المقدمة
أراء طبية حرة
شعر
قصة قصيرة، حكايات طبية
أقلام حرة
أسئلة متنوعة و متكررة
في رثاء الراحلين
حقوق الانسان بالاسلام
فن و موسيقا
منوعات
روائع نزار قباني
رياضة الغولف Golf
من التراث العربي
قصص من تراث اللاذقية
مخطط الموقع
باب حقوق الانسان بالاسلام - الصفحة (8) - كل ما لا علاقة له بالطب - منوعات
حرية الإنسان بحياته الخاصة
د . هدى برهان طحلاوي
من حقوق الإنسان في الإسلام حق الحرية في الإسلام قبل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بقرون حرية الإنسان بحياته الخاصة : 1ً . حرية الإنسان بالزواج : / مذكورة في المادة السادسة عشرة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان / قال تعالى يبين الحكمة من الزواج بالتعارف والتقوى : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " سورة الحجرات : 13 وترك رسول الله (r) الإنسان حراً في الزواج يتزوج كيف يشاء وأنى شاء ولكنه لم يشجعه على الرهبانية والعنوسة بل حثه على الزواج لما في ذلك من حسن تنظيم لحياة الإنسان وملاءمته للفطرة السليمة والعلاقة الصحيحة بين الرجل والمرأة . (( عن أنس(t) أن نفراً من أصحاب النبي (r) سألوا أزواج النبي (r) عن عمله في السر ، فقال بعضهم : لا أتزوج النساء ، وقال بعضهم : لا آكل اللحم ، وقال بعضهم : لا أنام على فراش . فحمد الله وأثنى عليه ، فقال : ( ما بال أقوام قالوا كذا و كذا ؟ لكني أصلي وأنام ، وأصوم وأفطر ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني )) (( عن عبد الله (t) قال : قال رسول الله(r) : يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فلينكح فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لا فليصم فإن الصوم لـه وجاء )) . ولكن الله نهى عن الزواج من المشركين والمشركات على حد سواء وحصر الزواج بين المؤمنين لحكمة منه فقال : " وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ " سورة البقرة : 221 وحدد نكاح الزناة من بعضهم البعض لما في ذلك من تحديد للآفات الصحية والأخلاقية وإبعاد أذاها عن المؤمنين بقوله: " الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ " سورة النور 3 كما حث رسول الله (r) على الزواج من ذات الدين إرشاداً منه وتعليماً . (( عن أبي هريرة (t) عن النبي (r) قال : تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها , فاظفر بذات الدين تربت يداك )) . وخص (r) من ذات الدين المرأة الصالحة . (( عن عبد الله بن عمرو (t) : أن رسول الله (r) قال : الدنيا متاع , وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة )) . وأمر رسول الله (r) الخاطبين بالنظر إلى المرأة لاختيارها اختياراً موفقاً سليماً قبل الزواج لما في ذلك من أثر نفسي ايجابي على كلا الخطيبين وحسن استمرار الزواج فيما بعد وشعور المرء بحرية الاختيار فيما يخصه . (( عـن أبي هريرة (t) قال : خطب رجلٌ امرأةً من الأنصـار فقال لـه رسـول الله (r):هل نظرت إليها قال لا فأمره أن ينظر إليها )) . وكذلك لا يكفي أن ينظر الخاطب لخطيبته ويعجب بها إذ لا بد من إعجاب الخاطبة بخطيبها أيضاً وأخذ موافقتها على هذا الزواج ولاختلاف الأيم عن البكر من حيث الخجل والخبرة في الحياة كان هناك اختلاف في كيفية التعبيرعن موافقة كل منهما بقبول هذا الزواج أم رفضه فكان من حكمة رسول الله (r) أن الأيم تستأمر والبكر تستأذن . (( عن أبي هريرة (t) أن النبي (r) قال : لا تنكح الأيم حتى تستأمر , ولا تنكح البكر حتى تستأذن . قالوا يا رسول الله , وكيف إذنها ؟ قال : أن تسكت )) . ونظراً لأهمية الزواج في المجتمع الإسلامي حث رسول الله (r) على إعانة المتزوجين واعتبرها حقُ على الله . (( عن أبي هريرة (t) أن رسول الله (r) قال : ثلاثة حقٌ على الله عز وجل عونهم المكاتب الذي يريد الأداء , والناكح الذي يريد العفاف والمجاهد في سبيل الله )) . كما كان (r) المثل الأعلى في جعل صداق المرأة _ مهرها _ ضمن الحدود المعقولة فلا غلاء للمهور ولا بخس فيها . (( عن أبي سلمة بن عبد الرحمن (t) أنه قال : سألت عائشة زوج النبي(r) : كم كان صداق رسول الله (r) قالت كان صداقه لأزواجه ثنتي عشر أوقية ونشاً , قالت أتدري ما النش ؟ قال : قلت : لا . قالت : نصف أوقية , فتلك خمسمائة درهم , فهذا صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم لأزواجه )) وحقناً للدمـاء و للصراعات التي يمكن أن تنشب بين شبان الأمة الإسلامية فقد آثر رسـول الله (r) أخوة الإيمان على حب امرأة مهما كانت صفاتها من جمال وحسب ومال فنهى عن التنافس على خطبة أخيه المؤمن حتى يترك لما في ذلك من أسباب توجب الكراهية والتباغض بين البشر فالحق أولاً للسابق في ذلك . (( عن عبد الرحمن بن شماسة : أنه سمع عقبة بن عامر على المنبر يقول إنّ رسول الله (r) قال : (( المؤمن أخو المؤمن ، فلا يحل للمؤمن أن يبتاع على بيع أخيه ، ولا يخطب على خطبة أبيه حتى يذر )). كما حث رسول الله(r) على الاحتفاظ بالأسرار الزوجية أدباً رفيعاً منه من آداب الزواج الهامة . (( عن أبي سعيد الخدري (t) قال : قال رسول الله (r) إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها )) . ووصـى الرجال كثيراً بحسن معاشرة النساء ومعاملتهن فقال(r) في خطبته في حجة الوداع: ((واستوصوا بالنساء خيراً فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئاً ، وإنكم إنما اتخذتموهم بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله فاعقلوا أيها الناس قولى ، فأنى قد بلغـت, وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتـم به فلن تضلوا أبداً أمراً بيناً ، كتاب الله وسنة نبيه)) . ووصى أيضاً كلا الطرفين بأداء الحقوق إلى بعضهما البعض في نفس الخطبة فقال : ((أما بعد أيها الناس ، فإن لكم على نسائكم حقاً ولهن عليكم حقاً لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينة ، فإن فعلن فإنّ الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضرباً غير مبرح ، فإن انتهين فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف )) . وحذر المرأة من الامتناع عن فراش زوجها لما في ذلك من ضرر لكليهما ولأسرتهما . ((عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي (r) قال : ( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح )) . حتى أثناء فترة الحيض واجتناب النساء في المحيض الذي أمر به الله تعـالى : " وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ " سورة البقرة :222 فإن رسول الله (r) كان يفسر للناس بتصرفاته وسلوكه مع زوجاته ماذا يعنيه هذا الاجتناب ويلخصه بعدم الجماع ، ولكنه كان يباشر زوجاته فوق الإزار كما ذكرت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في ذلك . (( عن عائشـة رضي الله عنها قالت : كانت إحدانا إذا كانت حائضاً فأراد رسـول الله (r) أن يباشرها أمرها أن تتزر في فور حيضتها ثم يباشرها )). وحذر رسول الله (r) من الزنى والخيانة الزوجية كثيراً لما فيهما من ضرر شديد للبشرية ولصلاح المجتمع فبايع رسول الله (r) المسلمين على عدم الزنى وذكرها مباشرة بعد عدم الشرك بالله والسرقة . (( عن عبادة بن الصامت(t) قال كنا عند النبي(r) في مجلـس فقال تبايعوني على أن لا تشـركوا بالله