المقدمة
مستجدات طبية
صحة عامة
الأمراض النسائية
أمراض الأطفال
مواضيع بالأمراض الداخلية
الثقافة الجنسية
أمراض منتقلة عن طريق الجنس
الجهاز التناسلي المؤنث ـ تشريح
الجهاز التناسلي المذكر
مشاكل جنسية ـ رجال
مشاكل جنسية ـ نساء
مواضيع للأطباء و طلاب الطب
قصة قصيرة، حكايات طبية
أقلام حرة
صفحة خاصة: الأمراض النسائية
صفحة خاصة: تعرفوا على انفسكم
صفحة خاصة: عن الحمل و الجنين
صفحة خاصة: صحة عامة
صفحة خاصة: ثقافة جنسية
صفحات خاصة بالأطباء و طلاب الطب
صفحة خاصة: مواضيع غير طبية
للقراءة قبل طرح السؤال
من التراث العربي
مخطط الموقع
باب الثقافة الجنسية - الصفحة (10) - الصفحة الرئيسية - الصفحة الأولى 2014
الطبيعي بالجنسانية الإنسانية
ريجان ترمبلية. ترجمة : الدكتور لؤي خدام
مقدمة بقلم الدكتور لؤي خدام يعاني العديد من البشر من تصرف أو سلوك جنسي يميلون نحوه. هذه المعانات فد تصل لتدمير حياة الشخص و تقض مضجعه. سرعة القذف، الاستمناء، الرغبة الجنسية المثلية، الرغبة بالجماع خارج نطاق الزوجية، الجماع الشرجي، مصاعب الوصول إلى الرعشة مع الزوج و غيرها من التصرفات و السلوك الجنسي تقلقنا عندما نتسائل هل هي طبيعية أم مرضية. رأيت أن أنقل لكم ما يقوله لنا أخصائيي علم الاجتماع. و بشكل خاص ما يطرحه لنا ريجان ترمبليه الطبيعي بالجنسانية الإنسانية عندما يقع أي إنسان بحالة مرضية يتساءل فورا: هل أنا طبيعي يا دكتور؟. أن أي نظرة للتصرفات الإنسانية لا يمكن أن تكتمل دون أن تتجلى عنها حدود يدخل خلالها كل من هذه التصرفات. عندما يخص الأمر أي تصرف جنسي مريب، يشعر من خلاله المريض بأنه، أو شريكه قد ارتكب خطأً، قد يلجأ إلى المعالج طالبا للنصيحة، و هنا نتساءل هل سيقتصر دور المعالج على تطبيع هذا التصرف؟ أين تقع الحدود بين ما هو طبيعي و ما هو غير طبيعي؟ كيف يمكن للمعالج أن يعتبر أن هذا التصرف أو ذاك طبيعي و الأخر غير طبيعي. و على عاتق من تقع هذه المسؤولية؟ يميل البشر بطبيعتهم إلى تحويل العالم و رسمه بصورتهم الشخصية و سيصعب على أي منا أن يبقى حيادي عندما يطلب منه يتحكم بالحياة الإنسانية و بما يحيط بها. نغتني بثقافتنا و بأدياننا و بوسطنا الاجتماعي. و كل هذا يشكل لنا بنفس الوقت أمور تحدّدنا و تربطنا. سيصعب علينا أن نغيّر من أفكارنا. و خاصة أن قضينا عشرات السنين بصقلها. اقتباس: يقول الفيلسوف M Plank 1949 : أن البطء الذي يعاني منه التطور العلمي يعود إلى عناد العلماء و صعوبة تقبلهم لإمكانية تغيير أفكارهم. و غالبا ما تُقابل الاكتشافات الجديدة بالسخرية من قبل القدماء. نفس الأمر قد يخص المريض. فاستشارته غالبا ما تكون نابعة من ثقافته أو تربيته أو دينه. قد تختلف نظرته للحياة مع نظرة المعالج و قد تتلاقى معها. لنأخذ كمثال الاستمناء أو العادة السرية. فخلال حقبة طويلة من الزمن، كان الجميع يعتبرها كعرض لاختلال صحي. فقد كانوا ضحايا أفكار عصرهم. لعب المعالجين خلال هذه الفترة المنصرمة دورا مهما تمحور حول خلق حالة من القلق، ضخمتها وسائل الإعلان بهدف القضاء على ما سموه ـ ويلات العادة السرية ـ Le fléau de la masturbation. آثار هذا التصرف ستأخذ فترة طويلة قبل أن تختفي. و لم يبق بعصرنا سوى عدد لا