وبفضل تطور الجراحة باستخدام المنظار، أصبح بالإمكان أيضا استئصال الورم الليفي من الصنف الثالث تحديدا ( داخل جوف الرّحم ) دون ترك أي أثر للندبة الجراحية سواء على جدار رحم أو جدار بطن المريضة، وتخفيف الكثير من اختلاطات التدخل الجراحي الاعتيادي. فباستخدام تجهيزات مماثلة لما يستخدمها جراحو الجهاز البولي عند استئصال البروستاتا عن طريق المنظار، يمكن للجراح النسائي أن يستأصل الورم الليفي الموجود داخل جوف الرحم، مع المحافظة على الرّحم سليماً.
العلاج بالإصمام الشعاعي..
تتطور حالياً طرق أخرى لعلاج أورام الرّحم الليّفية بفضل التقدم الذي وصل إليه الأطباء في حقل الأشعة، حيث بدأت مؤخراً تجارب علاجية تعتمد على تصوير الشرايين الظليلة. مع حقن مادة ظليلة تلون الشرايين وإدخال قسطرة من الشريان الفخذي للوصول تدريجيّا بها إلى الشريان الذي يغذي الورم الليفي، وعندها تحقن مادة دوائية تسد هذا الشريان مما يحرم الورم الليفي من ترويته ومن الوسيلة الوحيدة التي تحافظ عليه حيا فيصاب بالاحتشاء ويتوقف عن النمو ويضمر تدريجيا مما يريح السيدة من أغلب الأعراض التي كان مسؤولا عنها.
يجري هذا التدخل بالقسطرة تحت التخدير الموضعي وتستغرق العملية حوالي الساعة، وتستطيع المريضة أن تعود بعدها إلى المنزل، وقد تعاني من بعض الآلام الناجمة عن انقطاع تروية الورم الليفي والتي يمكن الحد منها بالأدوية المسكنة علما أنها لا تدوم سوى لفترة قصيرة جداً. ومن أهم مميزات هذه الطريقة أنها تقضي على الورم الليفي دون أن تؤثر على خصوبة المريضة.
عدد كبير من النساء تم علاجهن بطريقة القسطرة ولاقت أغلب الحالات نجاحاً كبيرا.
وهذه الطريقة في إغلاق الشرايين لها استخدامات أخرى تغني عن العمل الجراحي الاستئصالي ، كما في حالات النزيف النسائي، والتي بتطبيقها نستغني عن استئصال الرّحم - والذي مازال معمولا به حاليا - لإنقاذ حياة المريضة .
كما يمكن تطبيقه في مجالات أخرى مثل معالجة بعض الأورام الوعائية في الدماغ مما قد يوفر علينا التداخل الجراحي بفتح الرأس وكل المضاعفات التي قد تؤدي إليها جراحة الدماغ.
كما يمكن استخدام الطريقة نفسها بشكل معاكس بحيث يمكن فتح الشرايين المسدودة مما يوفر علينا إجراء العديد من العمليات الجراحية التي كانت تجرى على القلب من أجل تبديل شريان مسدود.
ماذا عن علاج الورم الليفي بالطرق الدوائية ؟
يمكن علاج الورم الليفي بالطرق الدوائية لكن ضمن نطاق محدود.
فالأدوية الهرمونية تتمكن في بعض الحالات من إيقاف هذا الورم الحميد أو التخفيف من أعراضه، مع الأخذ في الحسبان مكان توضع الورم وحجمه وإمكانية وصول المريضة لسن الضهي – سن انقطاع الدورة الشهرية – بأقل قدر ممكن من الاختلاطات. فتوقف إفراز الهرمونات الأنثوية كما ذكرنا سابقا، يؤدي إلى جفاف هذا الورم ، وبالتالي يصغر حجمه ويضمر مما يؤدي إلى تتوقف الإزعاجات الناجمة عنه.
تكمن صعوبة العلاج الدوائي أيضاً في ضرورة استمرار تعاطي الدواء لفترة قد تكون طويلة إن كانت المريضة مازالت في سن شابة، فضلا عن أن النساء المصابات بأمراض أخرى مثل ارتفاع الضغط الشرياني والسكرى، قد لا يناسب غالبيتهن العلاج بالطرق الدوائية.
أما العلاجات الأخرى المقترحة فتهدف إلى تسكين أعراض الورم الليفي من ألم و نزيف.
و مهما اختلف صنف الدواء، فالورم الليفي يبقى، قد يتوقف عن تطوره وتخف أعراضه لكنه لا يختفي.
- مجموعة مؤلفة من 20 ورم ليفي بأحجام مختلفة تم استئصالها من نفس المريضة
ختاماَ، إنّ تطور التدخل الجراحي من خلال الجراحات المحافظة والتي تعتمد على التطور الكبير في مجال استخدام المنظار والأشعة الظليلة، والتقدم المستمر في العلاجات الدوائية، لم يبقِ مكانا كبيرا للجراحات الاعتيادية في مجال العلاج والاستطباب.
إلا أن الطبيب المعالج هو خير من يقرر أي هذه الطرق العلاجية الأكثر ملاءمة لوضع المريضة وظروفها الصحية الآخرى.
من مشاركات القراء
اقتباس:فاطمة اليمن
07 / 07 / 2012 - 9703 - الســـؤال:
السلام عليكم
هل اختصار الوقت واستئصال الورم الليقي افضل من استخدام الدواء وفي نهاية المطاف الاستئصال
عمري 42 بدأت بالامس تناول الدواء من اليوم 15 من الدورة وهو
Norcolut
وحقن تحت الجلد يوم ويوم لا 5 حقن لعلاج الالتصاقات
اشعر بألم شديد جدا في منطقة العانة وليس هناك افرازات نهائيا والدورة طبيعية والالم قبل الدورة ويتوقف بنزولها ولكن بعد شرب الدواء يومين ولم اعمل الحقنة بعد، شعرت اليوم بنفس الالم ما قبل الدورة
حقيقة انا لا اريد عمل جراحة تقليدية لانه فيها فتح بطن ولذلك عندما علمت مؤخرا وجود عملية بالمنظار هذا شجعني للعلاج رغم اني اعاني من الالم من اكثر من سنة
مع تحياتي
الـــــرد: الرد بتاريخ : 24 / 04 / 2013
تدبير الورم الليف يختلف من حالة لاخرى
=> حسب الوضع الخاص لكل سيدة، عمرها و رغبتها بالانجاب
=> حسب الورم الليفي نفسه، حجمه، موضعه، تطوره مع الزمان، قد يكبر و قد يظل على حاله ان تكلس.
=> حسب الأعراض التي يسببها، بشكل عام، ان كان الفيبروم "ورم ليفي " لا يسبب اعراض، فلا يحتاج لعلاج
يوجد العديد من النساء عندهن فيبروم بدون ان يشعروا بوجوده