شـيئاً ولا تسـرقوا ولاتزنوا قرأ عليهم الآية فمن وفّى منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئاً فستره الله عز وجل فهو إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له )) وجعل رسول الله(r) الزنا من الكبائر وأحل دم زنى المحصن وبذلك واعتبر عقوبته كعقوبة القاتل العمد أو المرتد عن الإسلام المقاتل لهم لما لهذا العمل من ويلات بشرية قاتلة لهم . (( عن ابن عمر(t) أن عثمان قال سمعت رسول الله(r) يقول لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث رجل زنى بعد إحصانه فعليه الرجم أو قتل عمداً فعليه القود أو ارتد بعد إسلامه فعليه القتل )) . ولكن شدد كثيراً على التأكد التام من حدوث الخيانة الزوجية وعدم الظن بذلك وضرورة شهادة أربعة شهداء حتى يضبط هذه الأمور ويحكم التصرف فيها ويمنع معالجة الخطأ بخطأٍ أكبر منه فيقتل الزوج زوجه مثلاً إن شاهد الخيانة بعينه وهذا خطأ لأن عقوبة الزاني وضع حدها الله تعالى بنفسه . (( عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال سعد بن عبادة رضي الله عنه : يا رسول الله لو وجدت مع أهلي رجلاً لم أمسه حتى آتي بأربعة شهداء ؟ قال رسول الله (r) : نعم . قال : كلا والذي بعثك بالحق كنت لأعاجله بالسيف قبل ذلك . قال رسول الله (r) : اسمعوا إلى ما يقول سيدكم . إنه لغيور وأنا أغير منه والله أغير مني )) . 2ً. حرية الإنسان بالطلاق : /من المادة السادسة عشرة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان/ لقد كانت سنة رسول الله(r) مثالاً يحتذى به في السماح بالطلاق والحرية فيه لكلا الزوجين ولكن هذه الحرية قيدت بضوابط شرعية تمنع الظلم عن أحد الطرفين وهذه الضوابط فصل فيها القرآن الكريم وسنة رسول الله (r) وتفرد بها الدين الإسلامي عن باقي الأديان إلى يومنا هذا . فمثلاً يجب أن يتريث الزوج كثيراً وينتظر إذا كانت المرأة حائض فقد يتراجع عن قراره بالطـلاق أثناء فترة الانتظـار هذه ويندم على فعلته التي كانت متسـرعة وغير مدروســة (( عن نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما طلق امرأته وهي حائض فسـأل عمر النبي (r) فأمره أن يراجعها ثم يمهلها حتى تحيض حيضة أخرى ، ثم يمهلها حتى تطهر ، ثم يطلقها قبل أن يمسها فتلك المدة التي أمر الله عز وجل أن يطلق لها النساء قال فكان ابن عمر إذا سئل عن الرجل يطلق امرأته وهي حائض يقول : أما أنت طلقتها واحد أو اثنتين إن رسول الله (r) أمره أن يراجعها ثم يمهلها حتى تحيض حيضة أخرى ثم يمهلها حتى تطهر ثم يطلقها قبل أن يمسها وأما أنت طلقتها ثلاثاً فقد عصيت ربك فيما أمرك به من طلاق امرأتك ، وبانت منك )). و خير رسول الله(r) نساءه بالطلاق مانحاً إياهن الحرية الكاملة بذلك (( عن عائشة رضي الله عنها قالـت : (( خيرنا رسول الله (r) فاخترنا الله و رسوله فلم يعد ذلك علينا شيئاً )) . وكذلك لا يقع الطلاق إذا خير الزوج زوجته به عندما تطالبه بما لا يطيق من النفقة . (( ســألت عائشة رضي الله عنها عن الخيرة فقالت خيرنا النبي(r) أفكان طلاقاً )). وقولها أفكان طلاقاً هو استفهام إنكار . أما إذا أرادت الزوجة الطلاق فإن رسول الله (r) كان يطلقها بالحسنى ويمتعها ويرسلها إلى أهلها كما حدث مع ابنة الجون (( عن عائشة (t)أن ابنة الجون لما أدخلت على رسول الله (r) ودنا منها قالت أعوذ بالله منك فقال لها لقد عذت بعظيم الحقي بأهلك )) ويقال أن اسمها عمرة أو أسماء بنت الجون ونفس الحديث روي عن أبي أسيد ر ولكن رسول الله(r) قال له أخيراً : (( يا أبا أسيد اكسها رازقيتين وألحقها بأهلها )) والرازقية ثياب من كتان بيض طوال قاله