يذكر من المعالجين الذين استمروا بالمحافظة على هذه الأفكار بشكل يوافي أراء بعض المرضى. يبذل معالجي العصر حاليا كل الجهود لطمأنة مرضاهم و إزالة حالة الشعور بالإثم و الذنب تجاه هذه الممارسة. بل على العكس نراهم يشجعون مرضاهم على اكتشافها. و لكن المهمة تبقى صعبة، فمن توارث أفكاره خلال سنوات و تمسك بها لن يسهل أقناعه بخطئ هذه الأفكار. عندما يتساءل المريض هل أنا طبيعي يا دكتور، فأن هذا السؤال ليس موجه للمعالج فقط. فالمريض يسأل نفسه أولا لأنه بدأ بوضع الشك بإرثه الثقافي و الاجتماعي. يبحث كل منا عن الحدود الطبيعية التي يمكن أن تطمئنه. و رغم الانفتاح الفكري فأن العواطف قد لا تتماشى مع الأفكار المتحررة. فالبعض قد يتقبل فكرة الممارسة الجنسية خارج إطار العلاقة الزوجية لنفسه. و لكن قد يصعب عليه كثيرا أن يتقبلها لشريكه. يكفي هذا المثل لنظهر كيف أن اعتبارنا لأي تصرف كطبيعي هو اعتبار نسبي و هش فالى أين يقودنا البحث عن عملية التطبيع؟ يقول أخصائيي علم الاجتماع أن الاتفاق الاجتماعي Le consensus social أو التقّبل الاجتماعي لأي شيء يبنى بشكل تدريجي. و هذا الاتفاق يمكن أن يتمركز بأي مجال نريده/ الزوجين، العائلة، مجموعة الأصدقاء، المدرسة، العلاج، الثقافة، الخ. نسائل: ـ لماذا تتنوع الحدود الطبيعية بالممارسة الجنسية من زوجين لآخرين؟ ـ لماذا لا يعتبر كل شريك جنسي أن هذا التصرف طبيعي و مقبول أم لا.؟ ـ لماذا لا يتبنى أطفال نفس العائلة نفس التصرف الجنسي لآبائهم؟ ـ لماذا لا يعتقد و يلتزم أطفال نفس العائلة بنفس القيم الجنسية؟ ـ لماذا يعتبر أي مجتمع أن هذا التصرف أو ذاك جيد و الآخر سيئ؟. بمعنى آخر من ماذا تتركب حياتنا الاجتماعية و كيف تتطور؟ Le processus de la normalisation سيرورة أو سياق التطبيع و تطوره تطبيع أي تصرف يمر بمراحل المرحلة الأولى: العادة. تتحدد الخطوة الأولى بعادات كل فرد منّا لنأخذ على سبيل المثال تغير ما يمكن أن يحدث بأحد المجتمعات. لنأخذ مثال التعري يمكن ان نتخيل بأن شخص ما يمكن أن جلس بمنزله خلف نافذته المغلفة ووراء جدارن بيته دون ملابس. أي أنه يبدأ بالتعود على التعري. بهذ المرحلة لكونه لا يزعج أحدا و لا يحاسبه أحد فلا يحتاج لأن يبرر تصرفه. و بدوره لا يمانع أن يفعل الآخرون مثله. الخطوة الثانية مشاركة العادة. قد يصل هذا الشخص لمرحلة يرغب بها أن يشاركه شخص ما بهذه العادة لكي لا يبقى لوحده أو لأي سبب آخر. يتطلب منه الأمر هنا أن يبرر هذه العادة أمام هذا الشخص قائلا أن هذا جيد لكونه يعرض الجلد للتهوية و يخفف التعرق، تبقى هذه المبررات شخصية و لا يبحث الشخص عن طرق ملتوية لفرضها على الغير. فهو أمر يخصه و يخص من شاركه بهذا التصرف. الخطوة الثالثة تشكيل مجموعة. مع الوقت يميل الشخص و شريكه إلى تطبيق عادة التعري خارج المنزل و بمشاركة أشخاص آخرين. فيحاولا إيجاد منطقة منعزلة لممارسة التعري. لن يكون الأمر سهلا، فقد لا يعثران على هذه المنطقة بسهولة، ثم أن الأصابع ستتوجه نحوهما. الخطوة الرابعة تعميم التصرف. لتجنب هذا الضغط الخارجي قد يدفعنا الأمر للبحث عن مكان أوسع لممارسة التعري. مثل مخيمات التعري. و حتى هذه المرحلة يجب أن يبحث مروجي التعري عن المبررات