المقدمة
أراء طبية حرة
شعر
قصة قصيرة، حكايات طبية
أقلام حرة
أسئلة متنوعة و متكررة
في رثاء الراحلين
حقوق الانسان بالاسلام
فن و موسيقا
منوعات
روائع نزار قباني
رياضة الغولف Golf
من التراث العربي
قصص من تراث اللاذقية
مخطط الموقع
باب في رثاء الراحلين - الصفحة (8) - كل ما لا علاقة له بالطب - منوعات
في رثاء(أبو كرم) زكريا مبروك
د. عمر فوزي نجاري
في رثاء(أبو كرم) إذا كانت محبة الناس الجماعية تنبئ عن محبة الله, فإنّ محبة معارفه له فاقت الوصف لما اتصف به من قدرة فائقة على اجتذاب محبة الآخرين له ولقدرته على تكوين العلاقات الاجتماعية عامة وعلاقات العمل خاصة ولقدرته المتميزة في تعامله مع الآخرين مهما تبدلت الظروف وتغيرت. كان سمحاً إلى حد كبير في كل ما يواجهه في حياته اليومية, سواءٌ أكان ذلك في تعامله مع الآخرين أو مع المقربين إذ غلبت عليه روح المسامحة والطيبة, روح المودة والمحبة. كان معتزاً بشخصيته, ذا ثقة كبيرة في نفسه لما امتاز به من سرعة في اكتساب المعلومات وسرعة في استيعابها, مما أهّله ليأخذ دوره في نهضة المدينة العمرانية من خلال مساهماته في مشاريعها الإنشائية العمرانية الضخمة كإشادة الطرق والجسور والأنفاق, تلك النهضة العمرانية التي شهدتها المدينة أواخر القرن العشرين ومطلع القرن الواحد والعشرين الميلادي, وقد شَهِدَ له بذلك القاصي والداني ممن عاصره من مهندسين ومتعهدين وبنائين. ولإيمانه بأن العلم ركيزة كل نهضة وحضارة, فقد حض ابناءه على تحصيل العلم وتعلمه حفظاً في الصدور و وقراً في القلب. وإلى جانب إيمانه بأهمية العلم, كان لديه اعتقاد ديني راسخ بأنّ الإنسان يحتاج للتصدق كي تستمر حياته على نحو سليم, فقد كان كثير التصدق على الفقراء والأرامل والأيتام والمساكين, وكانت أكثر صدقاته الطعام والخبز ومساعدة المرضى والمحتاجين سواء بمساهماته في تكاليف إجراءاتهم الطبية اللازمة لهم أو بثمن الأدوية التي يتطلبها علاجهم. وعلى الرغم من إصابته القلبية(احتشاء عضلة قلبية متكرر), إلاّ أنّه كان مهملاً لصحته الجسدية بشكل لا مبالٍ, رغم نصائح أطبائه المتكررة له بالركون للراحة والاستقرار, إلاّ أنّه عاش حياته حافلة بالجد والعمل والعطاء. كانت الأزمة القلبية التي أصابته صبيحة يوم الثلاثاء الخامس عشر من ايار لعام 2018م, بداية نهاية معاناته مع المرض, وبداية نهاية مسيرة حياة ملؤها وجعٌ على أوجاع. إنّه زكريا عبد الله مبروك, الملقب (أبو كرم) المعروف بكرمه وجوده, بصدقه وأمانته, بشهامته ومروءته, فحق له أن يكون من رجالات مدينة اللاذقية ومن أعلامها البارزين. شهرته وحضوره المميزان كانتا من خلال التزامه بمبادئه التي تربّى عليها وحافظ عليها حتى أخريات أيامه, فقد عاش حياته خادماً لمبادئه متمسكاً بها ودفع لقاء ذلك سنوات طويلة من عمره, إلى أن توفاه الله مع أذان فجر صبيحة الأربعاء الرابع عشر من شهر رمضان لعام 1439هـ المصادف لثلاثين خلت من شهر أيار من عام 2018م, وبوفاته سقط كاهل ينوء بتل من الهموم!. رحمك الله يا أبا كرم وغفر لك وأحسن نزلك وطيب ثراك. _________________________ فهرس مواضيع الدكتور عمر فوزي نجاري
الحقوق محفوظة طبيب الوب 2014 ©
http://tabib-web.eu - http://www.tabib-web.eu