المقدمة
مستجدات طبية
صحة عامة
الأمراض النسائية
أمراض الأطفال
مواضيع بالأمراض الداخلية
الثقافة الجنسية
أمراض منتقلة عن طريق الجنس
الجهاز التناسلي المؤنث ـ تشريح
الجهاز التناسلي المذكر
مشاكل جنسية ـ رجال
مشاكل جنسية ـ نساء
مواضيع للأطباء و طلاب الطب
قصة قصيرة، حكايات طبية
أقلام حرة
صفحة خاصة: الأمراض النسائية
صفحة خاصة: تعرفوا على انفسكم
صفحة خاصة: عن الحمل و الجنين
صفحة خاصة: صحة عامة
صفحة خاصة: ثقافة جنسية
صفحات خاصة بالأطباء و طلاب الطب
صفحة خاصة: مواضيع غير طبية
للقراءة قبل طرح السؤال
من التراث العربي
مخطط الموقع
باب صحة عامة - الصفحة (10) - الصفحة الرئيسية - الصفحة الأولى 2014
الطاعون يعود من جديد
د. عمر فوزي نجاري
الطاعون يعود من جديد في عام 1994م بدأت حالات الإصابة بالطاعون تعود للظهور ثانية وبشكل يدعو للذعر في بعض أقاليم الهند، مما دعا بالجهات المختصة في مختلف البلدان إلى اتخاذ إجراءات وقائية واحترازية غايتها منع زحف الطاعون والحد من انتشاره. فهل استيقظ وباء الطاعون من غفوته؟! ولكن ما هو الطاعون؟ ولماذا هذا الخوف منه ؟. الطاعون بالتعريف : الطاعون من حيث اللغة : (( نوع من الوباء )) هذا ما قاله صاحب الصحاح ، أمٌا الخليل فعٌرفه على الشكل التالي : (( الوباء : الطاعون )) . وقيل : هو كل مرض يعم . فبين الوباء والطاعون عموما وخصوصا، فكل طاعون وباء وليس كل وباء طاعون. وأمٌا بلغة الطب فالطاعون داء خمجي يصيب الحيوانات وخاصة القواضم منها، وهو ينتقل إلى الإنسان عن طريق لدغ الطفيليات المصابة وخاصة برغوث الجرذ ، وهو ينجم عن جرثومة سالبة الغرام عصوية الشكل تعرف باسم ((الباستوريلا الطاعونية)). الطاعون عبر التاريخ : عرف الطاعون منذ أقدم العصور وكان ولايزال موضع ذعر ورهبة لما اشتهر به من جائحات كانت بمثابة مجازر بشرية هائلة تجاوزت حد المعقول ، وأدت إلى القضاء على أعداد كبيرة من البشر. وتذكر كتب التاريخ أن جائحته الأولى حدثت في القرن السادس قبل الميلاد وأنٌها أوشكت على القضاء على الحياة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط ، وقد حدثت الجائحة الثانية المشهورة في القرن الرابع عشر حيث انطلقت من الهند متجهة إلى القارة الأوروبية مرورا بالجزء الشرقي من العالم الإسلامي ولقد عرف الوباء وقتها باسم : (( الموت الأسود )) . وقدر عدد ضحاياه بحوالي خمسة وعشرين مليونا من البشر، وأمٌا الجائحة الثالثة فقد بدأت في الصين عام 1894م ومنها انتشرت إلى مختلف القارات حيث وصلت إلى أفريقيا عام 1897 وامتدت إلى القارتين الأوروبية والأمريكية مع حلول عام 1900م . وقد عرف العرب والمسلمون خطر الطاعون واحتاطوا له، وقد جاء في الصحيحين، أنٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الطاعون : (( الطاعون رجز أرسل على طائفة من بني إسرائيل وعلى من كان قبلكم ، فإذا سمعتم به بأرض ، فلا تدخلوا عليه، وإذا وقع بأرض - وأنتم بها - فلا تخرجوا فرارا منه)). وقد لعب الطاعون عبر التاريخ دور إثارة للأدباء والكتاب ولعٌل أشهر من كتب عنه (( ديونيسيوس )) في القرن الثالث ، والروائي الشهير ( البير كامو )) الذي كتب رواية اسماها (( الطاعون )) عام 1947م . الداء والعدوى : الطاعون داء حيواني بالأصل يصيب خاصة الجرذان والفئران والأرانب وينتقل منها إلى الإنسان عن طريق البراغيث بشكل خاص ، حيث ينجم الداء الذي يصيب الإنسان عادة عن التماس مع الجرذان الأهلية. وهو يحدث في المدن المكتظة حيث الرقابة الصحية السيئة وذلك إثر جائحة تصيب الجرذان، ومنها