التي يجب تقديمها للمجتمع. كأن يقولوا بأن التعري جيد لأنه يلغي الفروق الاجتماعية. رغم ابقاء علامات الغنى مثل الحلي و الساعات. و حتى هذه المرحلة لا يدعي المتعرين بأنهم يفرضون هذه العادة على الغير. و يبقون مختفين حول أسوار المخيم. و لكنهم يراعون المحافظة على القواعد الصارمة بالمحافظة على القواعد الجنسية حتى لا تغلق هذه المخيمات من قبل السلطات. ظاهرة التعميم la généralisation تعميم أي تصرف يتّبع بشكل لا مفر منه سيرورة التطبيع و تطوره Processus de normalisation بمراحلها المذكورة أعلاه. لو أخذنا على سبيل المثال ظاهرة قلبت المفاهيم الاجتماعية ببعض المجتمعات الغربية مثل ظاهرة السماح القانوني بأجراء الإجهاض. أو نظرة المجتمع إلى المثلية الجنسية Homosexualité : التغير الذي حصل بهذه المجتمعات و الذي سمح بتقبل هذه الأمور يجد جذوره قبل سنوات أو قرون عديدة. و للمرور من مرحلة لأخرى يتطلب الأمر تحقيق جميع الشروط المذكورة أعلاه حتى يتقبل المجتمع هذا التغيير، لأن كل تغيير بالقوة لن يفلح و سيبقى سطحي لأن الناس لن تتقبل الأمر و ستحافظ على طريقتها المعهودة بالتفكير. أي تصرف جنسي سيتطور استنادا للضغوط الفردية و الجماعية، و رغم ذلك فإن التغير لن يحدث عفويا. و كلما زاد اصطدام هذا التغير مع العادات الاجتماعية العميقة الجذور فأن حظه بأن يتعمم يتضاءل. النقاش بين الزوجين قد يصل لمرحلة الصراع و التحدي Duel d’idées لأمور قد تكون بغاية البساطة و لكنها تخفي خلفها مشكلة جنسية مثل اختلاف الرأي حول عدد مرات الجماع، أو لخضوع أحد الزوجين لرغبات الأخر و إستيهاماته Fantasmes عندما يحتد الصراع و يلجأ الزوجين إلى تحكيم المعالج سيصعب على هذا المعالج أن لا ينقاد خلف تحكيمه الشخصي. لنأخذ مثلا على هذا حالتين ـ بالأولى يشتكي الزوج بأن زوجته لا تقبل القبلة الفموية لأنها بنظرها غير طبيعية و تقرف منها. ـ بالثاني يعلن الزوج لزوجته عن رغبته بمشاركة شخص ثالث بعلاقتهما الجنسية. سيصعب على المعالج الذي يطلب تحكيمه أن يبقى غير متحيز لا بالحالة الأولى و لا بالحالة الثانية. و سيجد نفسه يدافع عن النظام الاجتماعي بأن يشجع الزوجة بالتخلي عن قرفها من القبلة الفموية ويطلب من الزوج التخلي عن رغبته بمشاركة شخص ثالث لكون الأمر غير مقبول اجتماعيا. يتصرف المعالج بهذه الحالة كمدافع عن القيم الاجتماعية. و قد يتصرف المعالج قاصداً ان يخفف من قيمة هذا الخلاف Relativiser فينخرط به منصبا نفسه كمدافع عن نظام اجتماعي جديد. هذين التصرفين لا يمكن اعتباراهما كتصرف علاجي صحيح، لأنهما يميلان إلى وضع صفة أخلاقية على هذا العلاج. أي أنه يحدد قواعد أخلاقية أو نظام أخلاقي Code moral مع إحكام مسبق يحدد ما إذا كان هذا التصرف أو ذاك صحيحا أم لا مبتعدا بذلك عن الخواص النفسية المرضية Psychopathologie لوضعية معينة. هذا الأمر سيضاعف من حدة الخلاف الزوجي. المفروض من العلاج أن يجنب زج الزوجين ضمن الصراعات الشخصية الوهمية Combats subjectifs بين ما هو قديم و حديث. La subjectivité de la normalité الصفة الشخصية الذاتية للتطبيع من الضروري أن نتفهم ألية التطبيع و صفتها النسبية. يبدو أن الاتفاق الاجتماعي Consensus social