Google
 

أسفل

جــــديدنا
ما يجب أن تعرفه عن اسهالات الأطفال .....     فضل الحضارة العربية الإسلامية على الحضارة الكونية الحديثة .....     لقاحات الكورونا المستجد .....     المقالات المنشورة على موقع طبيب الوب عن الكورونا – وباء الكوفيد 19 .....     التصرف السليم مع مرض الكورونا في الحالات خفيفة الشدة حصراً المقالة رقم 38 .....     أسباب وفيات الأطفال المراجعين للعيادات في مدينة اللاذقية .....     علاج الكورونا بالكلوروكين hydroxychloroquine .....     الأعراض الشعاعية لمرض الكوفيد 19 – وباء الكورونا .....     كيف يتكارثر فيروس الكورونا .....     الخصائص التي امتاز بها المرضى الذين ماتوا بفيروس وباء الكوفيد 19 - كورونا في ايطاليا .....     وباء الكوفيد 19، الكورونا. احصائيات اوربية و عالمية covid 19 / Corona virus .....     تشخيص الشقيقة والوقاية منها .....     فوائد رعاية الأطفال الخدج وناقصي وزن الولادة بوضعية الكنغ .....     الامراض المعدية .....     في عيون القراء .....     لعبة الغولف Golf تطيل الحياة .....     صمامة الرئة و الحمل .....     سرطان المبيض .....     توطئة في علم السموم .....     Lithopédion من عجائب الطب .....     طرق و اساليب منع الحمل .....     وباء الكريب grippe A(H1N1)2009 المسمى سابقا انفلونزا الخنازير .....     مقدمة إلى المشاكل الجنسية عند المرآة .....     الالتهابات التناسلية ـ الإصابة الخمجية للجهاز التناسلي بالكائنات الدقيقة .....     دراسة انتشار الطفيليات المعوية عند الأطفال .....     هل يمكن للولادة بالمجيء المقعدي أن تتم عن الطريق الطبيعي؟ .....     هل يفيد العلاج الجراحي لدوالي الحبل المنوي؟ .....     العذرية و غشاء البكارة .....     نصائح للأطباء حول تدبير حالات عسرة انتصاب القضيب .....     وباء الايدز، حقيقة الامر بالبلدان العربية، خصائص المرض، طرق العدوى، وسائل الوقاية .....     القذف المبكر، المتعة السريعة .....     مواضيع تهم الأطباء و طلاب الطب .....     صفحة خاصة تهتم بمشاكل الحمل و الولادة و تطور الجنين .....     العقبولة التناسلية Herpes .....     الطبيعي بالجنسانية الإنسانية .....     تعرفوا على أنفسكم. معلومات عامة طبية عن جسم الأنسان .....     اللقاح ضد سرطان عنق الرحم.. .....     سرطان عنق الرحم و فيروس البابيلوما الأنسانية HPV .....     الموسوعة المصغّرة للثقافة الجنسية و علم الجنس الطبي sexologie .....        
 
 

 

المقدمة

 

مستجدات طبية

 

الحمل و مشاكل الولادة

 

صحة عامة

 

الأمراض النسائية

 

أمراض الأطفال

 

ألية الوظيفة الجنسية و تطورها

 

مشاكل جنسية ـ رجال

 

مشاكل جنسية ـ نساء

 

مواضيع للأطباء و طلاب الطب

 

مشاكل نفسية جنسية

 

أقلام حرة

 

الولادة

 

موانع الحمل

 

علم التسممات

 
 
 

من أجل حلول لمشاكلك الجنسية، اسأل متخصص.

 
 
 

دليل لمواقع تهمك على الشبكة.

 
 
 

 

 

 
 

مخطط الموقع

باب علم التسممات - الصفحة (2) - للأطباء و طلاب الطب - صفحة أختصاصية

 
 

 
 

التسمم بالصفاصافت "الأسبرين" عند الأطفال

 

الدكتور عمر فوزي نجاري

 

التسمم بالصفصافات عند الأطفال

مقدمة:
تعد مركبات الصفصافات من أكثر الأدوية استعمالاً وأوسعها انتشاراً في وقتنا الحاضر، إذ يقدر استهلاك العالم منها بعشرات ملايين الأقراص سنوياً، وعلى الرغم من ظهور أدوية وعقاقير جديدة كثيرة، إلاّ أنّها لم تؤثر على مكانة الصفصافات المرموقة بين مختلف الأدوية المسكنة والخافضة للحرارة والمضادة للالتهابات غير الستيروئيدية.
ونظراً لشيوع استعمالها وكثرة مستحضراتها وتوافرها في الأسواق والمنازل والمكاتب، إضافة إلى طعمها الحلو المستساغ من قبل الأطفال وخاصة منها الاسبرين والتاميرين البيبيسبرين، فإنّها تعد الدواء الأكثر إحداثاً للتسممات عند الأطفال.

