تنظير عنق الرحم هو بالواقع فحص نسائي، و يمتاز عن الفحص الشائع بأنه أكثر دقة. هذا الفحص يعني النظر إلى scopie عنق الرحم، باستعمال مكبر، عن طريق المهبل « colpos »
إستطباب تنظير عنق الرحم.
=> إستطبابه الرئيسي هو تدبير اللطاخة الغير طبيعية.
يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن الهدف الأساسي لتنظير عنق الرحم أجراء الخزعة. و بالتالي فأن أهميته الاساسية هي البحث عن الافات الماقبل سرطانية التي اشبتهت بها اللطاخة، و تحتاج لخزعة ـ اي قطعة من عنق الرحم، من اجل تأكيد التشخيص.
و رئينا بموضوع التحري عن سرطان عنق اللرحم بالطاخة، تصنيف Bethesda
كيف تعطى النتائج. و مهمة المشرح المرضي أن يشير إلى الخطوات الممكن تطبيقها. و يعطينا و بشكل عام النتائج التالية:
ـ نتيجة طبيعية
ـ نتيجة تحتاج لإعادة
ـ لطاخة مصنفة ACS –US مع تدبيرها الخاص
ـ لطاخة ASC-H تدل إلى الاشتباه بآفة إعتلالية إستطباب تنظير
و بالتالي فأن الاستطباب الاساسي لتنظير عنق الرحم، هو فحص العنق عند الحصول على نتيجة لطاخة غير طبيعية.
=> الاستطباب الثاني، هو التأكد من نتائج مختلف الوسائل العلاجية التي تطبق على عنق الرحم.
و بالحالتين، لا يمكن لتنظير عنق الرحم أن يحل مكان اللطاخة
قسم كبير من المظاهر الي يمكن رؤيتها بتنظير عنق الرحم هي مظاهر غير نوعية، و لا يمكن أن تخرج المريضة من العيادة مع تشخيص، ما عدى الحالات التي لا نرى بها أي تبدل يستدعي إجراء الخزعة.
قد نتساءل؟، لماذا إذا دراسة تنظير العنق طالما أنه لا يعطي التشخيص؟ الجواب الأول أنه و بالغالبية العظمى من الحالات يكون تطور المرض على عنق الرحم بشكل غير متجانس. أي يمكن أن نرى بطرف الآفة اعتلال درجة أولى بحين أن الإصابة بوسط الآفة قد وصلت إلى مرحلة السرطان بالمكان. و بالتالي يجب وصف التحول الغير طبيعي و على هذا الأساس تحديد مكان أجراء الخزعة.
ثانياً: تأتي أهمية تنظير عنق الرحم بتدبير الحالات الغير سرطانية. بالتأكيد أن تشخيص سرطان العنق لم يعد بحاجة إلى تنظير. و لكن الإعتلالات الصغيرة الحجم أو عند الشابات و التي لا تتطلب المداخلة الجراحية الفورية نقترح وضعها تحت المراقبة. و حده تنظير عنق الرحم هو القادر على إظهار تراجع أو تقدم الإصابة.
ثالثا، قد نلجأ لأقتراح أجراء العمل الجراحي، أي الاستئصال القمعي للرحم. عندما تكون السيدة شابة، علما أن غالبية حالات الاعتلال ما قبل السرطاني يحدث عند الشابات. فمن المطلوب أن نجري استئصال أصغر منطقة ممكنة. و هذا يتطلب دراسة العنق قبل العمل الجراحي. و يجرى العمل الجراحي تحت التظير المباشر. كما أن توضع الإصابات مختلف أحيانا يميل للصعود داخل قناة العنق و أحيانا يمتد على سطحه. و من هنا أهمية معرفة مكان توضع الإصابة قبل استئصالها.
مبادئ تنظير عنق الرحم PRINCIPE
النظر الى عنق الرحم يسمح بدراسة البطانة التي تغطي هذا العنق L’épithéliumبطانة عنق الرحم هي مجموعة من الطبقات الخلوية التي تغطيه، هذه البطانة قد تعاني ببعض الحالات المرضّية من تبدلات و اضطرابات تؤدي لنشوء الحالات الما قبل سرطانية. هذه الحالات لا يمكن مشاهدتها بالعين المجردة، و لكن عندما يشتبه بها بفضل اللطاخة، يأتي دور تنظير عنق الرحم لكي يظهرها بفضل استعمال بعض الملونات، و بفضل التكبير الذي يسمح برؤية ما لا تراه العين المجردة.
هذه الملونات هي اثنان:
===> حمض الخل - l’acide acétique :
و يستعمل بشكل مدد، 3 أو 5 بالمائة. و هو يسمح بهذا الشكل بتبييض المناطق الغير طبيعية حيث تنمو الآفات الما قبل سرطانية. فهذه الآفات بالواقع هي مناطق من بطانة الرحم تشهد نمو خلو مكثف، و عندما يوضع حمض الخل فوقها يسبب تخثر بروتيناتها الخلوية فتبيض بشكل مؤقت.
