المقدمة
أراء طبية حرة
شعر
قصة قصيرة، حكايات طبية
أقلام حرة
أسئلة متنوعة و متكررة
في رثاء الراحلين
حقوق الانسان بالاسلام
فن و موسيقا
منوعات
روائع نزار قباني
رياضة الغولف Golf
من التراث العربي
قصص من تراث اللاذقية
مخطط الموقع
باب أراء طبية حرة - الصفحة (8) - كل ما لا علاقة له بالطب - منوعات
ومن الحب ما قتل
د . هدى برهان طحلاوي
ومن الحب ما قتل لن أخوض في قصص قيس وليلى أو ابن زيدون وأمثالهم كروميو وجولييت ولكن أتحدث عن حب إنساني من نوع آخر وقصص قاتلة منه. ففي لغة الطب لا بد من وضع ضوابط للحب والتعبير عنه حتى لا يؤدي إلى حوادث خطيرة قاتلة ما كان يتمناها كلا الطرفين الحبيب والمحبوب وسأذكر بعض الشواهد من حوادث واقعية أدت إلى الوفاة من هذا الحب كما يقال . أبدأ بالأمراض المعدية وعادة التقبيل عندنا وما تنقله لهذه الأمراض وخاصة التنفسية والجلدية فكلما ولد مولود يحمله المهنئون والأقارب ويقبلونه وينقلون إليه أمراضهم وكذلك يقبلون أمه الحامل أو النفساء وهي في أضعف مراحل حياتها إذ تكون خاضعة لرقابة صارمة من حيث تناول الدواء الذي يؤذي الجنين أو الوليد فتنتقل العدوى وقد تحدث الوفاة أو الإجهاض منها وهذا قتل خطأ من جهل في التعبير عن الحب ومن جهل بإمكانية العدوى وخطورتها لمثل هذه الفئة الضعيفة المناعة أو جهل بإمكانية حمل الأمراض المعدية الشديدة كجرثومة السحايا مثلاً إذ توجد فئة من الناس في المجتمع تحمل هذه الجرثومة دون ظهور علامات المرض عليها ولكنها قادرة على نقلها لأشخاص يمكن أن يمرضوا منها وقد يموتوا بها . من حملة توعية صحية ترعاها مختبرات GSK لتشجيع الأهل على عدم تقبيل أطفالهم بحالة الاصابة بالعقبولة. وقد تحب الأم وليدها حباً شديداً وتتعلق به فترضعه في سريرها وهي نائمة وكم هي كثيرة الحوادث التي فوجئت الأم بها إذ صحت من نومها ورضيعها دون حراك حيث قتلته خنقاً بصدرها وكتمت نفسه دون أن تدري وهي نائمة ولم تحسب حساباً لهذه النتيجة المأساوية من ذلك الحب . وحادثة الجار الذي يحب جاره كثيراً وقتل من أجله لا تفارق مخيلتي وسجلت قضاءً وقدراً والأعمار بيد الله إذ أسرعت الجارة تولول وتقرع جرس الجيران تطلب المعونة والإسعاف لأن زوجها الطاعن في السن أصيب بأزمة قلبية شديدة ويحتاج لسيارة الإسعاف تنقله إلى المشفى لإنقاذ حياته فما كان من الجار الأول الذي يحبه ويتمتع بكامل صحته وجاهزيته إلا أن أسرع واتصل بالإسعاف ونزل الدرج بسرعة لينتظرها أمام البناء ويدل طاقمها على بيت الجيران ولكن القدر زحلقه على الدرج وسقط على قفاه ومات فوراً من تلك السقوط ووصلت الإسعاف لتأخذه بدل جاره الذي يحبه والذي عاش بعده عشر سنوات حزيناً عليه وعضت الجارة أصابعها من الندم لما سببه صياحها وعويلها في جارها صاحب المروءة والحب . أما رفاق العمر الطويل والشيخوخة الضعيفة فقد سجلوا لنا حادثة قتل بطريقة أخرى فها هو أبو عزيز طريح الفراش وقد بترت ساقه لإصابتها بأذيات الداء السكري يطلب صديقه ورفيق عمره أبا جرجس ليأتي ويواسيه في مصابه ولكن أبا جرجس هذا يرفض المجيء لأن أعصابه لا تحتمل رؤية صديقه هكذا وهو يبكيه في بيته ولا يصدق ما حل بصديقه الحبيب وتسوء الأقدار وتبتر الساق الأخرى لأبي عزيز فتسوء معها حالته النفسية ويلح على طلب صديق عمره وحبيبه الذي اشتاق إليه فيرسل ولده ويقطع عليه عهداً أن لا يرجع إلا بأبي جرجس وهكذا يأتي أبو جرجس متثاقلاً خائفاً من هول الصدمة فيرى صديقه طريح الفراش كتلة بشرية دون أرجل يناديه بحرارة فانكب عليه وارتمى فوقه يقبله ويتصايح الأثنان ويجهشان بالبكاء تعبيراً عن الحب والشوق والأسى ويطول العناق ويضعف أبو جرجس الضعيف أصلاً من الشيخوخة والهرم ولا يستطيع القيام من على صدر صديقه إلا عندما ساعده الحاضرون وكان أبو عزيز قد لفظ أنفاسه الأخيرة تحت ضغط وثقل أبي جرجس الذي قتله دون أن يدري من شدة الحب والضعف . فرحمة الله على القتلة والأحياء ولولا سلاح الجهل لما زهقت تلك الأرواح ولا نستطيع منع مثل تلك الحوادث إلا بالعلم والتوعية وتغيير العادات الاجتماعية السيئة ولعل سرد مثل هذه القصص يؤتي أكله فيها . د . هدى برهان طحلاوي فهرس مواضيع الدكتورة هدى حمادة طحلاوي
19/10/2007
تعليقــــات ( عــددها - 1 - ) ...
1 - سعيدة بما تكتبين و بما يكتب السيد الكتور عمر نجاري زوج حضرتك
. إيمانويلا بوبيسكو / رومانيا و لبنان / Tue, 20 Nov 2007 09:51:02
الحقوق محفوظة طبيب الوب 2014 ©
http://tabib-web.eu - http://www.tabib-web.eu