مبني من مجموعة من التصرفات التي اصطلح عليها بشكل تحكيمي و اعتباطي. De façon arbitraire. و شرّعت بشكل شخصي Légitimation subjective لنأخذ على هذا امكانية تعدد الزوجات. لقد شهد تاريخ الإنسانية تبدل متوالي سمح حينا بتعدد الزوجات و لم يسمح به حينا آخر. استند هذا التبدل بشكل أساسي على الدين و الفلسفة و الاقتصاد و العلم. فحسب الدين نتقبل أو نرفض تعدد الزوجات. و حسب المفاهيم الفلسفية لكل حقبة من التاريخ قد نتقبّل زوجة أو عدة زوجات. و قد يصل الأمر للاعتماد على الإحصائيات لنحدد أيهم أكثر سعادة الرجل ذو الزوجة الواحدة أو الرجل عديد الزوجات. ففي بعض المجتمعات، يعتبر الرجل الذي يملك عدة نساء بأنه شخص غني و بالتالي سعيد. بينما تعتبره مجتمعات أخرى أفقر من غيره لأنه يتحمل مصاريف ومسؤولية عائلة كبيرة. و من هنا نرى أن تطبيع أي تصرف هو أمر نسبي و عاطفي. و يستند بشكل اساسي على 5 مرجعيّات أو مصادر: الاستدراك الشخصي للتطبيع Perception personnelle de la normalité يلجأ إليه العديد من الأشخاص. إذ يحكمون على تصرف ما بكونه طبيعي أو لا استنادا لوجهة نظرهم و أفكارهم الشخصية. و كل ما يتجاوز حدودهم الطبيعية يعتبرونه غير طبيعي. و استنادا لهذا فأن أي مشروع علاجي يجب أن يتوافق مع رغباتهم و ألا فأن هذا المشروع قد سيجابه بالرفض. يوجد أذاً صراع و اختلاف شبه دائم بين مختلف الطرق التي تصنف السلوك و المواقف و التصرفات الجنسية Attitude et comportements sexuels بين ما هو مقبول وبين ما هو غير منصوح به نهائيا. و عندما يتعرض المعالج لمواجهة هذا الخلاف، فأن أول جملة تواجهه من قبل أحد الزوجين لدى طلب النصيحة بما يتعلق بمشكلة زوجية: أنا أعتقد بأنه......... عندما يواجه هذا الأمر معالج قليل الخبرة قد ينقاد خلف عواطفه و معتقداته الشخصية. و يأخذ موقفا متحيز مع أحد الزوجين عندما يعرض كل منهم وجهة نظره الشخصية. مما يخلق تحالف بين المعالج و و أحد الزوجين. قد يدفع الأمر احد الزوجين للتخلي عن العلاج بحين يشعر الأخر بالمسؤولية و الذنب. أو يضطر احد الزوجين لدفن مشاعره و رغباته و تصرفاته المستندة على المحبة. نفهم من هنا أن المعالج قد ارتكب خطاً قد يوقع الزوجين بمشكلة أخرى و بمصاعب جديدة تعرقل التواصل بين الزوجين. من أهم العناصر السلبية التي قد تقود إلى فشل العلاج هو التحيز الشخصي للمعالج. الأستدراك الأخلاقي للتطبيع La perception moralisatrice de la normalité. كل أمر غير طبيعي يعتبر هكذا لأنه ذنب.... péché يستند هذا الاعتبار إلى نظام يحكم التصرفات و السلوك الجنسي Code de comportements sexuels و ينطوي تحت نطاق مجموعة من الأفكار الأيدولوجية.Ensemble d’idiologies. الإطاعة المطلقة لهذا النظام قد ينتج عنها حكم يطلق على غالبية الشعب بأنه غير طبيعي، لأن أقليه من هذا الشعب تحترم هذه القواعد. اقتباس:يعتقد أخصائي علم الجنس، ألفرد كنسي A. Kinsey أن البشر يميلون لإظهار وجهة نظر أخلاقية للأمور قبل أن تعطى أي اعتبار موضوعي غير متحيز Considérer objectivement. أن الاحترام الدقيق لنظام أخلاقي Code moral قد ينتج عنه تثبيط و منع لأي تواصل بين الزوجين عندما يتمسك كل منهما بأحكامه الشخصية المسبقة. هذه