===> الملون الثاني هو محلول اللوغول - le Lugol
و هو سائل مركب بشكل اساسي من مادة اليود. ـ يفضل عدم استعماله بحال وجود حساسية على اليود ـ و هو يلون بالبني الغامق كل النسيج الطبيعي، و لا تتأثر به المناطق المريضة.
و بهذا الشكل فأن المنطقة المريضة تسمى محبة للحامض « acidophile »
لأنها تبيض لدى تطبيق حمض الخل عليها.
و تكون سلبية اليود « iodo-négative » لأنها لا تتلون باللون البني لدى تطبيق محلول اللوغول
تقنية إجراء تنظير الرحم TECHNIQUE
يتم هذا الفحص، كأي فحص نسائي، بواسطة مبعد المهبل spéculum الذي يستعمل حسب العادة مثل اي فحص نسائي. و بدل أن ينظر الطبيب بالعين المباشرة، يستعمل مكبر يضخم الصورة بعدة مستويات.
=> الزمن الاول للفحص بدون تحضير يتم بعد تنظيف العنق من المفرزات المهبلية
=> الزمن الثاني بعد تطبيق حمض الخل الذي يسمح بتحديد مكان المنطقة المريضة
=> الزمن الثالث بعد تطبيق اللوغول
يرسم الطبيب مخطط يظهر توزع مختلف المناطق المريضة و يتحرى عن العلامات التي ستفصل لاحقا
=> الزمن الرابع: اخذ العينة، أو الخزعة، من المنطقة المريضة و بواسطة أداة خاصة تقتطع قطعة صغيرة من عدة مليمترات من عنق الرحم. اخذ و قطع هذه العينة الصغير غير مؤلم، على الأغلب أن تشعر المرأة بنغزة بسيطة، و لكن، و بالغالبية العظمى من الحالات، يتم اخذ العينة بشكل لا يضايق المريضة.
يمكن إجراء هذا الفحص بأي فترة من الدورة، و لكن يفضل تجنب فترة الطمث، أو بحال النزيف، علما أن بعض حالات النزف الناتج عن مرض بعنق الرحم، يتوجب إجراء الفحص لمعرفة التشخيص.
طلب منك سيدتي ان تجري تنظير لعنق الرحم، Colposcopie
ماذا يجب ان تعرفي عن هذا الفحص
نطمئن السيدات المدعوات لإجراء هذا الفحص، بأن اكتشاف لطاخة غير طبيعية ليس بالضرورة أمر خطير، و بالغالبية العظمى من الحالات، تكون خلاصة الفحص بالكولبوسوبي مطمئنة.
اغلب ما يكتشفه تنظير عنق الرحم، هو الاعتلالات أو الآفات التي تتطور داخل البشرة
dysplasies ou lésions intra-épithéliales, و هي إصابات سليمة تختفي و تشفى لوحدها بغالبية الحالات، و أحيانا تستمر أو تزداد بخطورتها، و نادرا ما تتحول إلى سرطان.
و لهذا، لا يستحق الكولبوسكوبي ـ تنظير عنق الرحم ـ أن يرتبط حكما بحالة خطيرة.
حتى و لو كشف هذا الفحص عن مرض مهم مؤهب لحصول سرطان، فأن الطرق العلاجية المتوفرة، و على الأخص، الكشف الباكر يسمح بعلاج هذه الإصابات قبل أن تتحول إلى سرطان.
نلفت النظر، إلى أن الإعتلالات التي تصيب عنق الرحم و التي يمكن أن تتحول إلى سرطان، بالنادر جدا أن تعطي أي عرض، و يجب أن يتم كشفها الباكر قبل أن تتظاهر لكي يتم تجنب الوصل إلى المرحلة التي تتحول بها إلى سرطان، لهذا تدعوا كل النساء إلى استشارة طبيب نسائية بعد بدأ الحياة الجنسية بقصد إجراء اللطاخة ، هذه الأخيرة هي أفضل طريقة لتجنب ظهور السرطان على عنق الرحم.
نطمئن السيدات بأن تنظير عنق الرحم، هو فحص غير مؤلم، إزعاجه الوحيد أنه يدوم فترة أطول بقليل من الفترة التي يحتاجها الفحص النسائي الروتيني، ريثما يقوم الطبيب بتلوين عنق الرحم و اخذ العيانات الضرورية.
اخذ العينات غير مؤلم بالغالبية العظمى من الحالات، و لكنه قد يسبب نزف، على الأغلب طفيف.
القرار العلاجي الذي يعطيه هذا الفحص، لا يكتمل إلا بعد الحصول على نتيجة تحليل العينات بمختبر التشريح المرضي.
نذكر انه بحال اكتشاف إصابة ما قبل سرطانية ـ اعتلال بالبشرة ـ و حتى و لو تم علاجها بشكل صحيح، يستوجب الأمر على السيدة متابعة الحالة بشكل منتظم، و استشارة الطبيب حسب النصيحة التي يقدمها، و ذلك نظرا لخطر نكس المرض و تحوله الخبيث رغم العلاج. علما أن هذا الخطر ضئيل.