المقدمة
مستجدات طبية
صحة عامة
الأمراض النسائية
أمراض الأطفال
مواضيع بالأمراض الداخلية
الثقافة الجنسية
أمراض منتقلة عن طريق الجنس
الجهاز التناسلي المؤنث ـ تشريح
الجهاز التناسلي المذكر
مشاكل جنسية ـ رجال
مشاكل جنسية ـ نساء
مواضيع للأطباء و طلاب الطب
قصة قصيرة، حكايات طبية
أقلام حرة
صفحة خاصة: الأمراض النسائية
صفحة خاصة: تعرفوا على انفسكم
صفحة خاصة: عن الحمل و الجنين
صفحة خاصة: صحة عامة
صفحة خاصة: ثقافة جنسية
صفحات خاصة بالأطباء و طلاب الطب
صفحة خاصة: مواضيع غير طبية
للقراءة قبل طرح السؤال
من التراث العربي
مخطط الموقع
باب صحة عامة - الصفحة (10) - الصفحة الرئيسية - الصفحة الأولى 2014
ما هو وراثي لم يعد محتوماً
د. عمر فوزي نجاري
ما هو وراثي لم يعد محتوماً (اختاروا لنطفكم، فإنّ العرق دساس) مقولة منسوبة إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، ذلك أنّ الاختيار الحسن للزوج أو للزوجة أمر حضّ عليه الإسلام لما لحسن الاختيار من تأثير على النسل والخلف، ليس فقط من حيث انتقال الطباع والهيئة، بله أيضاً من حيث انتقال الأمراض والعلل... فصفات الأولاد من حيث الذكاء والهدوء والاتزان، أو من حيث المشاكسة والعدوانية، من حيث الطول والقصر ولون العينين وشكلهما وصفات الشعر.....الخ كلها صفات يرثها الأبناء من الآباء والأجداد..... وأمّا عن الأمراض فحدّث و لا حرج، ذلك أنّ نسبة كبيرة من الأمراض التي يصاب بها الإنسان أمراض لها علاقة بالوراثة والاستعداد الوراثي. والمقصود بالاستعداد الوراثي هو إمكانية إصابة الإنسان بالمرض في ظل ظروف معينة. فالـ(فوال) مثلاً وهو مرض ينتقل وراثياً، حيث يتعرض المصاب بهذا المرض إلى انحلال دم قد يكون خطيراً ومهدداً للحياة إذا لم ينقل له الدم. والمصاب بالـ(الفوال) هو شخص سليم تماماً في ظل ظروف معينة إلاّ أنّه على استعداد للإصابة بالانحلال الدموي إذا ما تعرّض لمواد أو أطعمة معينة كالفول مثلا، بينما الأشخاص غير المصابين بهذا المرض لا يصابون بانحلال الدم إذا ما تناولوا الفول أو إذا ما تعرضوا لمواد مسببة لانحلال الدم عند أقرانهم المصابين بالفوال. والأمر نفسه بالنسبة لمرضى السكري المرتبط بالبدانة، فهو مرض ذو استعداد وراثي ومرتبط بالبدانة، فإذا ما وصل هؤلاء الأشخاص إلى درجة معينة من البدانة ستبدأ أعراض مرض السكري بالظهور عليهم، وإذا ما اتبّعوا حمية غذائية محددة أدت إلى تناقص أوزانهم فإنّ أعراض مرض السكري سرعان ما تزول. الأمر نفسه بالنسبة لمرضى الربو ذي الاستعداد الوراثي والمرتبط ببيئة معينة أو فصل معين من السنة، مثل هؤلاء المرضى بإمكانهم الوقاية من الإصابة بالمرض إذا ما تجنبوا ظروف البيئة أو الفصل المهييء للإصابة. والأمر نفسه يتعلق بالعديد من السرطانات كسرطان الثدي مثلاً’ وكذا الأمر بالنسبة للاضطرابات النفسية... كما أنّ الذكاء المورّث من الأبوين مرتبط أيضاً بالبيئة، فالبيئة والظروف الاجتماعية المناسبة قد تسمح للذكاء بالتفتّح والإبداع، وقد تؤدي به إلى الكبت وإعاقة الانطلاق. إنّ معظم الأمراض التي تصيب الإنسان هي أمراض لا علاج شاف منها نهائياً، وعلاجها غالباً ما يكون مؤقتاً وعرضياً كالربو والسكري والصداف والضغط ونقص التروية القلبية وارتفاع شحوم الدم...وغيرها. إلاّ أنّ فهم الأمراض والتعرف على سبل الوقاية منها قد يكون له دوره في منع حدوث نسبة كبيرة من الأمراض، ذلك أنّ ما هو وراثي لم يعد محتوماً بعدما عرفت الأسباب المهيئة للإصابة بهذه الأمراض.. فمرض (حمض الفينيل بيروفيك)وهو مرض وراثي يؤدي إلى إصابة الطفل بالبلاهة والتخلف العقلي، إلاّ أنّ تطبيق حمية غذائية معينة لهؤلاء المرضى ومنذ الولادة يجنبهم الإصابة بتظاهرات المرض بما فيها البلاهة ويبقى هؤلاء الأطفال بحالة عقلية جيدة. وإذا كان التعرف الجيد على الأمراض والتطور العلمي الهائل الذي شهدته السنوات الأخيرة من القرن العشرين وسنوات مطلع القرن الحادي والعشرين، في مجال الطب، غير كافيين للقضاء على معظم الأمراض التي تفتك بالبشرية وتنهكها، فإنّها على الأقل أعطتنا مفتاح الوقاية من الإصابة بهذه الأمراض، وقد صدق من قال :( درهم وقاية خير من قنطار علاج). _________________________ فهرس مواضيع الدكتور عمر فوزي نجاري
الحقوق محفوظة طبيب الوب 2014 ©
http://tabib-web.eu - http://www.tabib-web.eu