وقد لوحظ مؤخراً حدوث تراجع في حالات التسمم العرضية Accidental بالصفصافات عند الأطفال عما كانت عليه الحال قبل عدة عقود، ويعتقد أنّ ذلك ناجم عن طرق لوقاية المتبعة بما فيها حفظ الأدوية وإحكام إغلاقها وتحديد عدد الأقراص في كل منها.

والصفصافات عبارة عن مجموعة مركبات أشهرها على الإطلاق:
ـ حمض الصفصاف الخلي Acetylsalicylic Acid (الأسبرين )
ـ صفصافات الصوديوم Sodium Salicylate وهنالك أيضاً
ـ حمض الصفصافات Salicylic Acid
ـ صفصافات المثيل Methylsalicylate
ـ الساليسيلاميد

والمركبان الأوليان سهلا الانحلال في الماء.


توجد الصفصافات في العديد من النباتات كالياسمين والبازلاء والفاصولياء وقصب السكر والقمح وغير ذلك , كما توجد في بعض أفراد العائلة النباتية المعروفة باسم ( سبيرا ) والتي اشتق اسم الأسبرين منها وهو الاسم الذي أطلقته عليه شركة باير الألمانية وعرف به منذ ما يزيد على قرن من الزمان.

يستعمل الأسبرين لمعالجة حالات مرضية كثيرة منها الصداع والترفع الحروري والزكام والآلام المفصلية والرثوية ..وغيرها، وهو يعطى بجرعة بين (80-120مغ/كغ/يوم) للحصول على التأثير العلاجي المطلوب يجب معايرة مستوى الصفصافات في المصورة في منتصف الفترة بين الجرعات والمحافظة عليه بحدود 25-30مغ% (2مل مول/ل).

وقد نصحت الدراسات الحديثة المجراة على الأسبرين ومشتقاته بعدم استعماله لدى لأطفال دون 12 سنة من العمر وذلك خشية إصابتهم بمتلازمة Reye*.

*متلازمة Reye : وصفت هذه المتلازمة لأول مرة عام1963م وهي عبارة عن اعتلال دماغ حاد ويتظاهر بتنكس شحمي في الكبد، وهي ذات نسبة وفيات عالية، تحدث عند لأطفال بعد الانتانات الحادة لاسيما بجدري الماء والأنفلونزا رغم أن سببها ما زال مجهولاً، تترافق هذه المتلازمة بشكل ملحوظ مع إعطاء الأسبرين للأطفال المصابين بالمرضين السابقين ولذلك ينصح بعدم استعمال مركبات الصفصافات للأطفال المصابين بجدري الماء والأنفلونزا.



لمحة تاريخية :
عرفت فوائد خلاصة نبات الصفصاف منذ القدم، وكانت القبائل الأفريقية القديمة أول من استعملته لخفض درجة حرارة الإنسان وتخفيف آلامه , كما عرف الإغريق هذه الحقيقة منذ القرن الرابع قبل الميلاد فقد استعمله أبو الطب ( أبو قراط ) لتسكين الأوجاع خفض الحرارة , وفي القرن الميلادي الأول قام ديوسقوريدس بتحضير مرهم لحاء الصفصاف واستعمله لمعالجة مسمار القدم، وفي القرن الميلادي الثاني جاء ذكر خلاصة نبات الصفصاف في موسوعة جالينوس الطبية.

