المقدمة
أراء طبية حرة
شعر
قصة قصيرة، حكايات طبية
أقلام حرة
أسئلة متنوعة و متكررة
في رثاء الراحلين
حقوق الانسان بالاسلام
فن و موسيقا
منوعات
روائع نزار قباني
رياضة الغولف Golf
من التراث العربي
قصص من تراث اللاذقية
مخطط الموقع
باب أقلام حرة - الصفحة (8) - كل ما لا علاقة له بالطب - منوعات
متى يصحو النائمون
الدكتور عمر فوزي نجاري
متى يصحو النائمون إنّ الوصول إلى إجماع الأمة يعد من المستحيلات, ذلك أنّ المواءمة بين الطرق المختلفة أو المتناحرة, وقد تعددت الطرق واختلفت السبل, أمر غير يسير التحقيق, وإن كانت الغاية واحدة والهدف واحد, فالنيات الحسنة لوحدها غير كافية, إذ لا بد أولاً من إلغاء ثقافة الانغلاق وادّعاء احتكار الحقيقة, وضرورة التواصل البنّاء مع الآخر, واحترام خصوصية تفكير المتلقي من خلال السعي الحثيث لخلق بيئة معتدلة ومناخ صحي للحوار والتعايش, وبالتالي الارتقاء إلى حوار مفتوح مبني على آفاق واسعة, لا أن يهرف كل بما لا يعرف, فاطلاق الاتهامات سهل وإطلاق الأحكام أسهل, وعلى الجميع أن يتحمل تبعات موقفه اللاسوي المدجج بالعناد والجهل واللامبالاة. ما أحوجنا اليوم إلى حكمة داهية العرب( عمرو بن العاص) القائل: ليس العاقل الذي يعرف الخير من الشر, ولكنه الذي يعرف أفضل الشرين, وليس الواصل الذي يصل من وصله, ولكنه الذي يصل من قطعه!. لقد استدعت حكمة( عمرو بن العاص) إلى ذاكرتي بيت شعر شهير لأبي الطيب المتنبي يقول فيه: وهبني قلت: هذا الصبح ليل === أيعمى العالمون عن الضياء؟!. ففي ظل الظروف التي تفرضها المتغيرات والتحديات من حولنا, الحذر واجب من أدعياء تطبيق الديمقراطية ممن لا يعرف معنى الديمقراطية, من الكذابين الذين هم كالسراب يقربون البعيد ويبعدون القريب, هم الحمقى الذين يضرون عندما يسعون للنفع, ومن يحيد عن جادة الصدق ويعتمد مجرد النقل دون اللجوء لسبر ما ينقل إليه بمعيار الحكمة وتحكيم النظر والبصيرة, مآله الضلال عن جادة الحق والتوهان في بيداء الوهم. إنّ الانقسام العدائي الذي نعيشه اليوم هو الاستثناء, فحضارتنا العربية الاسلامية انتهجت سياسة التسامح تجاه الآخرين وحضاراتهم وعقائدهم, حضارة عرفت معنى العولمة كما لم تعرفه حضارة أخرى من قبل, لأنّها لم تفرق بين البشر في الجنس واللون والدين, وهي التي جعلت الحوار بين الحضارات يتسم بالهدوء والعقلانية والموضوعية واحترام الآخر, مما ساهم في تلاقح الحضارات وتبادل العلوم والآداب التي شكلت في النهاية رصيداً ثراً للحضارة الانسانية. إنّ دور الدولة الحديثة قد تغير الآن ولم تعد وحدها صاحبة القرار, بل بات لها شركاء في صياغة القرارات من القطاعين الخاص وهيئات المجتمع المدني, وبات التغيير ضرورة حتمية بعد أن شاخت المؤسسات وتصلبت شرايينها, ولم تعد الثقافة السياسية القائمة على المداهنة والنفاق بقادرة على البقاء تحت الشمس!. البحارة يعرفون جيداً متى تهب الريح ومتى تبسط الأشرعة أو تطوى, ويدركون تماماً أنّ السفينة المعطوبة لا يمكن أن تقاوم نذر العاصفة. فهل من نفير يصحو بعده النائمون ؟!. _________________________ فهرس مواضيع الدكتور عمر فوزي نجاري
الحقوق محفوظة طبيب الوب 2014 ©
http://tabib-web.eu - http://www.tabib-web.eu