أنا فتاة كنت أمارس الأعمال المنزلية منذ سن السابعة,وكان كل عمل المنزل تقريبا يلقى على عاتقي أنا..
المهم هو أني لاحظت أمرا غريبا جدا,وهو أني حين بلغت عانيت من نزيف في فترة الدورة الشهرية لدرجة أني أصبت بفقر دم حاد,وكنت قد بدأت أعتقد بأن هذة هي طبيعة دورتي الشهرية وأني يجب أن أتأقلم معها!!
وبعد سنتين من البلوغ كنت قد أنهكت بشدة لذلك أستأذنت أمي في أن تعفيني وتسامحني من مساعدتها في الأعمال المنزلية,لأني قررت أن لا أعمل في الأعمال المنزلية أبدا إلا إذا أحتاجت أمي مساعدتي,لأني متعبة وبحاجة ماسة للراحة,الغريب في الأمر أنه ومنذ أول شهر تركت فيه العمل في المنزل لاحظت أن دورتي التالية بدأت تصبح أخف بقليل,وفرحت جدا جدا,والأغرب أنها في الفترة الزمنية اللاحقة بدأت تقل تدريجيا,بمقدار بالكاد يلاحظ,وبعد أن أنقطعت عن الأعمال المنزلية بفترة 5 سنوات (ماعدا الأوقات التي تحتاج أمي لي فيها وكانت نادرة),بدأت ألاحظ بأن الكمية بدأت تصبح قليلة جدا,ليس هذا فحسب,بل عدد أيام الحيض بدأ يتناقص هو الآخر,فأستغربت وبدأت أخاف أن تنقطع الدورة,فعملت الفحوص اللازمة التي كشفت عن أني أعاني من زيادة الهرمون الذكري..
فظننت أن هذا هو سبب تناقص كمية وأيام الحيض عندي,وظللت على أعتقادي هذا إلى أن بدأت أراقب نفسي جيدا,وأدون الملاحظات..
هل تعلمون ماذا لاحظت؟وماذا إكتشفت؟!!
لقد لاحظت بأني في الأيام التي تكلفني فيها أمي بعمل من أعمال المنزل حتى ولو كان بسيطا كطبخ وجبة واحدة مثلا,فأنه في ذلك الشهر الذي يقع فيه اليوم الذي قمت فيه بعمل ما تزيد كمية الحيض ويرجع إلي نزيف الحيض ويكون كثيرا,ليس هذا فحسب,بل إني أشعر بثقل كبير في بطني وأسفل البطن,وفي الأعضاء التناسلية,وفي المهبل على وجه الخصوص,لدرجة اني أشعر وكأن رأس مولود يمر عبر مهبلي,أي يكون الثقل وكأني ألد مولود,ويكون إحساس مؤلم ويضايقني,والدم ينزف بقوة,وأيضا هذا يؤدي بي للإصابة بحالة نفسية سيئة وإكتئاب,وأكون متعبة وأشعر بثقل شديد في أسفل الظهر أيضا..
وأيضا تتلخبط مواعيد الدورة الشهرية.
أما في الأشهر التي لا أقوم فيها بأي عمل منزلي فإن الحيض يكون عاديا بل ويتناقص في الأشهر التالية في حال أستمريت في عدم العمل!!!
في البداية لم أصدق نفسي,وقلت يمكن أن تكون مجرد صدفة,ولكنها لم تعد كذلك الآن,لأنه مر علي 7 سنوات على هذة الدراسة والملاحظة لنفسي,وطوال هذة السنوات كلها لاحظت باني حين أقوم بأي عمل (مهما كان بسيطا كغسيل الصحون مثلا) فإن النزيف يرجع!!
وحين لا أعمل أي شيء يتوقف النزيف!!
بل إن ممارسة الرياضة لها نفس التأثير علي,علما بأنها خفيفة وبسيطة كالمشي لمدة 5 دقائق يوميا!!!!
ما الذي يحدث لي؟!!
وهل يفترض أن أقضي العمر جالسة؟!
ومن ثم ماذا عن حاجة جسدي للحركة والرياضة؟
ماذا أفعل مع هذة المشكلة العويصة؟
وهل ما يحدث معي يحدث لجميع النساء؟
بمعنى أن الأعمال المنزلية والرياضة المستمرة لايناسبان جسد المرأة,ولكن النساء لم يلاحظن أو يربطن بين الأعمال وبين معاناتهن من الحيض كما ومعنى؟!
بمعنى أنهن يعانين مما أعاني ولكنهن غافلات كما كنت أنا في الماضي غافلة عن الربط بين الأعمال وبين مشكلة الحيض؟
أي أن المرأة لم تخلق للعمل حتى ولو أرادت؟
وأن العمل يسبب لها مشاكل في الحيض بينما هي غافلة عن إدراك ذلك,بل حتى الأطباء ربما لم يكتشفوا للآن أن العمل ربما يكون أحد الأسباب المؤدية للإصابة بمشاكل فِِي الحيض؟!
فمثلا أنا أفسر الموضوع من خلال معلوماتي وثقافتي وقراءاتي,بأن السبب قد يكون في أن العمل والحركة,يؤديان لتنشيط الدورة الدموية في الجسم,مما يؤدي إلى زيادة كمية الدم الواردة إلى بطانة الرحم,وبالتالي زيادة كمية الحيض حين يحين موعد نزوله,أما الراحة وعدم العمل فيجعل الدورة الدموية بطيئة,مما يقلل كمية الدم الواردة إلى بطانة الرحم,وبالتالي قلة كمية الحيض حين نزوله.
فكما نعلم الطب كل يوم يكتشف شيئا كان عنه في الأمس غافلا!!
أم أني الوحيدة؟!
وأحب أن أعرف لماذا سواء كنت الوحيدة أم كانت جميع النساء مثلي,أريد أعرف السبب في الحالتين؟
أتمنى أن تكون رسالتي هذة بذرة لدراسة طبية مستفيضه ومتجددة وحيادية وعادلة حول الموضوع,سواء من أطباء الموقع أو من أطباء آخرون.
شكرا.
|