وفي القرن الثامن عشر للميلاد وبينما كان العالم والراهب الإنجليزي ستون يقوم بإجراء تجاربه للبحث عن دواء أقل تكلفة من الدواء المستخلص من شجرة السنكونا لخفض درجة الحرارة العالية ( وكان نبات السنكونا نبات نادر وباهظ الثمن، إذ كان يستورد من أماكن بعيدة كأمريكا الجنوبية وجاوة )، قام هذا الراهب باستخدام خلاصة نبات لصفصاف وطبقه على المساجين الذين كانوا يعانون من البردية والقشعريرة حيث أعطى كلاً منهم جرعات متتالية من مسحوق لحاء الصفصاف فلاحظ حدوث تحسن ملحوظ على جميع المرضى دون استثناء . وكانت هذه التجربة حافزاً لفتح الباب أمام البحث الطبي والكيميائي لمعرفة هوية المادة الفعالة في لحاء شجرة الصفصاف , وما إن أطّل القرن التاسع عشر حتى قامت الشركات الدوائية بالبحث والتنقيب إلى أن جاء عام 1838م حيث تمكن أحد العلماء الإيطاليين من استخلاص كمية قليلة من مادة الصفصاف إلاّ أن كلفتها كانت باهظة . وفي عام 1874م تمكن الكيميائي الألماني ( كولب ) من تخليق هذه المادة في مخبره وبكلفة بسيطة , وكان ذلك بداية لسلسلة من التجارب والأبحاث الطبية التي تناولت هذا الحمض وتأثيره على جسم الإنسان وخاصة ما يتعلق بتخفيض الألم وتسكينه , وقد اتجه الكيميائيون لتحضير مشتقات لهذا الحمض بأقل سمية ممكنة وقد تم ذلك فعلاً بعد جهود مضنية حيث تم تحضير حمض الصفصاف الخلي وكان ذلك عام 1899م.

وقد قام الكيميائي الألماني هوفمان وبدعم من شركة باير الألمانية للأدوية والتي كان يعمل بها، بإجراء المزيد من الدراسات للكشف عن فوائد ومزايا الدواء الجديد المكتشف وقد أطلقت عليه الشركة اسمه المعروف به حتى الآن وهو ( الأسبرين ).

الحرائك الفارماكولوجية :
تمتص الصفصافات بسرعة في المعدة والأمعاء الدقيقة كما يمكن أن تمتص عن طريق لجلد , وتعتمد سرعة الامتصاص على باهاء (PH ) المعدة ووجود طعام فيها وعلى كمية الأسبرين المتناولة، ويمتص الأسبرين بشكله اللامشرد بشكل جيد عبر المعدة، أمّا عن طريق الحقن فيبدأ مفعوله المسكن بعد (4-8) دقائق و ليصل بعد 20 دقيقة إلى أقوى تأثير له ويستمر ذلك (3-4) ساعات.
وبعد الامتصاص يتحول الأسبرين إلى حمض الصفصاف الذي يستقلب في الكبد طريقتين:
1- بالانضمام مع الغليسين وتشكيل حمض الساليسيلوريك.
2- بالانضمام مع الحمض الغلوكوروني وتشكيل ساليسيل فينوليك وساليسيل أسيل غلوكورونيداز.

كما ويطرح قسم من حمض الصفصاف في البول كما هو مكوناً حمض الـ Gentisic الأكسدة وذلك بكميات قليلة.

إن طريقتا الاستقلاب المذكورتين سابقاً هما طريقتان سهلتا الإشباع ولذلك فعند زيادة الجرعة الداوئية عن الحد المطلوب يزداد مستوى حمض الصفصاف في الدم بمخطط غير خطي ولهذا أهمية في تفسير ما يلي :
1- قد لا يتحقق المستوى الأعظمي للدواء إلاّ بعد مرور 24 ساعة على تناوله.
2- إمكانية حدوث التسمم في حالة التناول المزمن للدواء حيث يتطاول عندها نصف عمر الدواء.

يعتمد امتصاص الأسبرين وتدبير آثاره السامة على باهاء ( PH ) محلول الأسبرين، حيث يمتص الأسبرين كحمض ضعيف في وسط حامضي قوي حيث يحافظ على شكله ير المشّرد، وعندما نريد إنقاص امتصاصه من المعدة نعمل على رفع PH المعدة وذلك بغسلها ببيكربونات الصوديوم , مما يساعد على تشرد الأسبرين وبالتالي إنقاص امتصاصه. وكذلك فإنّ المحافظة على باهاء ( PH ) الدم بشكل عالي ( أكثر من 7.4) يساعد على تأخير الامتصاص إلى السائل الدماغي الشوكي ( حيث يعتقد أنّ الأسبرين يحث المراكز البصلية على فرط التهوية ). كما ويزداد طرح الأسبرين في البول إذا حافظنا على PH عالي حيث يبقى الأسبرين مشرداً وبالتالي تقل نسبة عودة امتصاصه
من الأنابيب.

