المقدمة
أراء طبية حرة
شعر
قصة قصيرة، حكايات طبية
أقلام حرة
أسئلة متنوعة و متكررة
في رثاء الراحلين
حقوق الانسان بالاسلام
فن و موسيقا
منوعات
روائع نزار قباني
رياضة الغولف Golf
من التراث العربي
قصص من تراث اللاذقية
مخطط الموقع
باب أقلام حرة - الصفحة (8) - كل ما لا علاقة له بالطب - منوعات
اصنع لنفسك ذكرها
الدكتور عمر فوزي نجاري
اصنع لنفسك ذكرها اللئيم شخصية عرفتها الأمم عبر تاريخها الإنساني الطويل, شخصية تسعى للأذى والضرر سعياً حثيثاً, لا لشيء سوى لإشباع رغباتها النفسية المنحطة الكامنة في أعماقها, شخصية تتصف بالظلم والقهر, وهو ظلم غالباً ما يرتد في النهاية على صاحبه ليصاحبه إلى دار الفناء والزوال, مثله كمثل جيف الفلا في قول الشاعر: البحر تعلو فوقه جيف الفلا = = = = والدّر مدفون بأسفل رمله هو من السلالات الحقيرة التي تطفو في ظل الانحطاط الأخلاقي, وتنتظر الفرص السانحة للتسلق والتملق, وقد حذرنا منهم أمير المؤمنين(علي بن أبي طالب) بقوله: (احذروا اللئيم إذا شبع). هو برميل فارغ يحدث أعلى الصخب لا دين يردعه ولا ضمير يحجزه, يعيش حياته خادماً لجسده وغرائزه ,اسيراً لشهواته وعبداً لأسياده, يعترض على الحق بالباطل ويرد على العلم بالجهل, وقد لف الضباب طريقه وحجب عنه كل شيء. في عصر الانحطاط الأخلاقي تطورت هذه الشخصية وتكاثرت كما تتكاثر الفئران, في طفولتها يبدو عليها الضعف والمسكنة, وبعضها بفروه الأبيض يبدو جميل المظهر, إلاّ أنّه أسود السريرة, وإذا كانت الفئران واسطة مهمة لنقل مرض الطاعون لبني البشر, فإنّ اللئيم واسطة مهمة لنقل ظاهرة الطاعون الاجتماعي إلى المجتمعات البشرية بغية تفكيكها وخرابها. شخصية تجمع المتناقضات, ظاهرها شيء وباطنها رجس من عمل الشيطان, شخصية آلت على نفسها ألاّ تصنع معروفاً, شخصية نبذها المجتمع فعاشت على هامشه واقتاتت بالفضلات.. وبقيت تتحين الفرص؟!. سرعان ما يفتضح أمرها لأنّها بمنزلة الأرض السبخة لا تصلح لزراعة المعروف, وكل جهد يبذل لإصلاحها هو جهد ضائع, مثلها كمثل من يسعى ليقبض على الريح. وقد اتفق علماء النفس والاجتماع على أنّ مثل هذه الشخصية لا تطفو على السطح إلاّ في ظل التدهور الاجتماعي والانهيار الأخلاقي, مثلها كمثل الضفادع لا تنق إلاّ في المستنقعات حيث المياه الآسنة والرائحة النتنة. لمثل هذه الشخصية أقول: إنّ الإنسان تصنعه ذكراه كما قال الشاعر: فاصنع لنفسك قبل موتك ذكرها = = = فالذكر للإنسان عمر ثاني وإذا كان رحيلنا عن هذه الدنيا التي ألفناها قدر لا محيد عنه وأجل لا ريب فيه, فإنّ ربنا هو حسبنا وهو أعلم بمن هو أهدى سبيلا, وليعلم الجميع أنّ المستقبل يندفع نحونا بسرعة متزايدة, والتغييرات العظيمة تنتظرنا جميعاً, ونحن منها قاب قوسين أو أدنى.
الحقوق محفوظة طبيب الوب 2014 ©
http://tabib-web.eu - http://www.tabib-web.eu