المقدمة
مستجدات طبية
صحة عامة
الأمراض النسائية
أمراض الأطفال
مواضيع بالأمراض الداخلية
الثقافة الجنسية
أمراض منتقلة عن طريق الجنس
الجهاز التناسلي المؤنث ـ تشريح
الجهاز التناسلي المذكر
مشاكل جنسية ـ رجال
مشاكل جنسية ـ نساء
مواضيع للأطباء و طلاب الطب
قصة قصيرة، حكايات طبية
أقلام حرة
صفحة خاصة: الأمراض النسائية
صفحة خاصة: تعرفوا على انفسكم
صفحة خاصة: عن الحمل و الجنين
صفحة خاصة: صحة عامة
صفحة خاصة: ثقافة جنسية
صفحات خاصة بالأطباء و طلاب الطب
صفحة خاصة: مواضيع غير طبية
للقراءة قبل طرح السؤال
علم السموم
من التراث العربي
مخطط الموقع
باب مواضيع بالأمراض الداخلية - الصفحة (10) - الصفحة الرئيسية - الصفحة الأولى 2014
(الأيدز) مرض لا يزال خارج نطاق السيطرة
د. عمر فوزي نجاري
(الأيدز) مرض لا يزال خارج نطاق السيطرة في الوقت الذي بدأت تلوح فيه تباشير مستقبل صحي أفضل لبني البشر حيث تمت السيطرة على العديد من الأمراض المعدية والمستعصية، تسلل إلى المجتمعات البشرية في العالم أجمع وباء جديد أنشب أظافره في بدنها ولاتزال ضحاياه بازدياد مستمر رغم الجهود المضنية التي يبذلها الأطباء للسيطرة عليه والحد من انتشاره، هذا الوباء هو ما أطلق عليه أسم : (( متلازمة العوز المناعي المكتسب Acquired Immunodefciency Syndrome )) أو اختصارا (AIDs ) (الأيدز) وهو مرض جديد تماما ذو قدرة وبائية هائلة على تدمير الحياة البشرية مثله كمثل الطاعون والجدري والحمى الصفراء أيام مجدها في الجائحات، وإذا كانت تلك الأمراض قد أصبحت في ذمة التاريخ فإنٌ الأيدز لازال خارج نطاق السيطرة البشرية مما يجعل خطره المدمر مؤكدا على المدى المنظور على الأقل . ماهو الأيدز : الأيدز مرض خمجي مدمر له القدرة على تحطيم الحياة البشرية من خلال امتلاكه قوة انتشار قاهرة تسمح له بابتلاع المزيد من ضحاياه البشر يوميا بعد عجز وسائل الطب الحديثة عن الحد من انتشاره أو الوقوف في وجهه، أمّا العامل المسبب للمرض فهو فيروسات قهقرية Retrovirus تنقل عدواها بين البشر عن طريق الممارسات الجنسية الشاذة والعابرة بشكل رئيسي، وهو حالة مرضية مزمنة تصيب العديد من أجهزة وأعضاء الجسم البشري مع ميل خاص لإصابة الجهاز البلغمي اللمفاوي والجملة العصبية المركزية مؤديا إلى طيف واسع من الأعراض والشكاوى المرضية . قصة المرض : في حزيران 1981م لفت أحد التقارير المقدمة إلى مركز مكافحة المرض في الولايات المتحدة الأمريكية (CDC) Center for disease control الانتباه للمرة الأولى نحو مرض الإيدز، فقد لاحظ المسؤولون زيادة في وصف دواء Pentamidine Isothionate حيث أنه خلال الأشهر الثمانية السابقة وفي منطقة (لوس أنجليس ) وحدها تم تشخيص خمس حالات من نوع شديد الندرة من ذات الرئة المعروفة باسم (ذات الرئة بالمتكيسة الرئوية الكارينية Pneumocystic Carinii) وهي من أشكال ذات الرئة التي تحدث عند المصابين بالسرطانات أو المعالجين بمثبطات