الأنظمة عادة ما تكون غير قابلة للاختراق. و لها صمامات أمان على عدة مستويات. لنأخذ على سبيل المثال ذلك الشخص الذي سيعتبر، بسبب معتقدات دينية أنه من المفضل ان يمتنع عن أي ممارسة جنسية ذاتية ـ أستمناء Auto érotisme من أجل أن يتمتع بحياة جنسية ممتعة منشرحة Epanoui sexuellement لا يستطيع تبديل تقبله للتطبيع بدون بزل جهد جهيد. الصمام الأول يتوضع بمستوى الفكر: اذ يمنع عنه أي فكرة سيئة. بمعنى آخر لا يتصور نفسه و هو يداعب نفسه من أجل إرضاء رغبته و الحصول على المتعة الجنسية. أن تجاوزَ هذا الحاجز رغم المنع الأخلاقي و فكر بهذا الأمر سيوقفه: صمام الأمان الثاني: ألا و هو الكلام. إذ سيمنع عنه أي إمكانية للإباحة بهذا التصرف أمام شخص آخر. و يبقى بذلك يعتقد بأنه الشخص الوحيد بالمعمورة الذي تجول بخاطره هذه الأفكار و الرغبات الممنوعة. الرقابة على وسائل الأعلام هي أحد أمثلة هذا الحاجز أي صمام الأمان الثاني. أن أخترق هذا الصمام رغم المنع سيواجهه: صمام الأمان الثالث ألا و هو العقوبة الأبدية و الخوف منها. فأي ذنب سيرمينا بجهنم كي نعاني بها كبير العناء كعقوبة لما اقترفناه. الخوف من المساس بهذا الصمام تقنع الشخص بالتخلي عن أفكاره. و حتى و لو تجرأ و مارسها فأن الخوف من العقوبة سيحرمه من التمتع بالأمر. بالعادة لا يملك الشريك الجنسي مفاتيح هذه الصمامات التي تكمن مختبئة بأعماق الفكر. و عندما يتبادل الزوجين أفكارهم فأنها ستتضارب فيما بينها. و سيدور كل منهما بحلقة مفرغة من هذه الأفكار و المعتقدات الشخصية. الاستدراك الأحصائي للتطبيع La perception statistique de la normalitéالمقاربة الأكثر انتشارا للتطبيع هي المقاربة الإحصائية. الأغلبية هي ما تقر هنا القانون. فنقول طالما أن الأغلبية هكذا فأن هذا هو الطبيعي. و حسب تباعد أي تصرف مع النسبة المتوسطة نتقبل هذا التصرف أو نرفضه على أساس أنه غير طبيعي. و على هذا الأساس نتقبل أو نرفض أي تبدل بالتصرف الجنسي بين الزوجين. و لكن قد ننسى أن المقياس الاجتماعي لتصرف ما، أن دل على شيء فهو يدل على الاختلاف. فلنفرض أن الآراء تنقسم تجاه تصرف معين، 40% مع و 40% ضد. بمعنى أخر ما بقي بالمتوسط هو الأقلية. هذا النموذج واسع الانتشار بين البشر. و التساؤل المطروح باستمرار: هل أنا طبيعي يا دكتور تخفي خلفها حالة من القلق تصل لدرجة الذعر بأن لا نتناسب مع الأغلبية. المثال على هذا الحالة التي قد تصل اليها مجموعة من النساء اللواتي يتمتعن بحياة جنسية مُرضية، و لكن الأمر تحول عندما سمعن بأن نسبة معينة من النساء يمكنها أن تتمتع بالأروغازم عدة مرات متوالية، دفع هذا الاعتقاد إلى حالة مرضية اختلت بها حياة النساء وحيدات الأورغازم. و بالمقابل فأن الاستناد على المتوسط قد يطمئن العديدين الذي يطرحون الأسئلة على أنفسهم بما يخص طول القضيب، أو عدد مرات الاستمناء أو حتى أنواع الأستيهام "فانتازم". و ستوجد مجموعة أخرى راضية عن نفسها لأنها تخرج عن المعتاد و تتميز عن باقي البشر. الاستدراك السريري للتطبيع La perception clinique de la normalité. يعتمد عدد كبير من المعالجين و من المرضى على التصنيف السريري للتطبيع. و ما يحدد الطبيعي هنا هو الحدود الصحية ـ جسديا و نفسيا و اجتماعيا ـ لأي تصرف. فنتقبل هذا التصرف عندما يجلب لنا الراحة و يبعدنا عن حالة الشدة و القلق، و يسمح لنا بالتأقلم مع كل الظروف. في حين أننا سنكون بحالة قلق و عدم رضي و تعاسة أن أضطرب هذا التصنيف. و لكن المشكلة أن هذا التصنيف قابل للنقض لكون النظرة السريرية تتبدل مع الزمان و تعتمد قبل كل شيء على زوق العصر. الأمثلة لهذا الامر كثيرة. منها نظرة الطب للاستمناء و المثلية الجنسية و العلاقة الجنسية قبل الزواج، إذ تبدلت هذه النظرة مع الزمن، و تباعدت هذه الأمور عن الناحية المرضية. بهذا الشكل، تعتبر الأساليب العلاجية المقترحة لحل المشاكل الجنسية قبل كل شيء موجهة لتخفيف الألم و العذاب الذي يعاني منه البعض، أكثر من أن تعتبر كوسائل علاجية بالمعنى الطبي. كيف يمكن أن نميز الشخص المريض نفسيا: لمساعدتنا على حل هذه المعضلة يقترح النفساني ألبرت أليس أربعة خواص تميز النفسيات المرضية. القهرية و الألزاميةLa compulsivité القهري Le compulsif هو شخص لا يستطيع أن يمنع نفسه من يتخذ موقف أو يتصرف تصرف، حتى و لو جرّ عليه هذا التصرف عواقب وخيمة. من الأمثلة ذلك الخارج عن القانون الذي لا يتردد بتخريب أملاك المواطنين أمام أعين رجال الأمن. و ذلك الذي يحب التعري و لا يتردد عن فعل هذا أمام الملأ. بحين أن التعري المسرحي يأخذ تفسيرا آخر. الحصرية حق التصرف دون منازعL’exclusiviste هو أن لا نتقبل لنفسنا و للآخرين سوى تصرف ذو منحى خاص. كأن نرفض تناول الطعام سوى بصحون لها لون معين. أو لا نسمع سوى موسيقا معينة. سيعزلنا هذا عن باقي البشر. أو يجعلنا بحالة خلاف مستمر مع الغير نتيجة الاصطدام مع هذه الحدود المسبقة. مثلا بأن نعتقد بأن قبلة وحيدة تكفي قبل الجماع سيضعنا بحالة تسيء إلى علاقاتنا الزوجية أي تشعرنا بالاضطهاد لعدم تقبل أفكار الغير. L’auto destruction أهلاك الذات هي رغبة الشخص بأن يدمر نفسه، أما نفسيا بشعوره بحالة النقص و الانحطاط، أو يدمر نفسه جسديا. L’allo destruction. أهلاك الغير هي الرغبة بتدمير الآخرين، أما نفسيا، أو جسدياً. بهذا الشكل، يمكن أن نفسر أن التألم الشخصي يكمن بالبناء الداخلي، لا بتصرف معين.... مثلا: الشخص الذي يميل للتصرف الجنسي المثلي، ستعتبر حالته مرضيّة أن كان يريد أن يفرض هذه الممارسة على شريكه و يرغمه عليها، بهذه الحالة يمكن أن نعتبر تصرفه بأنه غير طبيعي لكونه يتصرف بشكل حصري و مدمر للغير. لا لكونه يمارس هذا التصرف بشكل مجرد، من الناحية الطبية أو السريرية، دون أن يؤذي الغير. الاستدراك الثقافي للتطبيع La perception culturelle de la normalité. يميل البعض، مرضى و معالجين للتهوين من تصرف ما باعتباره أنه طبيعي، لأنه أمر متفق عليه بالبلد التي يعيشون بها. يهدف هذا الاعتبار إلى تطبيع تصرف ما. و عندما لا نجد لهذا التصرف مقابل بالبلد التي نعيش بها، نحاول أن نهون الأمر بالقول أن هذا التصرف شائع بذلك البلدـ أو عند ذلك الشعب. هذه الأمور قد لا تمر دون أن تترك خلفها بعض الخلاف الناتج عن صراع الحضارات، فقد لا يتقبل أحد الزوجين أن يتصرف مثل الغرباء على ثقافته. و قد نتقبل بسهولة أن يقلدنا الغير و لا نقبل أن نقلده. هذا التمسك أو التطلع الحضاري