المقدمة
أراء طبية حرة
شعر
قصة قصيرة، حكايات طبية
أقلام حرة
أسئلة متنوعة و متكررة
في رثاء الراحلين
حقوق الانسان بالاسلام
فن و موسيقا
منوعات
روائع نزار قباني
رياضة الغولف Golf
من التراث العربي
قصص من تراث اللاذقية
مخطط الموقع
باب حقوق الانسان بالاسلام - الصفحة (8) - كل ما لا علاقة له بالطب - منوعات
حق إدارة الشؤون العامة واختيار الحاكم في الإسلام
د . هدى برهان طحلاوي
حق إدارة الشؤون العامة واختيار الحاكم في الإسلام : / قبل قرون من المادة الحادية والعشرين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان /كان رسول الله () مثالاً للعدل والمساواة بين الناس في كل أمور الدنيا ومنها الإمامة وقيادة الجيوش واختيار الأمراء ، فلم يفرق بين صغير وكبير أو عبد وسيد إلا بقدر الكفاءة المطلوبة منهم لتولي المنصب المناسب لهم . فهاهو سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحاب النبي () في مسجد قباء فيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وغيرهم .(( عن ابن عمر أخبره قال : كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحـاب النبي () في مسـجد قباء , فيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد وعامر بن ربيعة )) . [1] وهاهو أسامة بن زيد () أميراً لبعثة رسول الله رغم صغر سنه ، ولكنه كان بنظر رسول الله () خليقاً للإمرة (( عن ابن عمر يقول : بعث رسول الله () بعثاً وأمّر عليهم أسامة بن زيد , فطعن في إمارته وقال : إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبله , وايم الله إن كان لخليقـاً للإمرة , وإن كان لمن أحب الناس إليّ , وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده )). [1] فحق إدارة الشؤون العامة مصون لكل الناس على شرط توفر الكفاءة المناسبة كما أسلفنا . أما لاختيار الحاكم فقد كانت المبايعة هي أساس الطاعة والاعتراف به كما بدأ بهذا () عند مبايعة الأنصار له وشهدوا على ذلك بهذا :((عن عبادة بن الصامت قال بايعنا رسول الله (r) على السمع والطاعة في اليسر والعسر والمنشط والمكره وأن لا ننازع الأمر أهله وأن نقوم بالحق حيث كنا لا نخاف لومه لائم)). [1و2] ولم يفرق بين هذه المبايعة بين أحد نساءً ورجالاً .وعلم الناس كيفية اختيار الحاكم باتباع أسس وسبل هامة أرشدهم إليها وحفظ فيها حق كل إنسان عاقل .فخص الرجال بالأمانة أولاً .(( عن زيد بن وهب : سمعت حذيفة يقول : حدّثنا رسول الله () : أن الأمانة نزلت من السماء في جذر قلوب الرجال , ونزل القرآن , فقرؤا القرآن وعلموا من السنة )) . [1] وعلمهم التشاور فيما بينهم في كل الأمور من هديه تعالى :" وأمرهم شورى بينهم " الشورى : 38 " وشاورهم في الأمر " آل عمران : 159 .فكان () يشاور أصحابه كثيراً حتى في أموره الخاصة فمثلاً شاورهم يوم أحد في المقام أو الخروج فرأوا له الخروج ، وشاور علياً وأسامة فيما رمى به أهل الإفك عائشة فسمع منهما حتى نزل القرآن الكريم ببراءتها .(( عن عائشة حين قال لها أهل الإفك قالت : ودعا رسول الله () علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد رضي الله عنهما حين استلبث الوحي يسألهما وهو يستشيرهما في فراق أهله )) . [1] وكرههم () الحرص على الإمارة حتى لا يقتتلوا ويتحاربوا عليها .(( عن أبي هريرة عن النبي() قال : إنكم ستحرصون على الإمارة وستكون ندامة يوم القيامة , فنعم المرضعة وبئست الفاطمة )) . [1] أو قد يكونوا ضعفاء فلا يستطيعوا القيام بحقها .(( عن أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله ألا تستعملني ؟ قال : فضرب بيده على منكبي ثم قال : يا أبا ذر إنك ضعيف , وإنها أمانة , وإنها يوم القيامة خزي وندامة , إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها )). [2] وإذا طلب من شخص الإمارة فعليه أن يتولاها لأن الله يعينه عليها .(( عن عبد الرحمن بن سـمرة قال : قـال لي النبي () : يا عبد الرحمن , لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها , وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها )) [1و2و3] وإذا تمت مبايعة خليفة فلا يجوز مبايعة خليفة آخر غيره ، والوفاء بالبيعة يكون للأول وهذا حكمة منه وحقناً للدماء والصراعات على الحكم . (( عن أبي هريرة قال : قال رسول الله () إن بني إسرائيل كانت تسوسهم أنبياؤهم كلما ذهب نبي خلفه نبي وأنه ليس كائن بعدي نبي فيكم قالوا فما يكون يا رسول الله قال تكون خلفاء فيكثروا قالوا فكيف نصنع قال أوفوا ببيعة الأول فالأول أدوا الذي عليكم فسيسألهم الله عز وجل عن الذي عليهم )) . [ 4و5و1و2 ] وأوفوا ببيعـة الأول فالأول أي يجـب الوفاء ببيعة من كان أولاً في كل زمان وبيعة الثاني باطلة . حتى أنه أمر بقتل الآخر إذا بويع لخليفتين لكي لا يتفرق الناس ويضيعوا بين الاثنين .(( عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله () : إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما)) . [2و3] وحذر من مبايعة الإمام لأمور الدنيا تحذيراً شديداً .(( عن أبي هريرة قال : قال رسول الله () : ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : رجل على فضل ماء بالطريق يمنع منه ابن السبيل , ورجل بايع إماماً لا يبايعه إلا لدنياه , إن أعطاه ما يريد وفّى له , وإلا لم يف له , ورجل بايع رجلاً بسلعة بعد العصر , فحلف بالله لقد أعطي بها كذا وكذا فصدقه فأخذها ولم يعط بها )) . [1و2] وبين () مسؤولية الأمير والرعية كل على حدة ليعرف كل منهما حقوقه وواجباته .(( عن ابن عمر عن النبي() أنه قال : ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته , فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته , والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم , والمرأة راعية على بيت بعلها وولده , وهي مسؤولة عنهم , والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول عنه , ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته )) . [1و2] وشجع الحاكم على الاجتهاد في حكمه وله أجر إذا أخطأ في حكمه وأجران إذا أصاب .(( عن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله () يقول : إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران , وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر )) . [1و2] كما على الحاكم الاستماع للحق من الرعية ولو على نفسه .(( عن أبي هريرة قال : أتى النبي () رجل يتقاضاه فأغلظ له , فهمّ به أصحابه فقال : دعوه فإن لصاحب الحق مقالاً )) . [1] أما الرعية فعليها بعد مبايعة الإمام السمع والطاعة حتى يتحقق الأمن والنظام ويتماسك المجتمع وتقوى شكيمته طالما أن الإمام لم يأمر بمعصية .(( عن عبد الله عن النبي () قال : السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية , فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة )) . [1و2] وهذا من كثر حرصه () على الجماعة وأهميتها في قوة الأمة الإسلامية وتقدمها .(( عن ابن عباس قال : قال النبي () : من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر , فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبراً فيموت إلا مات ميتة جاهلية )) . [1و2] وشدد () كثيراً على السمع والطاعة في أحاديث كثيرة حتى ولو كان الإمام عبداً حبشياً أو كان مانع الناس حقوقهم وحمل كلاً منهم مسؤوليته أمام الله رب العالمين .(( عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله () : اسمعوا وأطيعوا , وإن استعمل عليكم عبدُ حبشي كأن رأسه زبيبةُ )) . [1] (( عن وائل الحضرمي قال : سأل سلمة بن زيد الجعفي رسول الله () فقال : يا نبي الله , أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا , فما تأمرنا ؟ فأعرض عنه, ثم سأله فأعرض عنه , ثم سأله في الثانية أو في الثالثة , فجذبه الأشعث بن قيس وقال : اسـمعوا وأطيعـوا , فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم . وفي رواية قال : فجذبه الأشعث بن قيس , فقال رسول الله () : اسمعوا وأطيعوا , فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم )) [1] (( عن عوف بن مالك عن رسول الله () قال : خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم , ويصلون عليكم وتصلون عليهم . وشرار أئمتكم الذين تبغضونهمويبغضونكم , وتلعنونهم ويلعنونكم . قيل : يا رسول الله , أفلا ننابذهم بالسيوف ؟ فقال : لا ما أقاموا فيكم الصلاة , وإذا رأيتم من ولاتكم شيئاً تكرهونه فاكرهوا عمله , ولا تنزعوا يداً من طاعة )) . [2] وهكذا يأخذ كل ذي حق حقه فلا ظلم من الإمام ولا تمرد ومعصيه من الرعية ويا ليت العالم كله يأخذ من ديننا العظيم ورسوله الكريم هذه الأسس والمبادئ من الحقوق والواجبات ليستتب الأمن وتتوقف الصراعات المميتة على السلطة والحكم أساس كل الحروب في عصرنا الحديث هذا . المصادر بالإضافة للقرآن الكريم :[1] صحيح البخاري[2] صحيح مسلم[3] سنن النسائي[4] سنن ابن ماجه[5] مسند أحمد د . هدى برهان طحلاوي _________________________ فهرس مواضيع الدكتورة هدى برهان طحلاوي
الحقوق محفوظة طبيب الوب 2014 ©
http://tabib-web.eu - http://www.tabib-web.eu