تقدر الجرعة القاتلة من الأسبرين بـ 200-500مغ/كغ، أمّا الجرعة اللازمة لإحداث التسمم عند الأطفال فتقدر بـ 200مغ/كغ، ومع ذلك فإنّ هنالك حوادث تسمم بالأسبرين قد سجلت بتناول مقادير أدنى من ذلك، إذ على الرغم من قدرة الأطفال على تحمّل الأسبرين بصورة جيدة إلاّ أنّ مراقبتهم عن كثب واجبة خوفاً من حوادث التسمم به حتى بالجرعات القليلة.

كما أنّ لسن المريض ووجود حالة تجفاف لديه أو قصور في الوظيفة الكلوية دوراً في يادة شدة تأثير جرعات يمكن أن تعتبر ضمن الحدود الطبيعية.

تحدث ذروة حالة التسمم بعد 4 ساعات من تناول الجرعة السامة، هذا وتشكل حوادث لوفيات الناجمة عن التسمم بالصفصافات قرابة 15% من إجمالي الوفيات الناجمة عن لتسممات عند الأطفال دون عمر خمس سنوات.

آلية عمل الأسبرين :
في عام 1971م اكتشف أحد العلماء الإنجليز آلية عمل الأسبرين في خفض الحرارة، حيث وجد أنّ الأسبرين يتدخل في إنتاج الجسم لمادة البروستاغلاندين ( وهي مادة شبه هرمونية تنتجها معظم خلايا الجسم بمجرد حدوث خدش أو إصابة فيه ) ولمّا كان البروستاغلاندين يحدث كثيراً من الآثار الجسمية الضارة كالصداع وارتفاع الحرارة، كما ويساعد في تخثر الدم , فإنّ تدخل الأسبرين في إنتاجه يؤدي إلى معاكسة التأثيرات المذكورة.


الفيزيولوجيا المرضية : تتضمن تأثيرات الصفصافات الفورية :
1- يؤدي تنبيه مركز التنفس لحدوث تنفس سريع وعميق ( تنفس كوسماول ) مما يؤدي لطرح كمية كبيرة من غاز CO2 وبالتالي يحدث نقص في الـ Pco2 مما يسبب قلاء تنفسي سريع.
2- سرعان ما يتطور القلاء التنفسي نحو الإحمضاض الاستقلابي وذلك بسبب محاولة الكلى معاوضة القلاء وذلك بطرحها للبيكربونات والصوديوم والبوتاسيوم , علاوة على اضطراب في استقلاب السكريات وتثبيط أنزيمات حلقة كريبس وإنقاص استهلاك الأوكسجين وما يؤدي إليه ذلك من تراكم للحموض العضوية وخاصة الخلونية منها محدثاً حالة خلونة إحمضاضية استقلابية.

وهذه هي الحالة التي يراجعنا فيها المريض غالباً والتي تتطور , إذا لم نتداخل، إلى:
3- القلاء الاستقلابي : بسبب زيادة الضائع من البوتاسيوم مع البول في المرحلة السابقة
وعود امتصاص البيكربونات، وهنا يمر الأمر إلى الوفاة أو إلى الشفاء العفوي أحياناً.
ومن التأثيرات الأخرى :
أ‌- النزف :وينجم عن : التأثير الموضعي المخرش للأنبوب الهضمي، نقص تشكل البروثرومبين التالي لإصابة الوظيفة الكلوية ( خلل في استخدام الكبد للفيتامين ك)، تعديل وظيفة والتصاق الصفيحات بسبب تثبيط البروستاغلاندين.
ب‌- نقص بوتاسيوم الدم : وهو يرافق الانسمام الحاد، حيث تؤثر الصفصافات على الآلية الأنبوبية المسؤولة عن طرح البوتاسيوم، ولها تأثير غير مباشر عن طريق إحداثها للقلاء حيث يسبب القلاء دخول شاردة البوتاسيوم إلى داخل الخلايا وزيادة طرحها في البول، وقد يتظاهر هذا النقص بتسطح T وتزحل ST وغياب المنعكسات الوترية، وقد يسبب نقص البوتاسيوم ضعفاً في قدرة الكلية على التكثيف وبالتالي إحداث البول والتجفاف.
ت‌- التأثير على استقلاب الغلوكوز : وهو أمر معقد إذ قد يؤدي إلى غلوكوز دم طبيعي أو مرتفع أو حتى منخفض , أمّا غلوكوز السائل الدماغي الشوكي فقد يكون ناقصاً بغض النظر عن غلوكوز الدم .
ث‌- يحدث ترفع حروري ناجم عن زيادة الأكسدة والاستقلاب دون صيانة الطاقة المتولدة مع الـATP .
ج‌- يحدث التجفاف المفرط أو الناقص الصوديوم والناقص البوتاسيوم ويساهم في ذلك الترفع الحروري والتعرق الناجم عنه والإقياء وزيادة الطرح الكلوي وضياع الصوديوم والبوتاسيوم إضافة لفرط التهوية . وقد يصل ضياع السوائل لـ(4-6)ل/م2 عند التسمم الشديد.

