المقدمة
أراء طبية حرة
شعر
قصة قصيرة، حكايات طبية
أقلام حرة
أسئلة متنوعة و متكررة
في رثاء الراحلين
حقوق الانسان بالاسلام
فن و موسيقا
روائع نزار قباني
رياضة الغولف Golf
من التراث العربي
قصص من تراث اللاذقية
مخطط الموقع
باب أقلام حرة - الصفحة (8) - كل ما لا علاقة له بالطب - منوعات
قطع أنفه ليغيظ وجهه
الدكتور عمر فوزي نجاري
قطع أنفه ليغيظ وجهه يعيش جيلنا اليوم في ظل متغيرات لا يمكن رؤية ملامحها إلاّ بصورة ضبابية, فالعالم الذي نعيشه اليوم, عالم منفلت لا ضوابط له, إذ ثمة متغيرات داخلية وخارجية لا زالت مشوشة ومعالمها غير واضحة. لقد سقطنا في قبضة قوى لا قبل لنا بالسيطرة عليها, ما دمنا لا نزال مرتهنين لطرائق التفكير الخاطئة في إيجاد الحلول للمشاكل التي تواجهنا, فالطبيب الذي يستعمل السماعة الطبية لفحص قعر عين مريضه هو طبيب لا يدرك استطباب الجهاز الذي بين يديه, فيسيء استخدامه, كما أنّه يخشى عندما يكون في حقيبته الاسعافية جهاز لقياس ضغط الدم أن تبدو له كل مشكلة طبية وكأنّها ارتفاع أو انخفاض في ضغط الدم. إنّ لكل مشكلة طبية تواجه الطبيب, أدواتها وأجهزتها الخاصة التي تساعده في الوصول إلى التشخيص الأمثل للحالة المرضية, كما أنّ لكل مشكلة طبية علاجات خاصة بها تختلف عن غيرها!. وكما لا يمكن للنجار أن يستعمل منجلاً ليصنع بواسطته باباً, فكذلك لا يمكن للمزارع أن يفلح أرضه باستخدام الدبابة, إنّ من يلجأ لمثل هذه الأساليب لإنجاز مهامه سيكون الفشل مصيره حتماً!. فالسماعة الطبية لم تخترع لإجراء فحص قعر العين وإنّما لأجل سماع أصوات الصدر ونبضات القلب, وأمّا لإجراء فحص قعر العين, فلا بد من اللجوء إلى جهاز خاص بذلك, كما أنّ المنجل لم يخترع ليستخدمه النجار في صنع الأبواب وإنّما له استخداماته الزراعية المعروفة, وكذلك الدّبابة فهي لم تخترع لفلاحة الأرض وإنّما للدفاع عنها وتحريرها من المغتصبين!. وبما أننا اليوم في عصر الحاسوب والمعلوماتية فإنّ أسرع وسيلة لنقل الخبر والمعلومة تتم عبر الشبكة العنكبوتية, ومن يلجأ للحمام الزاجل فهو خارج العصر!. وفي الماضي القريب عندما كانت الكتاتيب الطريقة الوحيدة لتعليم النشء كانت العصا الأداة التي يدير بها المربي صفّه, أمّا اليوم فنحن أمام جيل سبق عصره إذ أصبح استخدام العصا لتعليم النشء من الماضي البعيد!. إنّ الوصول إلى أعماق مشكلة ما, يتطلب حذقاً ومهارة لا يتقنها إلاّ قلة قليلة من البشر, فهي فن بحد ذاته يتقنه من هو قادر على الاستفادة بشكل أفضل من أخطاء الآخرين ومن المعلومات المتوفرة بين يديه, وبالتالي تقديم الحلول المناسبة لها!. إنّ ما لم يتحقق في ظرف ما, في مكان ما, سيتحقق في ظرف آخر ومكان آخر, ذلك أنّ أي مشكلة يتم حلها بطريقة خاطئة ستؤدي إلى تفاقم الأمور وزيادة المشكلة تعقيداً, وسينجم عنها أضرار أكبر مما هو عليه الحال, وهو ما ينطبق عليه المثل الإنجليزي القائل: ( قطع أنفه ليغيظ وجهه) برأيكم من المتضرر؟! _________________________ فهرس مواضيع الدكتور عمر فوزي نجاري
الحقوق محفوظة طبيب الوب 2014 ©
http://tabib-web.eu - http://www.tabib-web.eu