المقدمة
مستجدات طبية
صحة عامة
الأمراض النسائية
أقلام حرة
أسئلة متنوعة و متكررة
موانع الحمل
ستخضعين لمداخلة نسائية ـ هذا لك
مخطط الموقع
باب صحة عامة - الصفحة (7) - الأمرض النسائية - أطلس نسائية
التطبيقات الطبية لشعاع اللازر بأمراض النساء
دكتور لؤي خدام
اشتقت كلمة لايزر LASER من الأحرف الأولى لتعريفه باللغة الأنكليزيّة أي: Light Amplification by Stimulated Emission of Radiation. اللايزر عبارة عن حزمة ضوئيّة مكثفة نقيّة جداً. فبينما يتركب الضوء الأبيض من جميع ألوان الطيف، أو بتعبير آخر من عدد كبير من الأمواج التي تمتزج ببعضها و تنطلق باتجاهات مختلفة، فإن شعاع اللايزر هو عبارة عن موجة شبه وحيدة اللون (مجال طيفي ضيق جداً)، أو إن صح التعبير، لون وحيد (توافق زمني) فائق النقاء (توافق فضائي). مكونات هذا الشعاع، وتسمى باللغة الفيزيائيّة Photons، تهتزّ بطور وحيد وتنتشر باتجاه واحد، ولذا نقول عنه أنه شعاع نقي وحيد الموجة. ومثل الضوء الذي يحمل الطاقة التي نشعر بها بشكل حرارة، فإن شعاع اللازر يحمل أيضاً طاقة حرارية. بفضل توافقه وكثافته يمتاز شعاع اللايزر بأن طاقته تفوق الطاقة الضوئيّة المعتادة بأكثر من مليون ضعف، وفي حين تنتشر الطاقة الضوئيّة بجميع الاتجاهات فإن طاقة شعاع اللازر تتركز كلها في بؤرةٍ صغيرة. إذا اصطدم شعاع لايزر مع جسم قادر على امتصاصه، ولد مقداراً هائلاً من الحرارة، وإن حصل الاصطدام مع سطح عاكس، يتغير اتجاه هذا الشعاع، تماماً كما تنعكس الحزمة الضوئية على سطح عاكس. الآثار البيولوجيّة لأشعة اللايزر: حفظاً للحقيقة التاريخيّة، لا بد وأن نذكّر هنا بأن أول من فكرّ بمبدأ اللايزر هو أينشتاين منذ عام 1917، ولكن العلماء لم يتمكنوا من تطبيق نظريّته حتى أوائل الستينات. ثم انتظرت البشريّة عقداً آخر قبل أن يطبق هذا الاكتشاف الهائل على الجسم البشري. تتنوع أشكال أشعة اللايزر حسب مصدرها وحسب طول موجتها، ولذا تأخذ أسماء مختلفة مثل لايزر "ياغ" ولايزر "أرغون" أو لايزر "ك ت ب" وغيره. أكثرها استعمالاً بالمجالات الطبيّة هو لايزر غاز الكربون CO2. و حسب نوع اللايزر، منها ما يخترق الأوساط المائيّة ومنها ما يمكنه أن يمرّ عبر الألياف الضوئية، وبتنوع مقدار الطاقة الحراريّة التي يحررها كل نوع من أنواع اللايزر تتنوع آثاره البيولوجية. الخاصية الرئيسيّة للايزر أن أثره الحراري يقتصر على البؤرة التي يصب عليها، تخترق هذه الطاقة الهائلة جدار الخليّة وتؤدي لتبخر السائل الموجود داخلها فتنفجر في حين تبقى الخليّة المجاورة سليمة، أي بمعنى آخر يمكن تدمير الخلايا المريضة دون إيذاء الخلايا السليمة المجاورة. كما يمكن، بتطبيق نفس المبدأ، استعمال شعاع اللايزر بدل المشرط من أجل إستئصال الآفات العميقة التي لا يمكن للمشرط العادي الوصول إليها. ويمتاز القص بشعاع اللايزر، مقارنةً بالمشرط الكهربائي، أنه لا يحرق الأنسجة المجاورة لمنطقة القطع. بتغيّر مقدار الطاقة التي يحملها شعاع اللايزر يمكن زيادة الحرارة التي تصل لداخل الخليّة فتنحلّ البروتينات التي تشكلّ بناء الخليّة الرئيسي، مما يؤدي لتخثر بؤرة الخلايا التي انصب عليها شعاع اللايزر، هذه الخثرة كفيلة بسد الأوعية الدمويّة المسؤولة عن النزوفات الصغيرة الحجم، مثل نزوفات شبكّية العين، ويمكن بذلك إرقاء هذه النزوفات. مجالات تطبيق اللايزر بالطب: تنوع أجهزة اللايزر سمح للأطباء بتطبيقها على أكبر عدد ممكن من الأمراض والآفات، ونظراً لاختلاف توضع هذه الآفات واختلاف أحجامها وبالتالي الوسائل العلاجيّة الممكنة، طوّر كل اختصاص طبيّ أجهزته الخاصة به. فجهاز اللايزر المستعمل لعلاج أمراض العيون لا يمكنه أن يعالج الأمراض النسائيّة