المقدمة
أراء طبية حرة
شعر
قصة قصيرة، حكايات طبية
أقلام حرة
أسئلة متنوعة و متكررة
في رثاء الراحلين
حقوق الانسان بالاسلام
فن و موسيقا
منوعات
روائع نزار قباني
رياضة الغولف Golf
من التراث العربي
قصص من تراث اللاذقية
مخطط الموقع
باب قصة قصيرة، حكايات طبية - الصفحة (8) - كل ما لا علاقة له بالطب - منوعات
دعيّ في الطب
د. عمر فوزي نجاري
حكـايـة طبـيـة بقلم الدكتور عمر فوزي نجاري دعيّ في الطب إنّ الحديث عن (ممدوح) واسع متشعب، فهو شخصية مثيرة للجدل، ولكن يكفي القلادة ما أحاط بالعنق، هو شخص غريب الأطوار، قادر على التلبس بأشكال مختلفة، ذو موهبة في فن الخداع وانتحال الصفات. فإذا أضفنا إلى ما سبق أننا نعيش في زمن اختلطت فيه الرؤى وعزّ فيه الرشاد أدركنا مدى صعوبة تمييز أمثال هؤلاء البشر –إن كانوا حقاً من بني البشر-. فالإنسان ليس مجرد مجموعة مورثات خاصة به ولدت معه وميزته عن غيره، بل هو هذا مضافاً إليه تجاربه ومشاعره ومعارفه والبيئة المحيطة به التقيته صدفة في عيادة أحد الأطباء، وكان وقتها يدير محلاً تجارياً لبيع وتصليح المحركات الكهربائية الخاصة بالبرادات والغسالات… ورغم أن لا علاقة له البتة بمثل هذه المهن إلاّ أنّه يوحي لمحدثه وزبونه بأن ما من محرك كهربائي في هذه المدينة إلاّ وتتلمذ على يديه أو تخرج في مصنعه… كانت علامات الرضى مرتسمة على وجهة وهو يحدثني عن عمله السابق كطبيب افتتح عيادة خاصة في أحد أحياء مدينة حلب الشهباء، وأنّه أجاد تمثيل دوره تماماً من خلال حفظه لاستطبابات بعض أنواع الأدوية الشائعة الاستعمال كأدوية الالتهاب والحرارة والسعال وآلام البطن… وأثناء محادثته لي كنت أتأمله يميناً وشمالاً ومن كل الاتجاهات، ذلك أنّه كان يتحرك صعوداً وهبوطاً وذات اليمين وذات الشمال بما يتناسب وحدة صوته وطبيعة حديثه.. وكنت أتوقع أن يكون سؤالي له مفاجأة يتجمد بها كيانه فيتوقف عن الارتجاج والميلان عندما قلت له سائلاً على غير ما قد يتوقعه: وكيف كنت تتعامل مع الحالات الاسعافية؟!. وبقهقهة عالية ملأت شدقيه، حدّجني بنظراته الثاقبة قبل أن تنطق شفتيه بما لا يمكن لأحد أن يتوقعه من دعيّ كهذا: إليك ما حدث معي ذات يوم… استدعيت لحالة اسعافية طارئة.. وكانت لعروس تقضي فترة شهر العسل مع زوجها في فندق مجاور لعيادتي. فقد أصيبت تلك العروس بآلام بطنية شديدة وكان الوقت صباحاً باكراً، فما كان من العريس إلاّ أن استنجد بعاملي الفندق كي يأتوه بطبيب على وجه السرعة، ولما كنت أقيم في نفس العيادة التي افتتحتها وكانت على مقربة من ذلك الفندق فقد وجد فيّ عاملوا الفندق ضالتهم… حملت الحقيبة الطبية وأخذت وضعية الطبيب المهتم بتقاطيع وجه متجهمة وجبين مجعلك من كثرة التقطيب.. وضعت يدي على بطنها موهما الزوجين بدقتي في التشخيص ثم سرعان ما فتحت الحقيبة وتناولت منها حقنة مخصصة لألام البطن.. وكنت قد تعلمت طريقة إعطاء الحقن العضلية من ممرض الحي، وكانت المرة الأولى التي أعطي فيها حقنة عضلية لبني آدم، وكانت هي المرة الأخيرة أيضا، ذلك أنني قبضت أجري ورحلت…. وفي اليوم التالي أغلقت العيادة وعدت إلى بلدتي، وتقلبت في مهن مختلفة إلى أن استقر بي المقام في مهنة إصلاح المحركات الكهربائية كما ترى!! . ضحك الحضور وضحك هو معهم!!.. وانطبق عليهم قول آبى العلاء المعري : ضحكنا وكان الضحك منا سفاهة ...... وحق لسكان البرية أن يبكوا _________________________ فهرس مواضيع الدكتور عمر فوزي نجاري
الحقوق محفوظة طبيب الوب 2014 ©
http://tabib-web.eu - http://www.tabib-web.eu