السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيد الدكتور
أرجوا أن تتقبلوا نُصحي في شأن العادة السرية ...
قرأت كلام حضرتك .. كلام مقنع علميا ، لكن بالفطرة هذا الكلام خاطئ .......
فهذه العادة السيئة سلوك سيء يتنافي مع مكارم الأخلاق
حتى أن الإمام ابن حزم -رحمه الله – بالرغم من أنه أباح هذه العادة إلا أنه قال: ( الاستمناء نكرهه ؛ لأنه ليس من مكارم الأخلاق , ولا من الفضائل " .
يا دكتور لو نظرت حضرتك للحديث الصحيح للنبي صلى الله عليه وسلم قال : " يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ " رواه البخاري
لهُ وِجَاءٌ (حماية من الوقوع في الحرام)
فأرشد النبي صلى الله عليه وسلم –عند العجز عن النكاح– إلى الصوم، مع مشقّته. ولم يُرشِد إلى الاستمناء، مع قوة الدافع إليه. وهو أسهل من الصوم، ومع ذلك لم يسمح به. هذا لأن النبي لا يأمر بمعصية لأنه صلى الله عليه وسلم بُعث ليُتمم مكارم الأخلاق
يا دكتور : هذه شهوة في الجسم خلقنا بها نعم .. لكنها إختبار وضعه الله فينا هل سُحسن التصرف فيها أم لا
وطالما أن لها حلول فى الشرع ( كالزواج المبكر وتعدد الزوجات و التحصن بالإيمان وتذكر الحساب يوم القيامة ) فكل هذه الحلول نجحت مع الكثيرين بالفعل ..
فلما نلجا إلى التداوي الحرام ؟؟ وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تداووا و لا تتداووا بحرام ) رواه أبو داوود .أي لا يجوز أن نُعالج داء بفعل حرام ...
بالله يا دكتور لا تقول كلامك هذا ثانية وشجع العباد على الإلتزام بمكارم الأخلاق .. فبدلا من أن تجعلهم لا يبالون بفعلتهم هذه .. فعليك أن تجعلهم يستحوا منها
فالحياء كله خير كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
ومن أنواع الحياء من الله: الحياء من نظر الله إليه في حالة لا تليق: كالتعري
كما في حديث بهز بن حكيم عندما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ ) فقال: { احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك }. قال: ( يا نبي الله إذا كان أحدنا خالياً؟ ) قال: { فالله أحق أن يستحي منه الناس }.
ولذلك عقد الإمام البخاري باباً سماه: ( التعري عند الاغتسال والاستتار أفضل ).
وقد ورد أن ابن عباس كان يغتسل وهو يرتدي ثوباً خفيفاً حياء من الله أن يتجرد.
وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول: ( والله إني لأضع ثوبي على وجهي في الخلاء حياء من الله ).
وكان عثمان بن عفان لا يقيم صلبه عند الاغتسال حياء من الله.
يا دكتور شجع الشباب على الإنتهاء من هذه العادة السيئة ... قل لهم ود الشيطان لو ظفر منكم بهذه , فلا تملوا من الاستغفار لأن الحياة لا قيمة لها بدون المحاولة والتجربة، و المحاولات وإن كثرت، والفشل وإن تكرر إلا أنه يثبت قيمة الإنسان، فلابد أن يسعى، ومن هنا رتب الله الأجر في القرآن على المحاولة { وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} فأجره على الله بالرغم من أنه لم يهاجر وإنما فقط خرج من بيته محاولا أن يهاجر ،، حتى أنه لم يصل إلى بلد الهجرة ،، ولكن لم يضيع الله أجر مجاهدته ،، لله الحمد ...
فجاهدوا أنفسكم وابحثوا عن طُرق لعلاج الذنب الذي تشتكون منه ،، فما أنزل الله من داء إلا وأنزلَ له دواء علمه مَن علمه وجهله من جهله،
قل لهم يلجئوا للحلول الشرعية لا الحلول الأجنبيه
|