المقدمة
مستجدات طبية
الحمل و مشاكل الولادة
صحة عامة
أمراض الأطفال
مواضيع بالأمراض الداخلية
الجهاز التناسلي المذكر
أراء طبية حرة
مخطط الموقع
باب صحة عامة - الصفحة (9) - صحة - طب عام
أمراض جلدية غريبة من واقع العيادة
د . هدى برهان طحلاوي
أمراض جلدية غريبة من واقع العيادة قد تصادف الطبيب أحياناً أمراضٌ جلدية غريبة لا تشبه الأمراض المعروفة بعلاماتها وأعراضها , ويحتاج الكشف عن مسبباتها إلى خبرة ومهارة وإلمام بالاستجواب والمعالجة النفسية الداعمة والإصلاح الاجتماعي , وقد يفلح بذلك أو تعترضه عقبات تحتاج لسن قوانين مساعدة لعمل الأطباء . من هذه الأمراض ما هو معروف بالآفات المفتعلة أي يحدثها المريض نفسه نتيجة إما اضطراب نفسي يعاني منه أو ظلم وقسوة يتعرض لهما ممن حوله . تحدث هذه الآفات في مختلف الأعمار وعند الجنسين ولكن يغلب حدوثها عند الأطفال والفتيات بالدرجة الأولى , وتشبه إلى حد كبير الهستريا , ولكن الإصابة الجلدية واضحة للعيان في الأماكن المكشوفة من الجسم كالرأس والوجه والصدر والأطراف وغالباً ما تكون بالجهة اليسرى منه يطالها الشخص بسهولة إلا إذا كان عسراوياً تكون بالجهة اليمنى من جسمه . تتظاهر الآفات إما بنتف أشعار من الرأس أو الحاجبين أو بجرح الجلد والتهابه أو تقرحه بآلات حادة أو ساخنة , أو حرقه بالنار أو بمواد كاوية ولها أشكال خاصة وحواف مقطوعة منتظمة أو غير منتظمة قد تخدع الطبيب أحياناً . هذه الحالات تحدث عندما تكون شخصية المريض غير مكتملة ويشعر بالحاجة لاستدرار عطف أو لفت نظر أو تغيير وضع وغالباً ما يكون فتاة تتعرض لظلم وقسوة في المعاملة ممن حولها وحرمانها من الحقوق والحريات . تؤذي نفسها خفية دون أن يراها أحد ولا تريد من الطبيب فضحها ومكاشفتها بالحقيقة أمام أهلها لأنهم قد يزيدون القسوة عليها إذا عرفوا السبب. يعالج الطبيب الأذية الحاصلة ولكن من الصعب جداً تغيير البيئة التي يعيش فيها هذا المريض التي كانت سبباً لهذه الأذية , وعليه محاولة التغيير ما أمكن فينفرد إن استطاع بكلٍ من المريض وأهله على حدة . فيفهم المريض أنه عرف السبب أو اقترب من معرفته ولكنه سيحافظ على سره ولن يكشف أمره لأحد ويشجعه على العزوف عن هذه التصرفات المؤذية التي تشوهه بالانشغال بعمل مفيد أو هواية مسلية والصبر على الشدائد والتأقلم المفيد معها بإيمان عميق بالله الذي بيده تغيير كل شيء وله الأمر من قبل ومن بعد . وكذلك يفهم الطبيب أهل المريض أن لهم الدور الأكبر بالمعالجة والشفاء بتخفيف الضغط النفسي على ابنهم ومراعاة مشاعره وأحاسيسه لأنه مرهف الحساسية وأن الحالة النفسية التي يعيشها ابنهم أو ابنتهم هي السبب بهذه الآفة والأفضل ألا يكاشفهم بتفاصيل طريقة حدوثها حتى لا تحدث لديهم ردود فعل قد تضر بالمعالجة ولا تؤدي النتيجة المرجوة منها لأنهم أصلاً بحاجة لمعالجة نفسية واجتماعية وتربوية قبل أولادهم . وبالطبع الطبيب وحده لا يستطيع تغيير معاملة الأهل ويحتاج لتضافر جهود علماء التربية والتعليم والإعلام ومشرعي الأمة لسن قوانين تحد من تصرفات الأهل القاسية والعنيفة تجاه أولادهم دون أن تلغي دور الأسرة في التربية لأنه بالمقابل توجد أسر فاضلة في مجتمعاتنا تقوم بأعظم دور في تربية أطفالها وتقدم لهم حقوقاً وحرياتٍ لا تقدمها أي أسرة في المجتمعات الغربية وترتقي بهذه التربية إلى مصاف الأسر المثالية التي يندر وجودها في الغرب والشرق على السواء . فالتزام الآباء بمسؤولياتهم الكاملة تجاه أبنائهم من تربية وتعليم وتأمين كل مستلزمات الحياة الضرورية ومراعاة حقوقهم وواجباتهم المذكورة في شرائعنا السماوية , وكذلك التزام الأبناء بمسؤولياتهم تجاه الوالدين في الكبر وبرهما ونيل رضاهما هو السر الكامن خلف نجاح أسرنا وتربعها على عرش الأسر المثالية هذه . د . هدى برهان طحلاوي _________________________ فهرس مواضيع الدكتورة هدى حمادة طحلاوي
11/4/2008
الحقوق محفوظة طبيب الوب 2014 ©
http://tabib-web.eu - http://www.tabib-web.eu