ينتقل المرض إلى الإنسان بواسطة براغيث الجرذان حيث يصاب البرغوث بالانتان عندما يتغذى على دم حيوان مصاب فإذا ما وصلت هذه البراغيث إلى الإنسان فإنها تنقل العدوى إليه. كما يمكن للعدوى بالطاعون أن تحصل بالتماس المباشر مع أنسجة الحيوانات المصابة أو بلدغ البراغيث أو بخدش الجلد بأداة ملوثة . أشكال الطاعون : يبدأ الداء بالظهور بعد فترة حضانة تتراوح بين (1-2) يوم حيث يتظاهر بعدها الطاعون بأحد شكلين : 1- الشكل الدبلي : وهنا يتصف الداء بظهور حمى مرتفعة ومفاجئة قد تصل إلى 41-42 درجة مئوية مترافقة مع صداع وإقياء، ويحدث تضخم في العقد البلغمية في المنطقة الموافقة لدخول الجرثوم مع انتان دم وتعب وإرهاق شديدين، وبما أنٌ الأطراف السفلية هي الأكثر إصابة بلدغ البراغيث لذلك غالبا ما تشاهد الضخامات العقدية في الناحية الإربية. أمٌا عند الأطفال فتشاهد هذه الضخامات العقدية في ناحية العنق أو الإبط. وتحدث الوفيات في هذا الشكل خلال الأسبوع الأول من الداء . 2- الشكل الرئوي :وهو الطريق الرئيسي لحدوث العدوى من إنسان لآخر ، إذ تحدث فيه ذات رئة طاعونية تؤدي إلى طرح كمية كبيرة من الجراثيم مع القشع والسعال والعطاس مما يسهل انتقال المرض عن طريق الهواء بواسطة الرذاذ، وهنا يكون الخمج خاطفا وسريعا ومترافقا بإعياء شديد وسعال وزلة تنفسية ثم تظهر الزرقة في مرحلة متأخرة ، وغالبا ما ينتهي هذا الشكل من الطاعون عند الإنسان بالوفاة . هل يشفى المصاب : لابد من التفكير بالداء عند كل جائحة طاعون لأنٌ التشخيص المبكر عنصر أساسي في شفاء المريض من خلال التطبيق الباكر للعلاج الأمثل، هذا وإنٌ تأكيد الإصابة بالطاعون مخبريا أمر سهل نسبيا وذلك بالتحري المباشر وزرع القيح والقشع والدم ، كما أنٌ تعداد الكريات البيض يرتفع بشدة مع رجحان العدلات . إنٌ تطبيق العلاج باكرا ما أمكن أمر أساسي في الحصول على الشفاء ، إذ غالبا ما تكون الاستجابة تامة إذا ما طبقت المعالجة بصورة مبكرة خلال الساعات الأولى للإصابة بينما قد يؤدي تأخير العلاج إلى الموت المحتم. ولعل عقاري التتراسيكلين والستربتوميسين هما العلاجان الأمثلان لمثل هذه الحالات وهما علاجان رخيصي الثمن ولا يكلفان كثيرا ولهما بروتوكولات تطبيق خاصة يعرفها الأطباء الوقاية: من الناحية الطبية والعلمية، كي نتمكن من الوقاية التامة من الإصابة بالطاعون، لابد أولا من القضاء على الحيوانات التي تصاب بالمرض كالجرذان والفئران والأرانب وهذا أمر شبه مستحيل. وثانيا لابد من القضاء على الطفيليات (البراغيث والقٌراد ) التي تنقل المرض من الحيوان المصاب إلى الإنسان، وهذا يتم باستخدام المبيدات الحشرية ، ولكن لوحظ مؤخرا ازديادا في البراغيث المقاومة لهذه المبيدات مما يجعل اللجوء إلى هذا الحل أمر غير مجد. وأمٌا الحل الثالث فهو العمل على تلقيح السكان للحصول على المناعة الكافية لمقاومة الإصابة بهذا الداء إلا أنٌ اللقاحات المستعملة حتى الآن لم تؤد إلاٌ إلى مناعة محدودة وعابرة وغير كافية. ويبقى الحجر والعزل وتطبيق الإرشادات الصحية السليمة الحل الأمثل للوقاية من هذا الداء. إذ يجب منع أي شخص من الخروج من المناطق الموبوءة، كما يجب منع أي شخص من الدخول إليها-ما عدا الأطباء والمساعدين الصحيين-. مقتدين بقول رسولنا الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم : (( إذا كان بأرض وأنتم بها ، فلا تخرجوا فرارا منه وإذا سمعتم به بأرض ، فلا تقدموا عليه )).
الحقوق محفوظة طبيب الوب 2014 ©
http://tabib-web.eu - http://www.tabib-web.eu