ومن المهم أن نلاحظ أنّ المتسمم بالصفصافات قد يعاني من حالة تشبه الحماض الخلوني السكري ( فرط سكر دم , بيلة سكرية خلونية , مع حماض استقلابي ) على أنّ مقدار السكر لا يزيد عن 200مغ% في أغلب الأحيان.

ومن التظاهرات الأخرى غير المألوفة :
-انطراح بشرة الأنابيب الكلوية مع بيلة بروتينية..
-ما يشبه متلازمة الإفراز غير الملائم للـ ِِA.D.H في الحلات المزمنة.
-التهاب كبد سمي عكوس يتظاهر بارتفاع الخمائر الكبدية .

الموجودات الباتولوجية :
وهي المشاهدة عند الموت، وتشمل ائتكال واحتقان المخاطية المعدية مع نزف و وذمة وتغيرات تنكسية في الكليتين والدماغ والرئتين والكبد.

التظاهرات السريرية :
غالباً ما يحدث التسمم بالصفصافات عقب تناولها عن طريق الفم، فإذا كان المقدار المتناول دون 150مغ/كغ فالحالة سليمة . أمّا إذا تراوح المقدار بين 150-300مغ/كغ فإنّ الإنسمام يتراوح بين الاعتدال والشدة المتوسطة ,فإذا زاد عن 300مع/كغ تراوح الإنسمام بين المتوسط والشديد , أمّا إذا زاد عن 500مغ/كغ فيعد الإنسمام خطيراً وربما مميتاً , هذا في الحالات الحادة , أمّا في الإزمان , فالأمر مختلف، إذ يبدأ الإنسمام في التظاهر عندما يتجاوز المقدار 100مغ/كغ يومياً لمدة يومين فأكثر.

الإنسمام الحاد :

1-خفيف: حس حرق في الفم والحنجرة والبطن . زلة تنفسية خفيفة إلى متوسطة، نعاس، غثيان، إقياءات، دوار، وبخلاف الكهول، فإنّ الأطفال وخاصة الصغار لا يشكون عادة من الطنين أو نقص السمع الحادثان بفعل التسمم .
2-فرط تهوية شديد إلى متوسط الشدة , فرط استثارة وهياج Agitation , هذيانelirium , وتخليط Confusion , وحرارة و تعرق وتجفاف و حس انزعاج وكدمات و خبل و ذهانات Psychosis .
3- شديد : فرط تهوية شديد , سبات , اختلاج , زرقة , قصور تنفسي , كما يضطرب الوعي ويصاب المتسمم بالإغماء , مع أعراض نقص سكر . وتتظاهر الارتكاسات الشديدة بسيلان أنفي وتشنج قصبي و وهط دوراني ولكنها تظاهرات نادرة .

إنّ الصورة السريرية للتسمم بالصفصافات تشبه متلازمة Reye* , ويبدو أن بعض حالات هذه المتلازمة ليست إلاّ حالة انسمام تحت حاد بالصفصافات يصعب تمييزه.

الإنسمام المزمن :
طنين , نزوف معدية أو شبكية ,قرحة هضمية , نقص وزن , اختلاط ذهن , اندفاعات جلدية , أذية كبدية على شكل التهاب كبد كيميائي حيوي , وهذا يزول فور توقف استعمال الأسبرين و لا يؤدي إلى تخرب كبدي مزمن .( قد تحدث لدى الأطفال الطبيعيين , ولكنها تشاهد بشكل خاص عند المصابين بالذأب الحمامي والتهاب المفاصل الرثواني والحمى الرثوية ).

في الحالات الحادة , يفيدنا مخطط Done في تحديد شدة المرض , من خـلال قيـاس صفصافات المصل مقارنة مع زمن تناولها. ولكنه لا يفيد في الانسمامات المزمنة، والوقت الأكثر ملائمة لمعايرة الصفصافات في المصل هو بعد ست ساعات من تناولها، كي نـتـيح الوقت الكافي لحدوث الامتصاص والتوزع.

