المقدمة
أراء طبية حرة
شعر
قصة قصيرة، حكايات طبية
أقلام حرة
أسئلة متنوعة و متكررة
في رثاء الراحلين
حقوق الانسان بالاسلام
فن و موسيقا
منوعات
روائع نزار قباني
رياضة الغولف Golf
من التراث العربي
قصص من تراث اللاذقية
مخطط الموقع
باب في رثاء الراحلين - الصفحة (8) - كل ما لا علاقة له بالطب - منوعات
في رثاء الحاج صلاح الدين خشكار
د. عمر فوزي نجاري
في رثاء الحاج صلاح الدين خشكار حياتك في هذه الدنيا الفانية، كانت عطاءً بعطاءٍ، تضحياتٍ تلو تضحيات، فأنت من علمَّ الآخرين تكريس الحياة لخدمة الآخرين والصالح العام، بدءاً من تنشئتك لبناتك اللطيمات اللواتي فقدن أمهنَّ و لا زلن في سن الطفولة الباكرة، وقد آليت على نفسك أن تجعل منها الأب والأم معاً فعوضتهن عن فقدانهن لأمهن، مكرساً حياتك وجهدك وعاطفتك ومحبتك وكل ما تملكه في سبيلهن ولأجل تربيتهن التربية الصالحة، وكان لك ما أردت، فكُنّ مثالاً يُقتدى بهنّ للفتاة المسلمة، وكُنتَ المثال الحيَّ النادر للأب الذي ضحّى في سبيل بناته. إيمانُكَ العميق بأنّ بناء المجتمع الصالح لا يتم إلاّ من خلال بناء النشء الجديد وتوجيهه الوجهة السليمة، جعلك صبوراً على تحفيظ صغار الأطفال سوراً من القرآن الكريم، وذلك من خلال عملك التطوعي في جامع صوفان، إذ يٌعرف عنك مدى تفرغك واهتمامك في تحفيظ ابناء المسلمين كتاب الله، وسعيك الحثيث وعنايتك الفائقة للعمل بسنة رسوله الكريم، فتخرجَ على يديك في جامع صوفان العديد العديد من حفظة كتاب الله ومن الفتيان ممن تبوأ مراكز مرموقة في المجتمع، ممن اصبحَ يُشارُ إليه بالبنان لحُسن أخلاقهم وتربيتهم... أَلستَ أنت من كُنتَ تُطالبُ طُلابك بالعمل على بناء العقلية السويّة المحلاّة بالأخلاق الفاضلة، سعياً للمساهمة في بناء مجتمع العمل المنتج في ظل الأخلاق الحميدة. ومن خلال عملك التطوعي في جمعية البر والخدمات الاجتماعية في اللاذقية، أَشهدُ لكَ، سعيكَ الدائمِ على الأرامل والأيتام، إذ لطالما أعطيتَ من نفسك و جُهدِكَ الشيء الكثير، فكانت بصماتك في هذا المجال واضحة و جليّه، فقد كُنتَ-رحمك الله- على الدوام، محباً للخير، ساعياً لمساعدة المساكين والمستورين والأرامل والأيتام، ولطالما عُرِفَ عنك حُبّكَ للفقيرِ، وسعيكَ لأجله، فكُنتَ صديقَ الفقراءِ في هذه المدينة وكُنتَ مقصدهم... كُنتَ مثالاً للعاقل المتعقل، اتسع قلبك لكل من عَرَفْته أو تَعَرّفتَ عليه، ذا صدرٍ متسع وفكر نير منفتح، أجدتَ الإصغاءَ ولم تَبُحْ بسرّكَ إلاّ لمن وَثَقتَ به وبمقدرته وكفاءته و حُسْنِ تدبيرهِ. كانت كلماتك الحية النابضة، تخرجُ من قلبكَ الصادقِ لتلامسَ شغافَ قلوبنا، ذلك أنّك كُنتَ ممن يَعِظُ الآخرين بفعله لا بقوله فحسب، عُرِفَ عَنْكَ تَمسكك الشديد بكتاب الله وسنة رسوله، وكان دَيدَنك على الدوام ذِكرُ اللهِ بقلبك قبل لسانك- ذلك أنّ كل إناء بما فيه ينضح-. كُنتَ سريعَ البديهةِ، خفيف الظلِّ، مُحباً للمرح والنكتة، ذا ثقافة عالية لا سيما منها ما يتعلق بتاريخ العائلات السورية وأصولها وجذورها. عندما غُيّبْتُ عنك وعن الأحباب تغييباً قسرياً، حدث لك ما كُنتُ أخشاه عليكَ، نظراً لمحبتك الزائدة وإخلاصك الصادق لي، فالألم الذي اعتصر قلبك بلغَ منك ما بلغ، إلى أن اصطفاك اللهُ من بين من اصطفى يوم الثاني والعشرين من شهر آذار لعام2016م. بوفاتك يا حاج صلاح خَسِرتِ الأمة شيخاً عالماً ورجلاً صالحاً عزّ مثيله، في وقت نحن بأمسّ الحاجة فيهِ لأمثالكَ!.... رحمك الله يا أبا جمال، رحمكَ الله يا حاج صلاح، و ما أحوجنا اليومَ، في ميادين العمل إلى أمثالك، وما أحوجنا اليومَ في ساحات الوطنِ إلى أمثالك. رحمك الله، وطيّبَ ثراك. _________________________ فهرس مواضيع الدكتور عمر فوزي نجاري
الحقوق محفوظة طبيب الوب 2014 ©
http://tabib-web.eu - http://www.tabib-web.eu