنعكسات تتطلب مستويات و مراكز حسية عديدة:
===> المستويات الدماغية: Etage sous cortical de l’encephale
= تحت السرير: hypothalamus و هو ما ينظم الظواهر النباتية الغير إرادية للأرتكاس الجنسي.
= العقد الرمادية المركزية
و هي المسئولة عن المنعكسات التي تحرضها الإشارات الواردة من تحت السرير
= الجهاز اللمباوي gyrus cingulaire du système limbique
و هو ما ينظم مجمل النشاطات العصبية النباتية ، و الدماغية الشوكية اللا أرادية التي تحصل أثناء الرعشة.
= قشرة الدماغ الإرادية و الواعية:
بالواقع، لا تمتلك قشرة الدماغ ـ التي تصدر الاوامر الإرادية، لا تمتلك أي مسئولية نوعية بإطلاق الرعشة. فالرعشة و القذف تبقى منعكس لا إرادي كامل لا يمكن التحكم به بشكل واعي.
بما يخص الرعشة، لا يتدخل الدماغ الإرادي بالسيطرة على الرعشة، و لكنه هو من يستقبلها و يعي عليها.
يقتصر دور قشرة الدماغ على تبديل مؤقت يمكنه أن يؤخر أو يسرع قدوم الرعشة. يمكن للإنسان أن يسطير نوعا ما على الطور المسطح. و يسرع أو يسهل عملية الأنغماس بالمتعة Abandon orgasmique.
يمكن عن طريق الوعي أن يسمح الإنسان لنفسه أو يساعد نفسه على الإفلات من كل شيء لكي ينغمس بالمتعة، و بشكل خاص عن طريق الأستيهام و الخيال الجنسي الذي يمكن تغذيته إراديا. كما أن التفكير السلبي قد يتمكن من تثبيط العملية الجنسية. و لكن لا يمكن للإستيهام وحده أن يطلق الرعشة. "سوى ما ندر جدا".
رغم المقدرة الكبيرة التي يتمتع بها الوعي الدماغي الأتي من القشرة الدماغية، ولكن يفقد باللحظات السابقة للرعشة، أي مقدرة على حجب المنعكس.
بلحظة اللاعودة، ينطلق المنعكس بشكل لا إرادي و لا يمكن التحكم به. و بشكل يشابه لحد كبير منعكس السعال أو العطس.
===> الطرق العصبية النازلة
الطرق النازلة بالنخاع الشوكي و التي تحمل الأوامر الحركية لم تفهم بعد بشكل جيد. يعتقد أن هذه الأوامر تمر عبر الحزمة خارج هرمية و ربما الحزمة الهرمية. و تخرج من النخاع الشوكي عن طريق القرن الجانبي القطني الظهري
===>المراكز العصبية الحسية بالنخاع الشوكي
تعمل الوظيفة الجنسية بشكل اوتوماتيكي بما يخص مركباتها الحركية.:
ـ انتصاب
ـ قذف
ـ مفرزات مزلقة
أمكن التوصل لهذه النتيجة من مراقبة المرضى المصابين بأذية النخاع الشوكي على مستويات مختلفة.
هذه المنعكسات الأولية التي يتوضع مركزها خارج الدماغ و بعيدا عنه ضمن النخاع الشوكي تسهل التشابك المتوالي للمراحل البدائية من الإرتكاس الجنسي.
فمنعكس التوسع الوعائي يضاعف من مقدرة المناطق الحسية الأولية على إرسال الإشارات الحسية.
و هذه الإشارات الحسية تقوم بدورها ببدأ منعكسات أخرى تساعد على تقوية التوسع الوعائي الإضافي.
يضم النخاع الشوكي ثلاثة مراكز أساسية تتدخل بالوظيفة الجنسية، هذه المراكز ترتبط بالطرق العصبية المحيطية التي تستقبل الإشارات الحسية عن طريق الجذور الخلفية، و هي بدورها تتشابك مع الجذور الأمامية الحركية.
كما أن الحبال العصبية بالنخاع الشوكي سواء أكانت الصاعدة أم النازلة، تسمح بربط المراكز مع بعضها، كما تربطها بالجهاز و بالمراكز العلوية و الدماغية المذكورة أعلاه.
هذه المراكز الثلاثة هي:
= المركز الصدري القطني T11 – L2
و هو و بشكل أساسي مركز محرك يرتبط مع الجهاز الودي، يتدخل بشكل خاص بإطلاق و بتنظيم عملية القذف. و لهذا فأن العمليات الجراحية أو الرضوض التي تقطع التعصيب الودي يمكنها أن تسبب القذف الراجع، و بدل أن يخرج السائل المنوي خارج الأحليل، نراه يخرج بشكل معاكس إلى المثانة.