التظاهرات المخبرية :
-يعد قياس المستوى الدوائي للصفصافات في المصل إجراءاً أساسياً أمام كل حالة حماض استقلابي مجهول السبب خاصة إذا ترافق مع اضطرابات وظيفية عصبية ومع اضطرابات وظيفية كبدية. ويعد القياس غير هام إذا كان ضمن الحدود الطبيعية في الانسمام المزمن، وهام مهما كانت النتيجة في الانسمامات الحادة.

وتجب معايرة الصفصافات بعد ست ساعات من تناول الدواء , وتعد النتيجة هامة إذا انت عالية، أمّا إذا كانت ضمن الحدود الطبيعية فيجب إعادة معايرتها بعد (2-4) ساعات , فإذا لم يرتفع المستوى يمكن اعتبار الانسمام غير خطير , ويعد العيار العالي أصلاً أو الذي ارتفع بعد تكرار المعايرة استطباباً لمعالجة فورية .
- معايرة غازات الدم الشرياني , PH الدم , كلور المصل , NA ,K , وسكر الدم , لتقدير المعالجة.
- قد نجد بيلة بروتينية وبيلة دموية .
- تحري وجود الصفصافات في البول ( اختبار كلور الحديد ) حيث تضاف بضع قطرات من كلور الحديد إلى 5مل من بول مغلي محمض فيظهر لون بنفسجي دليل وجود مركب فينولي هو الصفصافات ( تقدير وجود وليس كمية ).
- Phenistix : يفيد في معايرة الصفصافات في المصل أو المصورة أو غمسه فيها، فإذا كان مستوى الصفصافات في الدم 20-40مغ% يظهر لون اسمر , أمّا إذا كان المستوى بين 40-90مغ% فيظهر لون بني غامق , وإذا كان < 90مغ% يظهر لون ني
برتقالي .
- قد ينخفض زمن البروثرومبين إلى ما دون 20% من قيمته الطبيعية.
- إنّ إعطاء الأسبرين لفترة طويلة قد يسبب اضطراب في وظائف الكبد فترتفع لفوسفاتاز القلوية وترتفع خمائر الكبد SGPT, SGOT , وقد تزداد خلوية البول، ويزيد طرح الكرياتينين , وينقص معدل الرشح الكبي , ويظهر الدم الخفي في البراز.

الوقاية :
1-إعلام الأهل بالجرعات الصحيحة لتناول الصفصافات بالنسبة للأطفال.
2.من المفيد أن ننصح زملاءنا أطباء الأمراض الجلدية الذين يصفون مراهم حاوية على الصفصافات بعدم استعمالها على مساحات واسعة من الجلد باستمرار , وأن يأخذوا جانب الحذر ويعايروا مستوى الصفصافات بشكل دوري لتجنب حوادث التسمم العرضي به.
3- عدم إضافة نوع آخر من الصفصافات عند استعمال نوع معين.
4- ولتخفيض حوادث شدة التخريش المعدي الناجم عن الأسبرين ينصح بوصف الأسبرين أو دواريء الأسبرين Buffered التي لها خاصية الانحلال والتجزوء , أو الأسبرين المعدي المغلف .
5- يجب أخذ الحذر عند إعطاء الأسبرين للأطفال المصابين بالربو المزمن والذين
لديهم ارتكاسات تحسسية تجاه الأدوية , وقد يكون الأكثر أماناً محاولة استعمال صفصافات الصوديوم عند مثل هؤلاء المرضى.
6- الانتباه لحوادث التسمم بالصفصافات عند الأطفال المصابين بحالة حماض استقلابي مكتسبة غير معللة !.

مضادات استطباب الأسبرين :
1- يحظر استعمال مركبات الأسبرين عند المصابين بالقرحة الهضمية , إذ قد يؤدي ذلك لحدوث نزف هضمي شديد.
2- يحظر استعمال الأسبرين من قبل المرضى الموضوعين على مضادات التخثر أو الأدوية المضادة للسكري وغيرها من الأدوية التي تتنافر مع الأسبرين.
3- لا يجوز استعماله من قبل الأشخاص المعرضين للتحسس تجاه الأسبرين.
4- ليس للأسبرين تأثير مثبط للتنفس أو تأثير مهدئ , ولكن الجدير بالذكر أنّ خطر حدوث الربو القصبي شبه التحسسي يظهر بنسبة 0.2%.
5- يحظر استعماله من قبل الحوامل لما قد يسببه لهن من نزف أو إجهاض نظراً لمفعوله المميع للدم , كما قد يسبب صغراً في حجم الجنين , أو ولادة أجنة ميتة .
6- يحظر استعماله لمدة طويلة إذ قد يسبب خطراً على الكلى لما قد يسببه من التهاب كلى خلالي أو قصور كلوي.