أبو عبيدة , وقال ابن التين : متعها بذلك إما وجوباً وإما تفضلاً . وقال تعالى يؤكد على وجوب الهدية من الزوج لزوجته عند الطلاق في كل حالاته سواء فرضوا لهن فريضة أو لم يفرضوا : " لاَّ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاء مَا لَمْ تَمَسُّوهُنُّ أَوْ تَفْرِضُواْ لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدْرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ 236/2وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " سورة البقرة : 236-237 وهذا يدل على وجوب بقاء حسن العلاقات الإسلامية حتى بعد الطلاق وعدم معاداة المسلمين بعضهم بعضاً بسببه . ونهى الله تعالى أن يمسك الرجل زوجته ضراراً وتعدي منه على حقوقها في صريح الآية: " وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النَّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لَّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " سورة البقرة : 231 وكذلك عندما نهى الله عن تعدد مرات الطلاق أكثر من مرتين حفاظاً على استقرار الأسرة السليم وتعقل كلا الزوجين قبل اتخاذهما هذا القرار ووضع شرطاً للعودة عند الطلاق الثالث وهو أن تتزوج المرأة رجلاً غير زوجها فهي إما أن تستقر معه ويكون أفضل من زواجها السابق وإما أنها تندم وتعـرف قيمة زوجها الأول فتعود إليه وتطلب الطلاق من زوجها الثاني , ولكن الزواج الثاني يجب أن يكون زواجاً تاماً لا شكلياً حتى يكون قرارها سليماً فإما الاستمرار فيه وإما الندم والعودة وهذا ما كان على لسان رسول الله (r) مفسراً وموضحاً للآية 230 من سورة البقرة " الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ229 فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ " سورة البقرة :229-230 (( عن عائشة رضي الله عنها أن رفاعة القرظي طلق امرأته فبت طلاقها , فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير فجاءت النبي(r) فقالت : يا رسـول الله إنها كانت تحـت رفاعة , فطلقها آخر ثلاث تطليقـات , فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير , وإنه والله ما معه إلا مثل الهدبة . وأخذت بهدبة من جلبابها , قال : فتبسم رسول الله (r) ضاحكاً , فقال : لعلك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة ؟ لا , حتى يذوق عسيلتك , وتذوقي عسيلته )) وإذا أراد كلا الزوجين العودة للزواج بعد الطلاق فيجب تيسير ذلك لهما لأن الله يعلم أن هذا أزكى لهما وأطهر كما قال : " وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ " سورة البقرة / 232 وأوجب الله تعالى العدة بعد الطلاق حفاظاً منه على معرفة الآباء الأكيدة بالدرجة الأولى وعلى الاستقرار النفسي للزوجة بعد الطلاق بالدرجة الثانية وهي حرة بعد انتهاء العدة تختار لنفسها من تشاء وقال تعالى في ذلك : " وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلاَحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ " سورة البقرة : 228 هذه هي حرية الطلاق في الإسلام حتى أنه إذا حرّم الرجل امرأته يعتبرها لـه يمين يمكن تكفيرها بكفارتها المعروفة أسوةً حسنةً من رسول الله (r) (( عن ابن عباس (t) قال : إذا حرم الرجل عليه امرأته فهو يمين يكفرها , ولقد كان لكم في رسول الله (r) أسوة حسنة )) المصادر والمراجع : 1 . القرآن الكريم 2 . صحيح البخاري 3 . صحيح مسلم 4 . سنن النسائي 5 . السيرة النبوية لابن هشام 6 . فتح الباري بشرح صحيح البخاري د . هدى برهان طحلاوي
13/12/2007
الحقوق محفوظة طبيب الوب 2014 ©
http://tabib-web.eu - http://www.tabib-web.eu