المناعة، وقد كان هذا المرض من الندرة بحيث أنٌ الدواء المستعمل لمعالجته Pentamidine Isothionate لم يصرف سوى مرتين خلال الفترة من تشرين الثاني 1967م وحتى كانون الأول 1979م. وخلال نفس الفترة لاحظ المركز ازدياد عدد التقارير المتعلقة بسرطان (غرن كابوزي) بين الشبان اللوطيين في نيويورك وكاليفورنيا علاوة على إصابة عدد منهم بذات الرئة بالمتكيسة الكارينية إضافة لإصابتهم بحالات مرضية غير مفسرة كاعتلال العقد البلغمية المزمن والسرطان المعروف باسم (لمفوما لاهودجكن غير المميزة والمنتشرة) وقد كان القصور الشديد في الجهاز المناعي هو العامل المشترك الوحيد بين كل المصابين مما جعل العلماء يطلقون على هذه المجموعة من الحالات المرضية اسم (متلازمة العوز المناعي المكتسب) . الاكتشاف : سمحت الدراسات الفعالة التي أجراها كل من رائد الفريق الأمريكيRobert C. Gallo وهو رئيس مختبر بيولوجيا أورام الخلية في المعهد القومي للسرطان في الولايات المتحدة الأمريكية، ورائد الفريق الفرنسي Luc Montangnier وهو أستاذ علم الفيروسات في معهد باستير بباريس، سمحت هذه الدراسات بالتعرف على العامل المسبب حيث تبين أنه فيروس من النوع القهقري يخمج الخلايا عن طريق ارتباطه بجزيء CD4 ومن ثم يستولي على جهاز الاصطناع الحيوي للخلية ويستثمره لأغراضه الخاصة، وقد يرقد الفيروس في كمون لفترة غير محددة داخل الخلايا التائية T4 وعندما يتنبه فإنٌه قد يدمرها دفعة واحدة مؤديا لحدوث خلل خطير في نظام المناعة مما يجعل المصاب بالمرض فريسة سهلة للعوامل الممرضة التي بالإمكان عادة السيطرة عليها بسهولة بواسطة نظلم مناعي سليم . انتشار الإيدز : نظرا للزيادة السريعة في حالات الأيدز المسجلة منذ عام 1981م إذ سجلت أكثر من مليون إصابة به في الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها، ولايزال هنالك على ما يبدو كثير من الجمر تحت الرماد؟! لذلك اعتبر المرض مشكلة صحية كبيرة في مختلف أنحاء العالم فانصبت عليه الدراسات والأبحاث لدرجة أنه لا يوجد أي مرض آخر في تاريخ الطب قد تمت دراسته بهذه الوفرة وخلال فترة زمنية قصيرة نسبيا. إذ تقدر مصادر منظمة الصحة العالمية WHO أن شخصا يصاب بالإيدز كل (15-20) ثانية وأنٌ أكثر من ( 10-12 )مليون بالغ ومليون طفل مصاب به، وتتوقع نفس المصادر أنٌ سريرا من كل عشرة اسرة في المشافي سيشغل بمريض مصاب بالإيدز مستقبلا. تطور المرض : ما نسمع عنه حول مرض الأيدز وانتشاره واستعصائه على العلاج فجيعة مروعة تجعلنا نرتجف بردا في عز الصيف ؟!. ولا أدل على صحة الفكرة سوى معرفة أنّ المرض يتسبب في إحداث نقص شديد في مناعة الجسم البشري يبدأ في الظهور خلال عدة أشهر وحتى عدة سنوات ويتضمن إصابة كلا شكلي المناعة الخلطية والخلوية، ولعٌل أبكر العلامات السريرية ظهورا هي اعتلال العقد البلغمية المتعدد Polyadenopathy (إذ تتضخم العقد البلغمية اللمفاوية) مع أو بدون ضخامة في الكبد والطحال ويليها