المقدمة
أراء طبية حرة
شعر
قصة قصيرة، حكايات طبية
أقلام حرة
أسئلة متنوعة و متكررة
في رثاء الراحلين
حقوق الانسان بالاسلام
فن و موسيقا
منوعات
روائع نزار قباني
رياضة الغولف Golf
من التراث العربي
قصص من تراث اللاذقية
مخطط الموقع
باب قصة قصيرة، حكايات طبية - الصفحة (8) - كل ما لا علاقة له بالطب - منوعات
(7) حكايات الحاج مصطفى سراج (أبو الدراويش)
د. عمر فوزي نجاري
بقلم د عمر فوزي نجاري (7) حكايات الحاج مصطفى سراج (أبو الدراويش) على الرغم من أنّ الحاج مصطفى سراج لم يتحصل على شهادة جامعية ولم يسبق له أن تلقى تعليمه في المدارس الخاصة، إلاّ أنّه تلقى تعليمه في مدرسة الحياة، فكان بحق أستاذاً محاضراً في علوم الحياة والاجتماع والتجارة، بل وفي علم اللباقة والفلسفة، ذلك أنّه امتلك دماغاً مُليء بمخزون هائل من تجارب الحياة. كان –رحمه الله- بإجماع من عرفه وعاشره، محبباً ولطيفاً و دمث الأخلاق والطباع، وقد اتسم بسمو الروح وصحة الجسم والعافية. كان منارة للناس وهدى يقصدونه من كل حدب وصوب ليأخذوا رايه في أمور كثيرة ومعقدة، فلطالما قصدوه وهم على خلاف و ما خرجوا من عنده إلاّ وهم على وفاق، مبتسمين متصالحين. كان –رحمه الله- دائم التفكير بالفقراء والمحتاجين، إذ لطالما سعى في حياته لتحقيق العدالة الاجتماعية ونشر المودة والمحبة والاحترام بين الناس. عرفه العامة والخاصة بلقب (أبو الدراويش) لكثرة ما يمتلكه من مساكن شعبية ولكثرة اهتمامه ببناء العمارات السكنية الشعبية، لدرجة أصبح معها مقصداً لفقراء المدينة و دراويشها إذ كانوا يأتونه من كل فج عميق ليستأجروا عنده من شققه الموزعة في أحياء المدينة الشعبية. لطالما سعى في حياته لمساعدة أمثال هؤلاء والوقوف إلى جانبهم ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، فكانت أعينهم ترتفع إليه مستبشرة وقد مُلئت قلوبهم أملاً. ذلك أنّه غالباً ما كان يتقاضى أجوراً زهيدة جداً جداً لقاء تأجيرهم الشقق السكنية... أسعار لا تصدق و لا يتقبلها العقل ... بضع عشرات الليرات السورية شهرياً كانت كفيلة بتأمين مسكن ملائم لأي أسرة فقيرة أو محتاجة. امتاز الحاج مصطفى سراج في تعامله مع مستأجريه الدراويش بالصبر الذي لا حدود له .. فبعضهم كان يسدد ما عليه خلال العشر الأوائل من الشهر، و آخرون كثر كانوا يتناسون ايام الشهر كلها!.. ولكن وكما يُقال فإنّ للصبر حدود، فقد ذكر لي ولده الدكتور المهندس عبد السلام، أنّه ذات يوم، فقط، من ايام طفولته شاهد أباه الحاج مصطفى وهو في غاية الانزعاج وهو يردد: لا حول و ولا قوة إلاّ بالله... لا حول و لا قوة إلاّ بالله ...ذلك أنّ أحد المستأجرين جاءه إلى متجره الكائن في شارع هنانو، والذي كان يتخذ منه مكتباً له، جاءه يشتكيه بأنّ حنفية(صنبور) المرحاض في الشقة التي يستأجرها بـ 40 ليرة سورية شهرياً، قد اصابها عطل، ويطالبه بتغييرها فوراً لأنها تزعجه أثناء النوم!!.. شعر الحاج مصطفى وكأنّ الدنيا قد أظلمت في عينيه، وكأنّ سحابة سوداء غطت عينيه، التفت إلى المستأجر وهو يعضُّ شفته السفلى، ثم التفت إلى شريكه في المتجر الحاج ماجد جانودي –رحمه الله- وقال له بصوت مرتعد: حاج بتنطحوا أنت، أم انطحه أنا !!.. وقام من على كرسيه وخرج من متجره وهو يردد: لا حول و لا قوة إلاّ بالله ... لا حول و لا قوة إلاّ بالله.. كان موضوع الحنفية (الصنبور) بمثابة علقة لم تيبس، وبقيت عالقة في حلقومه!..
الحقوق محفوظة طبيب الوب 2014 ©
http://tabib-web.eu - http://www.tabib-web.eu