المقدمة
مستجدات طبية
الحمل و مشاكل الولادة
صحة عامة
أمراض الأطفال
مواضيع بالأمراض الداخلية
الجهاز التناسلي المذكر
أراء طبية حرة
علم التسممات
مخطط الموقع
باب علم التسممات - الصفحة (9) - صحة - طب عام
التسمم بالقلويات القوية عند الأطفال
د عمر فوزي نجاري
التسمم بالقلويات القوية عند الأطفال بقلم الدكتور عمر فوزي نجاري تتضمن القلويات القوية المنظفات القوية وحبيبات الغسالات والجلايات ومنظفات الصحون وسوائل الجلي (تحتوي على الصود الكاوي والبوتاس الكاوي) وتناولها سواءٌ قصداً أو خطأً هو أمر شائع عند الأطفال لا سيما ممن هم دون السنتين من العمر، وقد يؤدي ذلك إلى مخاطر شديدة وإلى حدوث عقابيل شديدة لدى بعضهم – كتضيق المري مثلاً- وقد يسبب بعض الوفيات، ولذلك من المفيد وضع الأواني الحاوية على مثل هذه المواد بعيداً عن متناول أيدي الأطفال في أماكن محكمة الإغلاق وعلى الرفوف العالية للمطابخ والمستودعات، وعدم وضع مثل هذه المواد في زجاجات المرطبات والشرابات المحببة للأطفال. كما يجب التقيد بالتركيز الصحيح للقلويات في السوائل الحافظة، مما يقلل من الحوادث الخطرة الناجمة عنها ولكنها بالتأكيد تبقى موجودة. و وفقا لدراسة حديثة بينت أنّ المنظفات المعبأة والمغلفة تُعدّ أكثر خطورة من حيث إمكانية إحداثها للتسممات عند الأطفال مقارنة مع أنماط المنظفات الأخرى. وقد يتناول الأطفال الأكبر سناً أو الشباب، بشكل غير مقصود هذه المواد المصنعة على شكل أقراص شبيهة بأقراص الأدوية، وهي ذات قطر يبلغ16ملم وتحوي على مادة (صوديوم ثاني كلور ايزوسيانوريت Sodium dichloroisocyanurate) ويكون PH السائل الناجم عن حل هذه الأقراص معتدلاً. أمّا الآلية المفترضة لحدوث الأذية فهي أكسدة بروتينات الخلايا، كما يؤدي حل هذه الأقراص إلى تشكل غاز الكلورين وهو يؤدي في حالة استنشاقه إلى أذيات مختلفة على مستوى القصبات والقصيبات الشعرية. وتناول قرص واحد من هذه الأقراص ذات الشكل الدوائي يسبب أذية واضحة في الفم والمري. لقد سجل مكتب خدمة المعلومات السمية القومي National poisons information service في بريطانيا في مشفى New cross(119) حالة تسمم بالأقراص المعقمة خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 1984م. الإمراض: تتعلق شدة اذية هذه القلويات بشدة تركيزها وبمدة بقائها على تماس مع الجلد أو مخاطيات الجهاز الهضمي الفم والبلعوم والمري..... تُعدّ المستحضرات السائلة (كسوائل التنظيف الخاصة بالمجاري الصحية، ومساحيق الغسيل المتوفرة في المنازل) خطرة بسبب سهولة وصولها إلى المري من جهة ولإمكانية إحداثها أذية دائرية في محيط المري. وعادة ما تتوضع الأذية في الفم والبلعوم والمري بينما يشكل الوسط الحامضي في المعدة حماية واضحة لها من قلوية تلك المواد. تسبب الكاويات أذية موضعية في المخاطية وما تحتها وذلك بالنخر والتمييع عن طريق صوبنة الدسم وحل البروتينات وإحداث خثرات في الأوعية الدموية الموضعية وما يعقب ذلك من تنخر في الأنسجة. أمّا الأقراص المعقمة فتمتاز بسيئة كبيرة إذ هي عبارة عن كاويات صلبة تؤدي إلى تركيز عالي في مكان تماسها مع الغشاء المخاطي، كما أنّ تأثيرها يستمر لفترة طويلة، ولذلك فهي تتسبب في إحداث حروق مريئية بنسبة أعلى مما تحدثه السوائل الكاوية، ويتراوح الوقت اللازم لإحداث الضرر الواضح ما بين بضع ثوانٍ إلى عدة دقائق. تُصنف الأذية الناجمة عن الكاويات كحرق حراري: 1- أذية درجة أولى: حيث يتركز الضرر في الطبقة السطحية، ويشاهد احتقان وتوذم وانقلاع في المخاطية. 2- أذية درجة ثانية: وهذه تشمل المخاطية وما تحتها مع سحجات وتقرحات وتآكلات في جدار المري. 