= المركز القطني L3
و هو ما ينظم الوظيفة الحركية الأوتوماتيكية "لا إرادية" أثناء الجماع.
= المركز العجزي S2 S4
تتشابك جذوره الخلفية مع الجهاز العصبي نظير الودي و مع الجهاز الجسمي المخطط Système somatique strié.
يتدخل هذا المركز العصبي مع الأرتكاسات الوعائية للأعضاء التناسلية، و هو بالتالي مسئول عن انتفاخ أعضاء جهاز الأنتعاظ و عن رشح السوائل المهبلية التي تؤمن ترطيب المهبل و تزليقه.
هذه المراكز لها بعض من الاستقلالية و يمكن أن تعمل لوحدها دون سيطرة المراكز العليا. و بشكل خاص أثناء النوم. وهذا ما يفسر إمكانية حصول القذف العفوي الليلي: الاحتلام، الذي يحصل أثناء النوم.
===> الطرق المحيطية الصادرة
الأعصاب المسئولة عن تغذية الجهاز التناسلي تعود لجهازين الاساسيين
= الجهاز الجسمي somatique أي الأعصاب الحسية الحركية
= الجهاز النباتي système végétatif أي الودي و نظير الودي
تأتي أغلب هذه الأعصاب من الجذور العجزية الأمامية S2 S3 S4 و تتنظم ضمن الضفيرة الخجولة. plexus honteux
يخرج منها:
=== النبضات العصبية نظيرة الودية عن طريق العصب المسئول عن الانتصاب Neurf érecteur d’Eckardt الذي يتوجه نحو القضيب، و يعبر العقد العصبية للـ Hypogatrique السفلي. بمستوى هذه العقد يحصل الترابط بين الجهاز الودي و نظير الودي.
الألياف العصبية نظيرة الودية "كولينرجية" تنتهي بالعصب الذي يغذي الجسم الكهفي. و من المعروف عن الجهاز نظير الودي انه مسئول عن صلابة انتصاب القضيب.
=== النبضات العصبية الجسمية و تمر بالأعصاب الخجولة الداخلية حيث تعصب الطبقة العضلية التي تشكل أرضية العجان. و بشكل خاص العضلات المحيطة بالأجسام الكهفية Bulbo ischio caverneux هذه العضلات مسئولة أيضا، بشكل إرادي و منعكس غير إرادي، مسئولة عن تقوية صلابة الانتصاب.
الجذرو الأمامية الصدرية T11 T12 L1
تعطي:
+ فروع جسمية لا تتدخل بالوظيفة الجنسية و التناسلية
+ فروع نباتية تعود إلى الجهاز الودي و تنتهي أيضا بالعصب الذي يغذي الأجسام الكهفية.
التعصيب الودي مسئول عن التحريض الفا + و الثبيط بيتا المشارك Tonus adrénergique alpha 1+ inhibition bêta و دوره تقليص العضلات بين المساحات الوعائية، و بالتالي إرخاء القضيب و إنقاص انتفاخه.
راجع موضوع الانتصاب الأنتصاب عند الرجل
و الذي يشرح كيف أن الانتصاب هو نتيجة ارتخاء العضلات بشكل يسمح للدم بالدخول و إملاء الجهاز الناعظ. بينما بحالة راحة القضيب تتقلص العضلات مما يمنع ركود الدم بالمساحات الوعائية الانتصابية.
التطبيق العلاجي: يشرح هذا الأمر كيف أن الحقن الموضعية للأدوية التي لها اثر مثبط ألفا Alpha bloquant بالأجسام الكهفية يثبط العمل الأدرينرجي. و يرخي العضلات الملساء بالجهاز الناعظ مما يسبب الانتصاب
لكي يتم الانتصاب بالقضيب، يحتاج الأمر إلى إيقاف النبضات العصبية الودية.
نشير هنا إلى أن حالة الشدة stress و الناتجة مثلا عن قلق الأداء، تزيد من تركيز النورأدرينالين بالأجسام الكهفية. و تمنع بالتالي الانتصاب.
الانتصاب، القذف و ترطيب المهبل، بحالة الأصابة العصبية
من الناحية العصبية يمكن تمييز عدة أنواع من الانتصاب.
= الانتصاب المنعكس: و هو يتطلب:
ـ سلامة النخاع الشوكي بالمنطقة الفقرات العجزية.
