المقدمة
مستجدات طبية
الحمل و مشاكل الولادة
صحة عامة
أمراض الأطفال
مواضيع بالأمراض الداخلية
الجهاز التناسلي المذكر
أراء طبية حرة
علم السموم
مخطط الموقع
باب أمراض الأطفال - الصفحة (9) - صحة - طب عام
التبول الليلي اللاإرادي عند الأطفال
د عمر فوزي نجاري
التبول الليلي اللاإرادي عند الأطفال تعتبر مشكلة التبول الليلي عند الأطفال من المشاكل الصحية اليومية التي تواجه أطباء الأطفال والأطباء البوليين على حد سواء، إذ تكاد لا تخلو أية ممارسة يومية من أم قلقة تراجع الطبيب وتستشيره لأجل حل مشكلة ابنها وبالتالي مشكلتها هي معه والتي تعتبر مشكلة عائلية واجتماعية عدا كونها مشكلة طبية بحتة . ولما كان التبول الليلي عند الأطفال عاهة أكثر منها مرضا وأنٌها قد تستمر لدى البعض إلى ما بعد سن البلوغ وقد تستمر أحيانا إلى سن الكهولة، أدركنا مدى أهمية الموضوع البالغة وما قد يثيره من مشاكل اجتماعية حقيقة في الإطار العائلي وما قد يسببه من تشوه عاطفي ونفسي لدى الطفل المصاب. متى ينظف الطفل : إنٌ كل الأطفال في بداياتهم يبللون الفراش، وتختلف السن التي يبدأ فيها الطفل في السيطرة على مصراته البولية بين طفل وآخر، وقد اتفقت الآراء الطبية على اختلاف مدارسها على أنٌ 50% من الأطفال يجب أن يسيطروا على مصراتهم البولية وبالتالي يصلوا إلى مرحلة (النظافة) في سن تقريبي يتراوح بين (2-2.5سنة)، وأنٌ أكثر من 50% من الأطفال يصبحون نظيفين في سن الثالثة أو الرابعة من العمر، بينما تصل هذه النسبة إلى 90% عند الأطفال في سن السادسة من العمر، وأنٌ قلة من الأطفال تتأخر في الوصول إلى النظافة التامة حتى سن البلوغ عند الذكور وحتى ظهور العادات الطمثية الأولى عند البنات. ويتفق كل من الأطباء والأهل على أنٌ عاهة التبول الليلي اللاإرادي لدى الأطفال تعتبر مشكلة تحتاج للحل والعلاج عندما بتأخر الطفل في النظافة إلى ما بعد السن الرابعة من عمره. أسباب المشكلة : يختلف التبول الليلي اللاإرادي في زمن ظهوره، كما يختلف أيضا في نظمه وأوقاته، فبعض الأطفال يبلل الفراش يوميا وبعضهم الآخر يبلل فراشه بين الحين والآخر، بعضهم يحدث لديه التبول قبل منتصف الليل وآخرون يبللون فراشهم قبل الفجر، وهنالك فئة ثالثة تحدث لديها البيلة الليلية عدة مرات في ليلة واحدة، وهذه الفئة الأخيرة نادرة لحسن الحظ. وقد أجريت العديد من الدراسات في مختلف البلدان لتحديد مسببات هذه العاهة وذلك بغية إيجاد السبل الكفيلة لإصلاحها ومعالجتها، وقد أظهرت هذه الدراسات أنٌ نسبة عالية من العائلات التي يعاني أحد ابنائها من التبول الليلي اللاإرادي لديها قصة عائلية لأكثر من فرد مصاب بهذه العاهة مما يشير لوجود استعداد عائلي للإصابة بها. بينما اعتبر آخرون أنٌ التبول الليلي اللاإرادي تعبير عن شعور بعدم الاطمئنان أو كعلامة احتجاج تجاه ظرف معين أو شخص معين وخاصة تجاه الأم وأنٌ إصابة الأم بحالة عصابية أو اضطراب نفسي ما يهيئ المناخ الملائم لهذه العاهة، كما تكثر حوادثها عند العائلات التي تعاني من التفكك وعدم الاستقرار واللامبالاة حيث تكثر النزاعات العائلية، كما أنٌ التدليل الزائد للطفل قد يدفعه إلى التماس المزيد من الاهتمام مما يجعله أكثر استعدادا للإصابة بالنكوص حيث يعود بعاداته إلى الطفل الصغير جدا. كما وجد أنٌ هذه العاهة لا ترتبط بالمستوى الاجتماعي والاقتصادي للأسرة ولا بمستوى رفاهية أبنائها، بل هي أكثر ارتباطا بالمناخ العائلي المتوتر والمفكك والمتصف بعدم الثبات. وقد عزى بعضهم هذه المشكلة إلى حالة النوم العميق التي تصيب بعض الأطفال الخاملين وما تسببه من اضطراب أو فقدان لما يسمى بنوم حركة العين السريعة، وقد فتح هذا الاكتشاف الباب واسعا لحل هذه المشكلة عن طريق تصحيح النوم. وعلى العكس من ذلك عزى آخرون السبب في المشكلة إلى حالة النوم السطحي الذي تقطعه أحلام يعتقد فيها الطفل أنٌه جالس على المبولة حيث يقوم الطفل بعملية التبول في فراشه ظنا منه أنٌه جالس على المبولة ولا يفطن لنفسه إلاٌ بعد انتهاء عملية التبول، وقد أطلق على هذه الحالة اسم (الحلم التبويلي). إلاٌ أنٌ أحدث الآراء حول هذا الموضوع قد وجهت أصابع الاتهام إلى عوز في الهرمون المضاد للإدرار والذي يقوم بتنظيم عملية إفراز البول ليلا أثناء النوم حيث لوحظ أنٌ الكمية المفرزة من هذا الهرمون ليلا تزداد كلما ازداد نضج الطفل وبالتالي فإنٌ الأطفال المصابين بالتبول الليلي اللاإرادي يوجد لديهم نقص في الهرمون المفرز وأنٌ علاج هذه الحالة يتم بإعطائهم علاجا يماثل في تركيبه تركيب هذا الهرمون. أنماط التبول الليلي اللاإرادي : يمكن للتبول الليلي اللاإرادي عند الأطفال أن يوجد بأحد شكلين: 1- الشكل البدئي أو الولادي: وهو الشكل الأكثر مصادفة وهنا فإنٌ الطفل لا ينظف أبدا بل تستمر لديه حالة التبول، ويمثل هذا الشكل حوالي أربعة أخماس الحوادث. 2- الشكل الثانوي أو المكتسب: وهو أقل حدوثا، وهو يحدث بعد فترة تطول أو تقصر يبقى فيها الطفل نظيفا تليها إصابة الطفل بالتبول اللاإرادي إمُا نتيجة تعرضه لمرض ما أو لحادث ما أو حتى دون سبب واضح . وهذا الشكل من التبول اللاإرادي عند الأطفال تلعب فيه الحالة النفسية والعاطفية للطفل دورا كبيرا ولذلك يطلق عليه اسم التبول الليلي اللاإرادي العاطفي. مراحل سير العاهة: عندما لا يتمكن الطفل من السيطرة على مصراته البولية فإنٌ ذلك يولد لديه اضطرابا نفسيا وعاطفيا قد يكون شديدا وقد يستمر معه حتى سن الكهولة . أ- مرحلة ما قبل المدرسة : في هذه المرحلة يعاني الطفل المصاب من نقص الثقة بالذات وفيها يحتاج لرعاية والديه وإخوته الكبار كي يتمكن من اجتياز هذه المرحلة بسلام وطمأنينة. ب- مرحلة المدرسة الأولى: وهنا تبدأ الاضطرابات العاطفية الشديدة بالتبلور والوضوح وقد تترك ندبات نفسية لديه خلال بقية مراحل حياته، إذ في هذه المرحلة يبدأ الطفل بالاحتكاك مع أقرانه وعندها يكتشف أنٌ زملاءه لا يبللون الفراش مثله (رغم أنٌ بعضهم مصاب بالعاهة ولكنه لا يبوح بها)، فيبدأ الطفل بالخوف من اكتشاف مشكلته من قبل الآخرين فتبدأ الاضطرابات النفسية والعاطفية بالتكون لديه . ج- مرحلة المدرسة التالية: وهنا تبدأ مشكلة الطفل المصاب بالتفاقم إذ تتأثر ثقته بنفسه وقد يحصل لديه تراجع في نشاطه المدرسي ولاسيما المتعلق منه بالمعسكرات والرحلات الجماعية والتي قد تتطلب قضاء الليل خارج منزله ومع أقرانه، إذ يعاني المصاب من قلق وشعور بالإحباط خشية أن يفتضح أمره وتكتشف علته. العلاج: نظرا لاختلاف العوامل المسببة للعاهة فإنٌ الطرق المتبعة في علاجها كانت متعددة أيضا واختلفت باختلاف المدارس الطبية، كما ارتبطت ببيئة الطفل ومدى تعاون كلا من الأهل والطفل في تطبيق العلاج، فعند نفي الأسباب العضوية للعاهة لجأ البعض إلى الحد من كمية السوائل التي يتناولها الطفل مساء بغية الإقلال ما أمكن من عملية الإدرار البولي، كما نصح الأبوين بتبويل الطفل مباشرة قبل النوم كي ينام ومثانته فارغة ولديها من القدرة على استيعاب ما يمكن أن يتجمع فيها من بول أثناء الليل، كما نصح الأبوين بإيقاظ الطفل ليلا مرة أو أكثر كي يفرغ مثانته بإرادته، وبعضهم نصح بإيقاظ الطفل باكرا ما أمكن لتجنب حدوث البيلة اللاإرادية التي تحدث قبل الفجر. كما استعمل آخرون الأدوية المضادة للاكتئاب ثلاثية الحلقات بهدف السيطرة على التبول اللاإرادي وذلك اعتمادا على تأثير هذه الأدوية الحابس للبول والخافض لعتبة النوم. بينما لجأ بعضهم الآخر إلى حل هذه المشكلة عن طريق تصحيح نوم هؤلاء الأطفال وذلك اعتمادا على التجارب التي أثبتت وجود علاقة بين هذه العاهة وبين حالة النوم العميق المشاهدة عند هؤلاء الأطفال. أمٌا أحدث الطرق العلاجية فكانت استعمال الهرمون المضاد للإدرار عند هؤلاء الأطفال بعد أن ثبت وجود نقص في المقدار المفرز من هذا الهرمون لديهم. ورغم كل المحاولات العلاجية السابقة فإنٌ نسبة الفشل في العلاج لاتزال عالية مما يضطرنا أحيانا للجوء إلى الطبيب النفساني لحل هذه المشكلة. _________________________ فهرس مواضيع الدكتور عمر فوزي نجاري
الحقوق محفوظة طبيب الوب 2014 ©
http://tabib-web.eu - http://www.tabib-web.eu