العلاج والتدبير :
أ‌- الإجراءات الإسعافية : يجب تطبيق ما جاء في بحث المعالجة العامة للتسممات * من من تحريض للإقياء باستخدام شراب عرق الذهب ( مع الانتباه لعدم استعمال الايبو مورفين) , وتأخير الامتصاص باستعمال الفحم النشيط, واستعمال المسهلات الملحية , وغسل المعدة باستعمال محلول 1-2% بيكربونات الصوديوم , وفي حال هبوط الضغط ينقل 10-15سم3/كغ/دم خلال ساعة , وإذا حدث قصور تنفسي , نطبق التنفس الاصطناعي مع الأوكسجين, وفي حالة الاختلاجات غير الناجمة عن نقص السكر , يستعمل السوكسينيل كولين إضافة للتنفس الاصطناعي، ولا يجوز استعمال مثبطات الجملة العصبية المركزية كالباربيتوريات.
ويجب أن لا يفوتنا على الإطلاق أننا إذا كنا قد شاهدنا الطفل المتسمم بعد حوالي الساعتين من تناوله لكمية سامة وبدون أعراض سريرية , فإنّ هذا لا يعني البتة أنّه غير مصاب ويرسل إلى منزله خطأ في تقديرنا السريري وقتها, بل على العكس قد تظهر الأعراض بعد ساعات أخرى حيث يصل الدواء لذروة تأثيره.

• د.عمر فوزي نجاري, المعالجة العامة للتسممات,المدخل إلى علم السموم عند الأطفال,الطبعة الأولى1997م-الفصل الخامس, ص64-114.

ب‌- الإجراءات العادية : قبل البدء بهذه الإجراءات لابد من سحب عينات دم لمعايرة غازات الدم الشرياني والشوارد Cl, K,Na, و PH الدم الشرياني والسكر.

في الحالات الخفيفة : مع نتاج بولي كافي ودون وجود إقياءات , نعطي الحليب وعصير الفواكه كل ساعة عن طريق الفم حتى ما مجموعه 100مل/كغ/24 ساعة.
أمّا في الحالات المتوسطة والشديدة : ( وخوفاً من حدوث التجفاف) يجب إعاضة السوائل بسرعة 10-15سم/كغ /ساعة خلال الساعتين الأوليتين , وتحضر هذه السوائل
على الشكل التالي : لكل 100سم دكستروز5% يضاف 5مك من كلور الصوديوم و 2.5 ك من بيكربونات الصوديوم .حتى جريان البول أو إصلاح التجفاف أو ظهور علامات قصور كلوي ( ارتفاع البولة الدموية ) . وبعد التأكد من الجريان البولي يستبدل 50% من الصوديوم في التركيبةالسابقة بالبوتاسيوم وذلك حسب نتائج معايرة البوتاسيوم (ويوقف إعطاء البوتاسيوم عندما يصل مستواه في الدم إلى 5مك/ل ).

وفي حالة الحماض الشديد: ( PH الدم > 7.15) تعد قلونة الإدرار حجر الأساس في معالجة التسمم بالصفصافات , ومن هنا يجب تعويض البيكربونات , حيث يعطى عادة 1-2 مك/كغ / 1-2 ساعة منحلة بدكستروز 5% , ونستمر بتعويض السوائل بسرعة 4-5 مل/كغ/ساعة مع المحافظة على بول قلوي حتى يهبط مستوى الصفصافات إلى المستوى العلاجي (20-25مغ% ) وهذا الأمر قد يتطلب أياما متعددة , والسائل المستخدم هو الدكستروز 5% مع 40مك صوديوم و35مك بوتاسيوم و 20-25مك بيكربونات في كل ليتر مع كميات إضافية من بيكربونات الصوديوم تبعاً لحالة الحماض.

ويجب الانتباه لعدم إعطاء البيكربونات وريدياً ما لم ينخفض PH الدم لما دون 7.15، ما يتضمنه هذا الإجراء من مخاطر أهمها زيادة الحجم الدوراني واسترخاء القلب، والقلاء , وفرط صوديوم الدم وزيادة النقص في البوتاسيوم داخل الخلايا.