3- أذية درجة ثالثة: وهي تشمل الدرجة الثانية إضافة لتقرحات تصل حتى المنصف وفضاء الجنب وفضاء البريتوان. وبعد عدة أيام من الأذية الحادة تستبدل الأنسجة المتموته بنسيج حبيبي ويتكون بعدها ندبة تؤدي إلى تضيق لاحق تصعب معه التغذية ويسبب ذات رئة من طبيعة استنشاقية. وخلال هذه الفترة يمر الطفل بمرحلة تسمى المرحلة الخادعة، إذ تزول الأعراض السريرية من آلام وعسرة بلع، وهذه الفترة هي فترة تشكل النسيج الحبيبي فيظن الأهل أنّ الطفل قد شفي ثم لا تلبث أن تتبين ملامح التضيق التي قد تصل لمرحلة الحرمان من الغذاء. التظاهرات السريرية: يعتمد التشخيص على القصة السريرية فقط، أمّا الصورة السريرية فتتضمن ألم في الفم وخلف القص والظهر مع عدم القدرة على البلع، وإلعاب غزير وغثيان وإقياء و ألم بطني وقد تحدث حروق فموية بلعومية، هذا وإنّ اثبات أذية المري يتم بتنظير المري لأنّ عدم وجود أذية في البلعوم لا يعني عدم وجود أذية في المري. تتشكل أغشية بيضاء صابونية الشكل على الغشاء المخاطي للفم والبلعوم لا تلبث أن تصبح بنية متوذمة متقرحة. وأحياناً تطغى أعراض الصدمة(تسرع نبض، تسرع تنفس، تعرق غزير). يُجرى التنظير بعد (12-24)ساعة لتحديد وجود الأذية المريئية ودرجتها، كما تفيد اللقمة الباريتية في كشف أذية الغشاء المخاطي المريئي، وقد يحدث انثقاب مري مع التهاب منصف أو انثقاب معدة مع التهاب بريتوان، وقد يؤدي الاستنشاق إلى حدوث تنخر رئوي أو وذمة في المزمار، وقد تحدث الانتانات الجرثومية في الأسبوعين الأول والثاني، وقد يحدث التضيق المريئي فيما بعد. المعالجة: تُعالج أذية الفم بغسله جيداً بالماء وبكميات كبيرة ليتم تمديد المادة القلوية، وفي حال احتمال وجود أذية في المري فيجب منع تناول السوائل عن طريق الفم حتى يتم إجراء تنظير المري ويُنفى بواسطته وجود أية أذية فيه، و هنا لا بد من التأكيد والتنبيه على أنّ الإقياءات المُحرّضة وغسيل المعدة هما مضاد استطباب ويجب عدم إجرائهما، ذلك أنّ حموضة المعدة ستعدل القلويات بشكل فعال، كما أنّها (أي الإقياءات) تزيد من إمكانية حدوث الاستنشاق، كما أنّ اللجوء لتعديل القلويات بالمواد الحمضية هو مضاد استطباب أيضاً. ويُجرى تنظير المري خلال 48 ساعة لتقرير التدابير اللازمة، وبعد ذلك إذا وجد تضيق يُلجأ للتوسيع بالموسعات منذ اليوم الرابع، ونستمر بذلك يومياً لمدة اسبوعين، وبعد ذلك بشكل دوري لمدة لا تقل عن السنة. أمّا الانثقاب وضياع السوائل والانتان فتعالج حسبما يتطلب الأمر، و لا تعطى الصادات وقائياً وقد يفيد إعطاء الستيروئيدات في منع حدوث التضيق. الوقاية: يذكر الدكتور Gary smith مدير مركز أبحاث الحوادث في مستشفى الصعيد الوطني للطفولة Nationwide children s Hospital في Columbas ، أوهايو، أنّ الأطفال الذين تعرضوا لحوادث التسمم بالمنظفات المعلبة كانوا أكثر عرضة لقبولهم في مراكز الرعاية الصحية، أو أنّهم كانوا أكثر عرضة لمخاطر طبية أكثر أهمية من أولئك الذين تعرضوا لأنماط المنظفات الأخرى، إذ شوهدت لديهم حوادث السبات، وارتشاح الرئتين بالسوائل وتوقف التنفس. وينصح الدكتور Smith بأنّ على الآباء ومقدمي الرعاية للأطفال أن يأخذوا بالحسبان فيما إذا كانت الراحة المحتملة من تعبئة وتغليف منظفات الغسيل بالنسبة لهم تستحق أن يتعرض بسببها أطفالهم لخطر التسمم بها. إذ لوحظ أنّ أكثر من نصف حوادث التسمم بالمنظفات كانت ناجمة عن المنظفات المعبأة والمغلفة Packets. كما لوحظ ازدياد حوادث التعرض لها خلال الأعوام الأخيرة2013 و2014م، مقارنة مع أنواع المنظفات الأخرى غير المعبأة، وكان معظم الأطفال المتعرضين للتسمم بها دون الثلاث سنوات من العمر. كما لوحظ أنّ النتائج الطبية الخطيرة كانت أكثر مشاهدة عند من تناول المنظفات المعلبة والمغلفة. ذلك أن التعبئة كانت اشبه ما تكون بعلب الحلوى أو العصير وبأحجام مثالية كي ينتزعها الطفل ويضعها في فمه حيث سرعان ما تبدأ بالذوبان في الفم ومن ثم تنطلق بتركيزها العالي نحو الحلق ومجرى الهواء. ولذلك توصي دراسة د Smith الأهل الذين لديهم أطفال دون الست سنوات من العمر باستخدام منظفات الغسيل التقليدية (سائل أو مسحوق)، وفي حال استعمال منظفات الغسيل المعبأة والمغلفة أن تحفظ وتخزّن بعيداً عن أنظار الأطفال وفي أماكن محكمة الإغلاق. _________________________ فهرس مواضيع الدكتور عمر فوزي نجاري
الحقوق محفوظة طبيب الوب 2014 ©
http://tabib-web.eu - http://www.tabib-web.eu