يختلف حسب المستويات الاجتماعية المثال على هذا كأن تطلب الشريكة من شريكها أن يضع الإيلاج جانبا لكي يمارس المداعبة كما يعمل البعض بالبلدان الأخرى، قد يسبب هذا مجابهة مع الشريكك الذي يتمسك بحقه بالإيلاج، كما هو متعارف عليه ببلده و لا يتقبل الأشكال الأخرى للممارسة الجنسية من أجل الوصول إلى الأورغازم.. قد يصعب على الرجال ببعض المجتمعات أن يتخلوا عن حقهم بالإيلاج حتى و لو كانت الشريكة لا ترغب به. هذا الأمر لا يقتصر على شعورهم بفقدان حقهم الشخصي، بل يشعروا بأنهم يفقدون رجولتهم و عاداتهم و تقاليدهم. يتنوع مستوى الاستدراك الثقافي حسب الطبقات الاجتماعية. و حسب الأديان. و قد يصل الأمر للشعور بالقلق و الخوف من فقدان الارتباط الثقافي عندما نستشهد بالثقافات و المعتقدات الأخرى. و قد نتقبل أن يقلدنا الغير و يأخذ مثلا عنّا بحين لا نقبل هذا لأنفسنا حسب الفئة الاجتماعية التي ننتمي إليها. و هكذا و حسب الانتماء إلى فئة اجتماعية معينة يتولد صراع أيدولوجي قاتل يقف أمامه المعالج عاجزا عن اتخاذ أي خطوة علاجية. لربط كل هذه المعطيات . سنختار مثالا نختصر به هذه مختلف أشكال استدراك التطبيع: لنناقش فكرة أمكانية الوصول إلى الرعشة :"أورغازم" عن طريق المهبل أو عن طريق البظر، هذه الفكرة سببت حالة من الاضطراب عند العديد من النساء و ما زالت تسبب ذلك عندما تحاول أن تستدرك الأمر من خلال وجهات النظر المختلفة المذكورة أعلاه. فتلك التي تصل إلى الرعشة بمداعبة البظر و لا تصل أليها عن طريق الأيلاج تسأل نفسها أن كانت طبيعية/ لا يستطيع أحد أن يجيبها و يحدد لها أين تبدأ حدود الحالة المرضية. و أين تتوقف الحدود الفاصلة بين ما هو طبيعي و ما هو مرضي؟. كيف يمكن أن نعّرف بحق ما هي حدود حالة غياب الرعشة. هل هو غيابها الكامل. أم غيابها من آن لآخر، مرة من كل جماعين، أو ثلاثة، أو عشرة أو أقتصارها على صنف معين أو وضعية معينة من الممارسات الجنسية؟ بأي من الحالات يمكن أن نطمئن السيدة؟ من الواضح أن الإجابة لن تكمن بأي استدراك شخصي، أو إحصائي، أو سريري، أو أخلاقي، أو ثقافي للتطبيع. ما تنتجه جميع أشكال الاستدراك هذا هو تقبل أو رفض أتفاق اجتماعي هش من وجهة نظر شخصية بحتة. كيف يمكن السيطرة على تطبيع السلوك الجنسي على مر العصور، تمكنت المجتمعات على مستويات مختلفة، على مستوى الزوجين، مستوى الأسرة، مستوى الفئة الاجتماعية، و بوسائل عديدة بتطبيع العلاقات الجنسية بين البشر. و أعطت لنفسها الطريقة لحماية هذا التطبيع بثلاثة مستويات و أليات يقول علماء الأجتماع أن حماية المعتقدات الاجتماعية يتم بثلاثة مستويات أو أليات Contrôle social formel السيطرة الاجتماعية القطعية الأكيدة: يمثلها القانون و القواعد التي لا تحتمل الألتواء. و أن أراد الشخص أن يبقى رجل صالح و زوج مثالي و تلميذ مجتهد يجب أن يحترم هذه القواعد. و ينتج عن هذا الاحترام المكافئة. كما أن مخالفته تعرض للعقوبة. للأسف لعب المعالجين على مر العصور دورا بهذه الألية للسيطرة على المعتقدات الاجتماعية. نأخذ على سبيل المثال نظرة بعض المجتمعات للمثلية الجنسية، طالما طلب القضاء من الأطباء أن يفحصوا الشخص ذو الميول الجنسية المثلية ليقرروا بأنه تصرف