ومن المفيد أن نعلم أنّ قلونة اليول تحرك الصفصافات من داخل الخلايا نحو المصورة ومنها إلى البول.

ويعتقد الكثير من العلماء أنّ إعطاء السوائل وحدها وبكميات كبيرة كاف لشفاء المريض و الكلية السليمة الوظيفة. أمّا في حال فشل طريقة قلونة الإدرار فإنّ الديال الدموي يعد لطريقة الأكثر فعالية للتخلص من الصفصافات.

أمّا في حال استمرار السبات بعد عودة مستوى الصفصافات إلى حده الطبيعي, فيجب التفكير بوجود وذمة دماغية تتطلب العلاج بالمدرات الحلولية كالمانيتول , وقد يفيد إعطاء الستيروئيدات.

ت‌- مشاكل خاصة :
1-إذا حدث نزف شديد أو نقص في بروثرومبين الدم يعطى المتسمم الـ hytonadion 10مغ عضليا، أو ينقل له دم طازج أو صفيحات, ويمكن أن يعطى فيتامين ك.
2- يجب تجنب إعطاء مثبطات الجملة العصبية المركزية كالباربيتوريات.
3-يجب خفض الحرارة باستخدام الكمادات المائية وتجنب الرفادات الكحول.

ت-الحالات المهددة للحياة :
وهنا يجب إجراء تبديل الدم عند الأطفال الصغار , أو يجرى التحال البريتواني أو التحال الدموي( الكلية الاصطناعية ).وذلك في الحالات التالية :
1- صفصافات المصل < 160مغ% بدئياً أو < 130مغ% بعد 6 ساعات.
2- حماض شديد : PH > 7.1.
3- قصور كلوي حاد.
4- قصور الوظيفة العصبية المستمر.
5- تطور الحالة على الرغم من كل إجراء.


ثبت المراجع والمصادر :
1-
Gary Feisher and Stephan Luduig , Textbook of Pediatric Emergency
Medicine, 1983.
2-
Handbook of poisoning ,prevention ,Diagnosis and Treatment ,Eleventh
Edition, 1983.
3-
Postgraduate Doctor ,May 1984,Vol 7,No5, p.p328.
4-
Stephan.J.Atwood, The laboratory in the diagnosis and management of
Acetaminophen and Salicylate Intoxication, The Pediatric clinics of North
America , november 1980 (27:4) The laboratory in pediatric practice .p.p
875-880.
5-
Tarlow ,M. Reye s Syndrome and Aspirin. Br.Med.J. 1986, 292:1543-4.
6-
B.G.Loftus and J.E.Price, Acute Respiratory Infections In Childhood,
Postgraduate doctor ,Middle east , 1987, Vol10, No8, p.p( 472-481).
7-
د. رياض رمضان العلمي , الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم , سلسلة عالم المعرفة الصادرة عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب – الكويت- العدد 121- ص: 221-226.
8-
يورجن باوزه , Jurgen Bause –التسمم بالمواد المنزلية والصناعية , عالم لطب والصيدلة Arab Medico المجلد 8, العدد 1/90 , ص25.
9-
Jorg Beneker , علاج الألم في حالات الطوارئ , عالم الطب والصيدلة , المجلد 10 , العدد 6/92, ص18-22.
10-
Elhassan Mohammed Abdel-magid , FathelRahman Elwad Ahmed. Salisylate
Intoxication In An Infant with Ichthyosis transmitted through skin ointment
Case report. Pediatrics, American Academy Of Pediatrics, December 1994,
Vol94< No6, p.p39-40.



_________________________
الدكتور عمر فوزي نجاري
اللاذقية-سورية
ص.ب 948-
هـ041218740

dr_najari@tabib-web.eu

 

17/10/2007

 
 
 

 
 

تعليقــــات ( عــددها - 3 - ) ...

 
 

1 - الأسبرين عند الحوامل.

د. لؤي خدام / فرنسا / Sat, 20 Oct 2007 20:14:39

 

2 - حصلى تسمم بالاسبرين

احمد عبودة / مصر / Sat, 08 Aug 2009 16:00:23

 

3 - رائع

سمية / الجزائر / Sun, 19 Apr 2015 14:51:26

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

   
أعلى
الصفحة الرئيسية - الأرشيف - بحث - اتصل بنا - من نحن - سجل الزوار - الصفحات الأخرى
 

الحقوق محفوظة طبيب الوب 2014 ©

http://tabib-web.eu - http://www.tabib-web.eu