ـ تحريض حسي للمستقبلات الجنسية و بشكل خاص تلك المتوضعة برأس القضيب "الحشفة" : بالملامسة، عن طريق الاستمناء، أو عن طريق الجماع.
ـ الجواب على هذا التحريض هو منعكس يمر عن طريق العصب الظهري للقضيب. تم العصب الخجول الداخلي، ثم النخاع الشوكي ـ المنطقة العجزية، و تخرج الأوامر العصبية عن طريق عصب الانتصاب، الذي يتفرع إلى العصب الكهفي من جهة و الألياف الحركية للعصب الخجول الداخلي من جهة أخرى.
يمكن الإبقاء على صلابة القضيب من خلال الملامسة الجنسية.
هذا الانتصاب يمكن أن يحصل عند الرجل الطبيعي، و يكون كتتمة للعملية الجنسية بالفترة قبل القذف.
كما يمكن أن يحصل عند الرجل الذي أصيب بعموده الفقري فوق المنطقة العجزية. دون أن تتضرر هذه الأخيرة.
=الانتصاب النفساني المنشأ
و هو يتطلب سلامة الفقرات الظهرية القطنية.
يأتي من محرضات غير تناسلية، تأتي من قشرة الدماغ ومن منطقة تحت القشرة على شكل أفكار جنسية: رغبة جنسية، استيهام "فانتازم" محرضات حسية مرئية أو عن طريق الشم، أو باقي الحواس الخمسة.
تسلك هذه المحرضات الأعصاب الودية الخارجة من النخاع الشوكي.
هذا الانتصاب أن بقي معزولا، لا يمكنه أن يسمح بالعلاقة الجنسية، لأن القضيب يبقى رخواً و لا يدوم الانتصاب لفترة كافية.
يمكن لهذا النوع من الانتصاب أن يحصل رغم إصابة الفقرات السفلية من العمود الفقري "تسمى إصابة زيل الفرس" شرط المحافظة على الطرق العصبية الودية بالفقرات القطنية الظهرية.
=الانتصاب المسائي
تحصل أثناء النوم العميق بمرحلة Sommeil paradoxal و ذلك عند كل الرجال، شرط المحافظة على الدوران الدموي بالقضيب.
آليته مجولة السبب.
قد يبقى رغم الإصابة ببعض حالات عسرة الانتصاب لسبب عصبي. الشرط الوحيد اللازم له، هو سلامة، و لو حتى جزء من مركز الانتصاب المتوضّع بالمنطقة الظهرية القطنية، أو العجزية.
يعتمد هذا الانتصاب بشكل أساسي على الهرمونات المذكرة: الاندروجين.
= طرق القذف
خروج السائل المنوي يتطلب المحافظة على الطرق العصبية المحركة و التي تخرج من النخاع الشوكي الظهري القطني. لأن القذف هو عبارة عن تقلصات عضلية بالأقنية الناقلة للمني. و عضلات الحويصل المنوي، و تتطلب إغلاق عنق المثانة لتجنب ذهاب المني اليها.
النخاع الشوكي العجزي ضروري لقذف السائل المنوي و الذي يعتمد أيضا على التقلصات العضلية المتواترة بالعجان.و على تقلصات الاحليل، و ارتخاء العضلة المعصرة له مع تقلص معصرة المثانة، أي بشكل خاص آلية قذف المني التي تلي القذفة الأولى.
=الحالة عند النساء
يبدو واضحا أن ترطيب المهبل هو آلية موازية من الناحية العصبية للانتصاب.
يمكن أن يحصل عند المرآة ترطيب منعكس بالمهبل، يعتمد على العصب العجزي. قوس هذا المنعكس يتشكل من الطريق الوارد الحسي الذي يمر بالعصب الخجول الداخلي، مركز المنعكس هو المنطقة العجزية، و الطريق الصادر، هو الحزمة نظيرة الودية التي تمر بعصب الانتصاب.
كما يمكن أن يحصل ترطيب مهبل نفساني المنشأ بفضل إشارات عصبية ترسلها قشرة الدماغ. و تسلك الطريق الودي بالفقرات الظهرية القطنية، والتي تخرج بعد ذلك عن طريق العصب الهيبوغاستريك.
عند إصابة النخاع الشوكي نتيجة حالة مرضية بالحوض تؤذي بها الأعصاب التناسلية الشرجية و الضفيرة الهيبوغاستريك. السفلية تتضرر وظيفة ترطيب المهبل.
المصادر
D Maïza
Physiologie du rapport sexuel
J J LABAT
Physiologie de la réaction sexuelle masculin
Manuel de sexologie
Edition Masson Elsevier