المقدمة
مستجدات طبية
الحمل و مشاكل الولادة
صحة عامة
أمراض الأطفال
مواضيع بالأمراض الداخلية
الجهاز التناسلي المذكر
أراء طبية حرة
مخطط الموقع
باب صحة عامة - الصفحة (9) - صحة - طب عام
عندما يستبد الجمال ؟
د. عمر فوزي نجاري
عندما يستبد الجمال ؟ تقليم الأظافر والعناية بها ضرورة صحية وجمالية، تعكس سلامة ذوق صاحبها ورهافة حسه واهتمامه بصحته ونظافته، فالأظافر المقلمة النظيفة تقي صاحبها العديد من الأمراض التي يمكن أن تصله عبر الجراثيم والميكروبات التي تنمو تحتها إذا ما أهملت. عدا ما يسببه إطالة الأظافر من إعاقة لصاحبها عن تأديته للعديد من الأعمال الضرورية التي تحتاج إلى مهارة يدوية وإلى استعمال للإصابع والسلاميات التي منّ الله بها علينا، كالاعتناء بالنظافة الشخصية والقيام ببعض الأعمال والمهارات اليدوية كالكتابة والعزف واستعمال الحاسوب والآلة الكاتبة، وأمور غيرها كثيرة، ليصبح معها صاحب الأظافر الطويلة كمن لا أصابع له أو يدين ؟!. ومع هيمنة الرأسمالية العالمية وانتشار ظاهرة المجتمعات الاستهلاكية، وهي ظاهرة لم تعهدها مجتمعاتنا من قبل، ظاهرة تسعى لاختراق ثقافتنا وقلب مفاهيمنا، تراوغنا مراوغة أفاعي الثرى، من خلال سعيها إلى نشر العديد من المظاهر التي تسيء إلى قيمنا ونمط حياتنا، مظاهر تبعدنا عن جوهر الأمور إلى سفائفها، وعن لب المشكلة إلى مظهرها الخارجي .. وإذا كانت ( نفرتيتي ) ملكة مصر القديمة قد استعملت طلاء الأظافر لأول مرة منذ قرابة (3500 سنة ) فلأنها ملكة ومقدرات البلاد كلها تحت تصرفها، ولم يكن ذلك يعني بالنسبة لها أكثر من ناحية جمالية كان عليها أن توليها جل عنايتها، أما وقد ولجنا الآن الألفية الثالثة للميلاد، فإنَ معرفتنا لما يعنيه طلاء الأظافر من ملوث للبيئة إلى محسس لليدين، إلى أثر مسرطن وضار على الصحة !.. إلى ما هنالك من مخاطر عديدة على صحة الأصابع واليدين والجسم ككل، وأنّ من الحكمة بمكان تجنب استعمالها والعودة إلى ما كنا عليه من تقليم للأظافر وطلاء لليدين والقدمين (الراحتين والأخمصين ) بالحنة لما للحنة من فوائد طبية معروفة منذ القدم، وهي مقارنة مع ما يستعمل للعناية بالأظافر وطلائها من مواد كيماوية وملونات ليست بذات قيمة مادية!. إنّ تسليط الضوء على هذه الظاهرة ضرورة لا بد منها لأنّها أصبحت من العادات التي اخترقت مجتمعنا، وهي عادة سيئة ضررها أكثر من نفعها أضعافاً مضاعفة . إنّ الاستفادة من الحضارة الحديثة، لا تكون بالتقليد الأعمى، إنمّا بفهمها أولاً ثم هضمها كي نتمكن من الاستفادة من كل ما هو نافع فيها ونتجنب كل ما هو ضار، كي لا نصبح خدماً لأجسادنا وغرائزنا وأسارى لشهواتنا، فالجمال استبداد مؤقت !. وقديما قال الشاعر عمرو بن معدي كرب : ليس الجمال بمئزر ـــــــــــــــ فاعلم وإن رديت بردا إنّ الجمال معادن ــــــــــــــ ومناقب أورثنا مجداً إنّه الرفض المطلق لكل أشكال الأقنعة والأصباغ والطلاء الكاذب. عندما وطئت قدما (عبد الرحمن الداخل ) الأندلس جيء إليه بخمر فردها قائلاً : ( إنّي محتاج إلى ما يزيد في عقلي لا إلى ما ينقصه !.). إن علاج المرض لا يكون بعلاج مظاهره وأعراضه وإنّما بسبر أغواره والوصول إلى جوهره وكنهه ؟!. وكان (ابن خلدون ) في مقدمته قد حذّرنا من التطبع بأخلاق الترف والدعة وهي أخلاق تقود إلى تهافت الحضارة وسقوطها ذلك أنّ الحضارة الحقة هي التي تقوم على أخلاق التقشف والاستقامة. وهذا بالطبع لا ينفي أن نعتني بأظافرنا وأصابع ايدينا وأرجلنا التي منّ الله بها علينا فأصبحنا بفضلها قادرين على القيام بأعمال كثيرة قد لانكون سعداء في حياتنا لولا قدرتنا على استعمالها، هذه القدرة التي ميزت بني البشر عن بقية الكائنات الحية، وجعلت البشرية في أعلى السلم الحضاري للكائنات الحية _________________________ فهرس مواضيع الدكتور عمر فوزي نجاري
تعليقــــات ( عــددها - 2 - ) ...
1 - سوال شو صعب
جيسيكا / البنان / Wed, 15 Dec 2010 17:35:22
2 - hello
sama / egypt / Sun, 31 Aug 2014 11:35:50
الحقوق محفوظة طبيب الوب 2014 ©
http://tabib-web.eu - http://www.tabib-web.eu