مرضي. و أتخذ القضاء بناءً على هذا قراراً بمحاكمة الشخص بل و لدرجة بتره من المجتمع. أمام هذه الآلية من السيطرة الاجتماعية القسرية يصبح الطبيب و المعالج عاجزا عن توجيه التهمة للقضاء نفسه نظرا لأفكاره الامتثالية التي تسند إلى الأعراف و التقاليد Conformiste Contrôle social relationnel السيطرة الاجتماعية الترابطية: أعتدنا على مر العصور أن نربط سلوكنا بأقاربنا حتى لا نخسر تقديرهم محبتهم. و نتصرف حسب عادات و تقاليد الوسط الذي نعيش به. لا ننسى أن السيطرة الاجتماعية القطعية الأكيدة تغذي و تنمي السيطرة الاجتماعية الترابطية. Contrôle social individuel السيطرة الاجتماعية الفردية: أعتدنا دوما أن نبزل جهدنا الجهيد، و بشكل غير واعي، حتى نتقارب من أصدقائنا و ذلك خوفا من أن ينبذونا. و كثيرا ما يحاكم الشخص نفسه و حتى أنه قد يعاقب نفسه لفكرة أو لتصرف يقوم به و يعتبره سيء لأنه لا يتوافق مع عادات مجتمعه. بهذه الألية لم نعد نحتاج لمن يراقبنا فنحن نراقب أنفسننا. هذه الاليات الثلاثة للسيطرة الاجتماعية على السلوك تعمل بشكل متواصل و متزامن كل العمر. نخلص من هذا العرض إلى أن اعتبار أي سلوك جنسي كطبيعي أو مرضي هو اعتبار نسبي يستند إلى أبعاده البيولوجية و النفسانية و قبل كل شيء، إلى أبعاده الاجتماعية. و عندما نبحث عن حل لمشكلة جنسية نتيجة تصرف معين قد نلجأ إلى المعالج الذي يجب عليه، بدوره أن يأخذ بعين الاعتبار هذه الأبعاد الثلاثة للأي سلوك، الحل يستند على مقدرة الشخص على مقاومة كل محاولة تقصد تبسيط التعقيد الذي يسيطر على السلوك البشري. يصعب علينا أن نقاوم المخاوف التي تجوب بأعماقنا. و أن نخرج عن الحدود التي تقيدنا. نشعر بهشاشتنا و قابليتنا للأنجراح أن أعلنا عن معاناتنا أمام الغير. و نعاني من القواعد المتضاربة، الوضاحة و الغامضة و التي تمليها علينا مجتمعاتنا. لمجابهة المشكلة الزوجية التي نعاني منها علينا أيجاد حل يستند على مقدرة الرجل و المرآة و المعالج أن يحلل دور المعتقادات الشخصية و الاجتماعية التي تقف خلف هذه المشكلة. المصدر Couple, sexualité et société Réjean TREMBLAY Sexotherapeute, docteur en science politique, responsable de formation de sexologie clinique à l’université Paul Sabatier de Toulouse. Directeur de recherche au centre internationale de recherche et de formation en sexualité. ريجان ترمبليه. دكتور بالعلوم الاجتماعية و السياسية. معالج جنسي. و مسئول تعليمي بعلم الجنس بجامعة تلوز الفرنسية. مدير ابحاث في مركز التعليم و الأبحاث حول الجنسانية. موضوع متمم طبيعية الشهية الجنسية موضوع يعتمد على اراء Gérard Zwang،
اقتباس: يقول الفيلسوف M Plank 1949 : أن البطء الذي يعاني منه التطور العلمي يعود إلى عناد العلماء و صعوبة تقبلهم لإمكانية تغيير أفكارهم. و غالبا ما تُقابل الاكتشافات الجديدة بالسخرية من قبل القدماء.
اقتباس:يعتقد أخصائي علم الجنس، ألفرد كنسي A. Kinsey أن البشر يميلون لإظهار وجهة نظر أخلاقية للأمور قبل أن تعطى أي اعتبار موضوعي غير متحيز Considérer objectivement.
الحقوق محفوظة طبيب الوب 2014 ©
http://tabib-web.eu - http://www.tabib-web.eu