وهكذا. النجاح الذي حققه اللايزر بالطب لم يقتصر فقط على تحسين الطرق العلاجيّة فقط، بل أمكن بواسطته علاج الآفات التي لا يمكن الوصول إليها بالطرق العلاجيّة المعروفة، ويحصى بفرنسا ما يزيد عن ألفي نوع من الأجهزة المستعملة بالمجالات الطبيّة، والاستطبابات الطبيّة للايزر وهي بازدياد مستمرّ. فعلى سبيل المثل يستعمل اللايزر بمجال الأمراض النسائيّة، لتدمير الآفات المهبليّة والفرجيّة وآفات عنق الرحم التي تميل للتحول لأورام سرطانية، وبفضل اللايزر يمكن تدمير الخلايا المريضة بدقة عاليّة دون إلحاق أي أذيّة بالخلايا المجاورة. كما يمكن استعمالها بالجراحة النسائيّة سواء أكانت عن الطريق المألوف أو عن طريق التنظير. حيث يحل شعاع اللايزر محلّ المشرط المعدني والمشرط الكهربائي معاً ويمتاز عنهما بأنه يقطع بدقة عاليّة ويرقأ النزف بنفس الوقت دون إلحاق أي أذيّة بالأنسجة المجاورة مما يسمح بالتئام الجرح بأقل قدر من العواقب، وهذا يعطي للعمل الجراحي الدقيق ـ مثل عملية فتح انسداد البوقين المسؤول عن حالة العقم ـ نتائج ممتازة. كما يمكن إدخال شعاع اللايزر عن طريق المنظار الجراحي ومعالجة بؤر بطانة الرحم الهاجرEndométriose واعتلالات المبيضين، بذلك لا نترك أي ندبة جراحيّة مع ما يرافقها من التصاقات لا غنى عنها بعد العمل الجراحي الكلاسيكي. من الاستعمالات التي أصبحت روتينّية للايزر هو أمراض العين، وعلى الأخص أمراض ونزوفات شبكيّة العين، يعود هذا للدقة الكبيرة التي توفرها هذه الأداة بمعالجة الآفات المجهريّة والتي لا يمكن للأدوات الأخرى أن تصل إليها، و تمتد مجالات العلاج الى علاج أضطرابات البصر المرتبطة بمدى تحدب القرنية. أذ أن أحداث شقوق سطحية بالقرنية يمكنه تغير مقدار تحدب القرنية و بالتالية تصحيح أضطرابات البصرو الأستغناء عن النظارات و العدسات. وكذلك الأمر بالنسبة لآفات الحنجرة والحبال الصوتيّة ذات التوضعات العميقة والتي يستحيل استئصالها بالطرق الأخرى دون أذيّة الأعضاء المجاورة. كما يوفر شعاع اللايزر للأخصائي بأمراض الجلد إمكانيّة علاج العديد من آفات الجلد بدقة عالية. و يلعب شعاع اللايزر دورا كبيرا بالجراحة التجميلية الجلدية. واقتَرح مؤخراً بعض جراحي القلب إحداث عدة ثقوب بعضلة القلب المصابة بالاحتشاء بغرض التحسين من ترويتها عند المرضى الذين شفي عندهم مرض احتشاء عضلة القلب بشكل جزئي. نقاط ضعف العلاج بالايزر: على الرغم من كل المحاسن المذكورة أعلاه، فلم يصبح اللايزر بعد تلك العصا السحريّة القادرة على شفاء جميع الأمراض، فشعاع اللايزر هو أداة وليس علاج، والأداة تحتاج ليد تستعملها، تَوَفُّر هذه الأداة لليد الماهرة قد تساعدها على جني الفوائد المرجوّة. وفيما عدا الحالات النادرة، مثل بعض أمراض العيون، التي لا يمكن بها الاستغناء عن شعاع اللايزر، فيمكن علاج أغلب الأمراض المذكورة أعلاه بالطرق المعهودة، مع نتائج قد تقارب ما يمكن الحصول عليه باللايزر. وأخيراً لا بد من القول إن العديد من مجالات استعمال اللايزر لم تزل قيد التجربة، وتحتاج لسنوات عديدة قبل أن تثبت هذه الأداة تفوقها على الأدوات الأخرى. وما زال أمام شعاع اللايزر طريق طويل قبل أن يأخذ مكانه المرموق بالمجالات الطبيّة. استعمال اللايزر يتطلب حذراً شديداً نظراً لإمكانية انعكاس هذا الشعاع إن اصطدم خطأً بسطح عاكس، مما قد يوجّهه للمكان غير الصحيح مع إمكانيّة أذيّة الأشخاص المحيطين أو إشعال الحريق إن أصاب مادة قابلة للاشتعال. هذا الخطر يحظّر استعماله إلا في غرف العمليات المجهزة خصيصاً لهذا الغرض، مما يزيد من تكاليف استعماله.
2006
الحقوق محفوظة طبيب الوب 2014 ©
http://tabib-web.eu - http://www.tabib-web.eu