المقدمة
أراء طبية حرة
شعر
قصة قصيرة، حكايات طبية
أقلام حرة
أسئلة متنوعة و متكررة
في رثاء الراحلين
حقوق الانسان بالاسلام
فن و موسيقا
روائع نزار قباني
رياضة الغولف Golf
من التراث العربي
قصص من تراث اللاذقية
مخطط الموقع
باب قصة قصيرة، حكايات طبية - الصفحة (8) - كل ما لا علاقة له بالطب - منوعات
المحقق (كولومبو)
د. عمر فوزي نجاري
المحقق (كولومبو) بقلم د عمر فوزي نجاري كم من صديق ظلم صديقه, ومن جار ظلم جاره, ومن قريب ظلم قريبه, ومن رئيس ظلم مرؤوسيه, وللظلم اشكال متعددة, منها ظلم القول كالافتراء, ومنها ظلم الفعل كالتسبب في الإيذاء, وقد يكون الظلم تقصيرٌ في أداء الواجب, أو أكل حقوق الآخرين!....الخ. وحكايتي اليوم عن ظلم المحقق الموكول إليه أمانة الوصول إلى الحقيقة وإظهارها للآخرين كي يحق الحق ويُقام العدل, وكم يظلم المحقق وطنه حين يلتف ويدير ظهره لصوت الحق والحقيقة ولما عاهد الله و وطنه على حُسن أدائه!. فحين يحابي المحقق معارفه واصدقاءه واضعاً مصلحتهم فوق كل شيء ومبرراً ذلك بأمور هو يعلم يقيناً بطلانها !.. هو ظالم خان وطنه وأمته وبلده وأمانته!.. إذا كان التقصير في أداء الواجب الوظيفي ظلم بحد ذاته, فما بالكم بمن يرتكب الظلم بحق الآخرين عن سبق إصرار وترصد؟!. الله سبحانه وتعالى يمهل و لا يهمل, فالله عزّ وجل أمهل فرعون مصر أربعين عاماً قبل أن ينتقم منه بإغراقه وإغراق جنوده –الموكولين بتنفيذ مظالمه- في اليم. هذا المحقق والذي أطلقت عليه لقب (كولومبو) كان يظهر نفسه والعياذ بالله, أنّه القادر على أن يحي ويميت, وأن بيده الأمر كله, وأنّه إذا ما لفقّ تهمة لإنسان ما فإنّ كلمته ستكون هي العليا!.... هذا المحقق وبتوجيه من صديق له مقرب إليه أثبتوا افتراءاتهم بمزيد من شهود الزور ليلبسوا المتهم ما شاءوا من التهم والأباطيل, تقصدّا الإيقاع بإنسان لم يُعرف عنه إلاّ النزاهة, بقصد التشهير به والإساءة لسمعته وإدانته بتهم لا علاقة له بها لا من قريب و لا من بعيد, للوصول به إلى أشدّ أنواع الأحكام قساوة وظلماً !... وتم الأمر!... وحُكم على المتهم البريء, إذ تمت إدانته ظلما وبهتاناً!... بعد أن تلقى المظلوم حكمه الجائر, والذي ما كان ليتم لولا تواطؤ المحقق مع صديقه المفتري وشهود الزور الذين جيء بهم من قبلهما ليشهدوا زوراً وبهتاناً على باطل هم جميعُ أدرى به.. فما كان من المظلوم إلاّ أن توجه إلى ربه بالدعاء: يا رب يا رب يا رب, إنّي مظلوم فانتصر لي ونجني من القوم الظالمين... يا رب يا رب يا رب, اللهم فوضت أمري إليك وتوكلت عليك, لهم منك ما يستحقونه!.. ولأنّ دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب, فقد استجاب الله دعوته, إذ رُفعت المظلمة عنه بعد أن تبين بطلان الأدلة التي رفعها المحقق (كولومبو) والسمعة السيئة لشهود الزور الذين استند إلى شهاداتهم!... لم يمض على الحادثة ما يقرب من العامين حتى أصيب المحقق (كولومبو) بسرطان كبد صاعق لم يمهله كثيراً, إذ سرعان ما ذاب جسده وذوى خلال أسابيع قليلة وانكمش جسده ومات متلوياً من آلالام شديدة لا تطاق.... في جنازته لم يرافقه إلى حفرة موته سوى بضعة عشر رجلاً كرهوا حمله رغم خفة وزن ما بقي من جيفته, إذ تحول إلى كتلة من العظام النخرة الكريهة الرائحة والتي لا يزيد وزنها عن أربعين كيلوغراماً, بعد أن كان خلال حياته يتمتع بصحة و وزن يربو على الثمانين كيلو غراما, مفتول العضلات والشوارب, معتداً برجولته وحيويته.... كرهوا حمله إذ كانوا كمن أراد أن يتخلص من فطيسة كريهة الرائحة نجسة لا يقدرون على تحملها لنتانتها!.. وذا كانت نهايته المأساوية هذه بظلمه وبما كسبت يداه, فلأنّ الله عزّ وجلّ حذّر مرارا وتكراراً من الظلم وأهله ولطالما توعدهم بـ(عذاب كبير) فإنّ المجتمع أيضاً لا ولن يرحم كل من تولى منصباً واستغل مكانته ليظلم الآخرين ويلحق بهم الأضرار... اسأل الله تعالى أن يقينا جميعاً شرّ الظلم وأهله. _________________________ فهرس مواضيع الدكتور عمر فوزي نجاري
08/01/2017
الحقوق محفوظة طبيب الوب 2014 ©
http://tabib-web.eu - http://www.tabib-web.eu