حدوث الاختلاطات الخمجية الإنتانية كالفطور الفموية والحنجرية وذات الرئة بالمتكيسة الرئوية الكارينية، ويعقب ذلك حدوث اعتلال دماغي و اعتلال كلوي و اعتلال عضلة قليبة، علاوة على التنشؤات الورمية العديدة والسرطانات المختلفة. طرق العدوى : قديما قالت العرب ((من سلك الجدد أمن العثار)) والجدد هو الطريق السوي المستقيم، فمن تبعه أمن ومن حاد عنه ضلّ وعثر، حكمة قالتها العرب قديما، لتُبعثَ من جديد في عصر انتشار مرض الإيدز فقد أظهرت مختلف الدراسات أنٌ أهمٌ طرق انتقال الفيروس وبالتالي العدوى بين البشر تتم عن طريق الممارسات الجنسية الشاذة والعابرة وخاصة تعدد الشركاء الجنسيين وخاصة مع العاهرات والمومسات وبين اللوطيين، ومن الطرق الهامة الأخرى: نقل الدم ومنتجاته، وخزات الإبر، و السحجات و الاعتداء الجنسي والنقل من الأم المصابة إلى طفلها إذ ثبت أنّ الإرضاع الوالدي من أمهات مصابات بالإيدز يزيد من احتمال إصابة أطفالهن بالمرض. ولم يثبت بعد إمكانية نقل المرض عن طريق لدغ الحشرات كالبعوض وبق الفراش كما لم يثبت انتقاله عن طريق الاحتكاك المباشر غير الجنسي كالاحتكاك مع المجاورين في المنزل أو المدرسة أو العمل؟. الوقاية والعلاج : بعد أن غيّب الموت ملايين المصابين بالإيدز خلال السنوات الماضية، إذ ثبت حتى الآن أنّه لا يوجد علاج ناجع وفعّال للمرض، وأنّ الوقاية من الوقوع في براثنه هي الطريق الأمثل للحد من انتشاره والسيطرة عليه، فمتى تنزاح الغشاوة عن عيون أبناء البشر وتتضح حقيقة الأمر. وكان الدكتور ((هربرت بنسون)) الأستاذ في كلية طب جامعة هارفارد قد أعلنها مدويّة :(( إنّ الترسانة الطبية من دواء وتقنية غير قادرة على علاج ومكافحة أكثر من ربع الأمراض التي تصيب البشر، أمّا بقية الأمراض ولاسيما المستعصية منها فلا علاج لها في الواقع المنظور على الأقل)). والوقاية الجيدة لا تتم إلاّ عن طريق التوعية الصحية الجيدة من خلال تطبيق برامج تثقيفية طبية واجتماعية منظمة وهادفة وموجهة توضح مخاطر النشاط الجنسي الشاذ وغير المشروع مع السعي إلى زرع الأخلاق الحميدة والسليمة عند النشء الجديد، مع إجراء دراسات غربلة لعينات الدم المقطوفة من المتبرعين واستبعاد العينات المصابة وإتلافها مع تحري جميع النساء في سن الحمل والإخصاب ونصح المصابات منهن أو الحاملات للمرض بعدم الحمل والإنجاب أو بالإسقاط في حال كونهن حاملات، كما تنصح المرضعات منهن بالامتناع عن إرضاع وليدها كي نمنع انتقال العدوى إليه عبر اللبن. كلمة ختام : لولا الأمراض التي ابتلي بها بني البشر لما عرف الإنسان قيمة الصحة والعافية ولما عرف البشر لذة الحياة ونعيمها ، وهو ما عبر عنه الشاعر بقوله : تحمل شقاء العيش إن كنت صادقا ___ فبعض جراح القلب للقلب بلسم ولولا المآسي في الحياة وعصفها ___ لما عرف الإنسان كيف التنعم د.عمر فوزي نجاري
3/2/2022
الحقوق محفوظة طبيب الوب 2014 ©
http://tabib-web.eu - http://www.tabib-web.eu